كشف الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، تفاصيل إطلاق جندي في حالة سكر على مواطنين في شارع النيل، فيما أكد أن الاتصالات مع قوى إعلان الحرية والتغيير لم تنقطع بشأن استمرار الحوار بخاصة بعد التهديدات بالعصيان المدني، هذا إلى جانب احتفالات آلآف المتظاهرين السودانيين في شوارع السودان بعد إعلان الجيش السوداني إصدار بيان هام بشأن الأوضاع في السودان.
وقال الفريق كباشي، "إنه إثر مشاجرة بين أفراد من القوات المسلحة ومواطنيين في شارع النيل "أسفل كوبري النيل الأزرق من الناحية الجنوبية"، قام أحد الأفراد يتبع للواء الدفاع والخدمات، والذي كان في حالة سكر، بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه الشخصي فأصاب المواطنة "ميادة جون" في رأسها مما أدى لوفاتها في الحال، كما أصيب أحد المواطنين في رجله بالإضافة لإصابة جندي أخر في رجله أيضا".
وأكد المجلس، في بيان، الأربعاء، أنه تم إحتواء الموقف والقبض على الجاني وإسعاف المصاب ونقل جثمان المواطنة المتوفية إلى المشرحة، وأكدت القوات المسلحة أن "هذا الحادث فردي ومعزول وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية وعمل التدابير اللازمة التي تحفظ الأمن وتحمي المواطنيين"، متمنيًا الرحمة والغفران للمتوفية وعاجل الشفاء للجرحي والمصابين.
المتظاهرون يحتفلون في الشوارع
وشهدت الشوارع السودانية على جانب آخر احتفال آلآف المتظاهرين، بعد إعلان الجيش السوداني إصدار بيان هام بشأن الأوضاع في السودان، فيما أكدت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود الاحتجاجات في السودان، الأربعاء، تمسكها بمطلبها بتشكيل حكومة مدنية، لافتة إلى أنها منفتحة على تصعيد الخطوات الاحتجاجية، ومن ضمنها العصيان المدني، من أجل انتقال السلطة إلى مدنيين.
ولوحت قوى الحرية والتغيير خلال مؤتمر صحافي، مساء الأربعاء، بالعصيان المدني، إذا لم يستجب المجلس لمطالبها، لافتة إلى أن "العصيان المدني ليس نزهة وإنما ضرورة للاحتجاج السلمي"، وتابعت، "ما طرح بشأن قضايا السلام مع الحركات المسلحة من قبل المجلس العسكري مرفوض"، مشددة في الوقت ذاته على أنها "تريد مشاركة كل قادة الحركات المسلحة، لأنهم ينتمون إلى الشعب السوداني".
وأعلنت قوى الحرية والتغيير أنها "لن تنقاد إلى أي شكل من أشكال العنف مهما كانت الاستفزازات، ومصرون على سلميتنا"، لافتة إلى أنها قدمت تصورا واضحا إلى المجلس العسكري، وإذا لم يستجب "فسنذهب إلى العصيان المدني"، ورأت أن الحديث عن انتخابات مبكرة "هو إجهاض لمسيرة التفاوض بيننا وبين المجلس العسكري"، مؤكدة أنه "لا يمكن إجراء انتخابات في 3 أشهر، وما زال الملايين في مخيمات اللجوء والنزوح، وفي ظل سيطرة العهد البائد على مفاصل الدولة".
وأشارت إلى أن العصيان المدني ليست نزهة، وإنما ضرورة للاحتجاج السلمي، "ونأمل ألا نضطر للدخول بمواجهات مع المجلس العسكري"، منوهة إلى أنها شكلت لجنة أمنية مشتركة لضبط ميدان الاعتصام، ولكنها لم تر تفعيلا لها من قبل المجلس, وذكرت القوى أنه يجري حاليا الاستعداد لصلاة عيد حاشدة في ميدان الاعتصام بالخرطوم وفي معظم الولايات.
تعثُّر المفاوضات
وشهدت المفاوضات الأسبوع الماضي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، تعثرًا، وذلك بعد أن اتفق الطرفان على قضايا رئيسية مثل فترة انتقالية مدتها 3 سنوات، وبرلمان من 300 عضو يكون ثلثاه من تحالف الحرية والتغيير.
وتعثر التفاوض بسب إصرار قادة الاحتجاجات على أن يتولى المدنيون رئاسة مجلس السيادة وغالبية عضويته، وهو المقترح الذي رفضه المجلس العسكري.
وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير قبيل رفع الإضراب العام الذي دعت له، بشأن سير المفاوضات، "لم نحرز أي تقدم في المفاوضات منذ توقفها الأسبوع الماضي"، مؤكدة ترحيبها "بكل قرار إقليمي ودولي يصب في مصلحة التحول الديمقراطي وتسليم السلطة للمدنيين".
ودخل الإضراب في القطاعين العام والخاص حيز التنفيذ صباح الثلاثاء، بهدف زيادة الضغط على المجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة إلى المدنيين. ومن المقرر أن يرفع الإضراب منتصف ليل الأربعاء.
وكانت قوى إعلان الحرية والتغيير، قد قالت في وقت سابق إن نسب المشاركة في الإضراب بالمؤسسات العمومية والخاصة الاستراتيجية (الكهرباء والماء والاتصالات والشحن البحري في ميناء بورتسودان ومطار الخرطوم )، إضافة إلى قطاعات الخدمات كالصيدليات والمستشفيات والمعلمين، تراوحت ما بين 80 و100%.
المجلس العسكري ورفض التهديدات
وأكد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري السوداني الفريق الركن شمس الدين كباشي، أن الاتصالات مع قوى إعلان الحرية والتغيير لم تنقطع، وقال كباشي، في تصريحات صحافية "إن المسافة قريبة للتوصل لاتفاق"، مشيرا إلى قيام "لجنة سياسية بين الطرفين بتقريب وجهات النظر"، مشددًا على أنه "لا تراجع عما تم الاتفاق عليه مع الحرية والتغيير".
وأكد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، الثلاثاء، أن المجلس "لو وجد شخصًا ثقة سنسلمه السلطة اليوم"، مضيفًا "إنه يجب عودة قوى الحرية والتغيير للشعارات وحينها سنعود للتفاوض اليوم قبل الغد".
وأشار حميدتي إلى أن المجلس الانتقالي لن يقفل باب التفاوض لكنه شدد على ضرورة مشاركة الجميع، كذلك أشار إلى أنه لو لم تنحاز القوات المسلحة للثورة ما سقط عمر البشير.
وجدد رفض المجلس للتهديدات مشددًا على ضرورة عدم ترك البلاد تنزلق. مؤكدًا أن هناك كثيرين يتخابرون مع دول أخرى، "وهناك دول متربصة تريدنا أن نكون مثل ليبيا وسورية"، موضحًا أن هناك إسلاميين من النظام السابق فاسدون انضموا للثورة لتنظيف ملفاتهم.
قد يهمك ايضا:
الولايات المتحدة وبريطانيا تدعوان الفرقاء الليبيين إلى الجلوس على مائدة الحوار
"قوات حفتر" تدحر عناصر "داعش" في الجنوب الغربي الليبي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر