وصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى المملكة المتحدة في أول رحلة له كرئيس للولايات المتحدة، بعد أن بدا يُشكك في استراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي وضعتها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، متسائلًا عما إذا كان ما صوت الشعب البريطاني لصالحه يتم تنفيذه بالفعل.
وقال الرئيس الأميركي، الذي هبط في مطار ستانستيد بعد ظهر الخميس، إن المملكة المتحدة يبدو أنها ترغب الآن في الانخراط بشكل جزئي على الأقل مع الاتحاد الأوروبي، وهي إشارة واضحة إلى خطة ماي المعروفة باسم "تشيكرز".
ولوح ترامب إلى الحشود بعد خروجه من طائرة الرئاسة، وهو يمكس بيد زوجته ميلانيا ترامب، والتي ارتدت فستانًا باللون البيج ضيق ووضعهت حزام أحمر اللون على خصرها.
ووصل الزوجان في تمام الساعة الواحدة والنصف بتوقيت لندن، والتقى بهما وزير التجارة الدولية،ليام فوكس، واللورد ملازم إسكس جينيفر تولهيرست، رئيس العمليات في مطار ستانستيد براد ميلر، بالإضافة إلى فوج من سلاح الجو الملكي البريطاني.
وأمضى الرئيس والسيدة الأولى بضع لحظات في الترحيب بلجنة الترحيب قبل المرور عبر المدرج والتوجه إلى أحد الطائرات الهليكوبتر البيضاء، التي أقلتهم إلى منزل السفير الأميركي في وينفيلد هاوس.
وتأجلت هذه الجهود لمدة ساعة عندما طالت مدة قمة الناتو في بروكسل، لأن ترامب طالب الدول الأعضاء بزيادة مساهماتها بشكل أسرع مما كان مقررًا في الأصل فيما يخص الإنفاق على الدفاع.
و سيحضر ترامب وزوجته حفلة عشاء في قصر بلينهايم، مسقط رأس وينستون تشرشل، في أوكسفوردشاير، الذي تستضيفه تيريزا ماي، ومن المقرر أن يقضوا ليلة الخميس في وينفيلد هاوس، الواقع في ريغنت بارك.
أمضت عائلة ترامب بعد ذلك فترة بعد الظهر في وينفيلد هاوس، حيث ألقى ترامب خطابًا إيجابيًا بشأن إنجلترا لأعضاء من موظفي السفارة الأميركية، وتجمعوا في ما بدا أنها حفلة في الحديقة، وشوهدت مجموعة من الناس، قال الكثير منهم إنهم يعملون في سفارة لندن، وهم يغادرون مقر الإقامة بعد ظهر اليوم.
وغادر الحشد، وبعضهم من عائلات مع أطفال صغار، من خلال ماسحات أمنية على غرار المطارات التي كانت تديرها أكثر من اثني عشر من ضباط شرطة العاصمة في منطقة مسيجة من ريغنت بارك، وقبل ما يزيد على ساعة من وصوله إلى بريطانيا، أعلن ترامب النصر على مطالبه المتعلقة بالإنفاق الدفاعي في قمة الناتو وطُلب وجهات نظر بشأن خطط المملكة المتحدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحافي.
وقال "أود أن أقول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعني الخروج، صوت الناس لكسر ذلك حتى تصوروا أن هذا ما سيفعلونه، ولكن ربما الآن هم في طريق مختلف، لا أعرف ما إذا كان هذا هو ما صوتوا عليه ".
وأضاف ترامب أن الأمر يبدو كما لو أن المملكة المتحدة تتورط بشكل جزئي على الأقل في الاتحاد الأوروبي، موضحًا "أود أن أراهم قادرين على العمل على الخطة حتى يتسنى لهم التقدم بسرعة".
و قالت ماي "لقد توصلنا إلى اتفاق يحقق بشكل مطلق ما صوت الشعب لصالحه".
وقال ترامب إنه يريد الانتهاء من المفاوضات مع بروكسل بسرعة، لكنه أوضح أيضًا أن الأمر متروك للمملكة المتحدة لتقرير كيفية متابعة المحادثات، قائلًا إنه لن يملي الشروط على بريطانيا، كما أنه لم يعلق على الاحتجاجات التي ستبدأ أثناء زيارته لبريطانيا، التي تبدأ بعد ظهر يوم الخميس وتأتي في الوقت الذي تدفع فيه ماي لصفقة تجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع أميركا.
وستستضيف ماي, ترامب وزوجته ميلانيا في مأدبة عشاء فخمة في قصر بلينهايم مساء الخميس، بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأميركي أن المملكة المتحدة في حالة "اضطراب" بعد استقالة الحكومة بسبب خطط رئيسة الوزراء البريطاني بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
و سينضم ترامب إلى رئيسة الوزراء في قاعدة عسكرية، يوم الجمعة؛ لمراقبة عملية مشتركة لمكافحة التطرف تشارك فيها القوات الخاصة البريطانية والأميركية.
وسيجري الزعيمان محادثات في مقر إقامة رئيس الوزراء، حيث تتصدر روسيا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط جدول الأعمال، وسيسافر ترامب بعد ذلك إلى قلعة وندسور لمقابلة الملكة قبل التوجه إلى إسكتلندا في جزء خاص من الزيارة التي تستمر أربعة أيام، قبل السفر إلى هلسنكي لحضور قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتم الكشف عن لافتة تحمل شعار دونالد ترامب باعتباره "كابوسًا لحقوق الإنسان" على جسر لندن بينما يزور الرئيس الأميركي المملكة المتحدة، وكشفت منظمة العفو الدولية عن لافتة بطول 15 مترًا على جسر فوكسهول في وسط لندن بعد ظهر يوم الخميس قبل هبوط ترامب إلى بريطانيا.
وتأمل كيت آلين، مديرة منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، أن تقوم تيريزا ماي بمناقشة سجل ترامب في مجال حقوق الإنسان خلال الفترة التي قضاها معًا في الأيام المقبلة، قائلة إن سجله في حقوق الإنسان هو ببساطة مشين، حيث تمزيق الوالدين على الحدود المكسيكية ووضعهم في أقفاص لحظر السفر".
وهدد المعارضون بالاحتجاجات الجماهيرية ضد الزيارة، لكن من المتوقع أن يتجنب ترامب مناطق مثل وسط لندن حيث يمكن للمتظاهرين التجمع.
ويتوقع أن يخرج عشرات الآلاف من المحتجين، الذين يقال إنهم أعضاء في نقابات العمال إلى الشوارع، وسيطير بالون كاروكتيوري ضخم بارتفاع 20 قدمًا على المشهد، يصور ترامب وهو طفل يرتدي حفاضة ويمسك بالهاتف المحمول بالقرب من البرلمان يوم الجمعة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر