تجمع مجموعة من البريطانيين المقربين من روسيا، قبل ثلاثة أيام، بالقرب من مبنى حكومي روسي في منطقة كنسينغتون في غرب لندن، لحضور ندوة، وكان المتحدث بها شخص مثير للأهتمام، وهو أستاذ في جامعة كامبردج البروفيسور نايل كينت، حيث عقد ندوة استخباراتية مرموقة في الجامعة عن عالم التجسس، حتى استقال في العام الماضي بسبب الاتهامات بأن أحد حلقاته الدراسية كانت مرتبطة في روسيا.
وكانت الحلقة التي عقدت الخميس الماضي، أكثر اهتمامًا، حيث منتدى ويستمنستر روسيا، الذي يرى أن العلاقات البريطانية الروسية، ربما بالحياد والإيجابية، وتم إلغاء منتدى أصدقاء روسيا المحافظين في عام 2012، بعد استقالة عدد من أعضاء البرلمان البريطاني وسط مزاعم وجود علاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وربما كان أفضل ما يمكن أن يوجد، هو تصريح رئيس المنتدى جون بونار، في شريط فيديو رسمي، يعبر عن إعجابه بالإنجازات الكبيرة التي يجري تحقيقها، مؤكدا مجددا أن روسيا قد تكون قوة عالمية.
نايجل سوسمان، المدير التجاري لمنتدى ويستمنستر روسيا، هو عضو في شركة أوكيب التنفيذية، هو أحد أكثر الشخصيات البارزة في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويذكر أن مدير المنتدى ورئيس لجنة حملته هو اندرو باراند، نائب مدير الحملة السابق لمغادرة الاتحاد، ووكيل الانتخابات السابق للمستشار فيليب هاموند، وهو الآن عضو في حزب المحافظين.
ويذكر أن المدير التجارى للمنتدى، عضو في السلطة التنفيذية الوطنية في أوكيب والمرشح البرلماني السابق للحزب نايجل سوسمان، وفي آذار / مارس، قام سوسمان بزيارة رسمية إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وعاد إليها بتقرير متوهج حول كيفية تبرير استيلاء الكرملين عليها، قائلاً إن شعبها "يعتبر دائما روسيا وطنهم الأم"، وأضاف أن روسيا "دولة ديمقراطية" تتعرض لحملات تشويه.
ومع توجيه الاتهامات إلى مديري حملة ترامب الانتخابية بمزاعم صلات مع روسيا، واعتراف جورج بابادوبولوس، بعلاقته مع موسكو، يعتبر هذا الأسبوع هو بداية زلزال سياسي غير متوقع كان خامدا منذ 18 شهرا، ليبرز كل من "ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" على السطح وعلاقة روسيا بهما.
ويقال إن بابادوبولوس ألتقى، توبياس إيلوود، المسؤول البارز في الخارجية البريطانية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر العام الماضي، وحينها كان بابادوبولوس لا يزال يمارس مهامه كمستشار في حملة ترامب الانتخابية، ولكن الخارجية البريطانية، أشارت إلى أن هذه اللقاءات كانت روتينية إلا أنها تعرج في الوقت نفسه إلى تصريحات بن برادشو عضو مجلس العموم الذي كان يطالب خلال الأعوام الماضية بضرورة التحقيق في مزاعم تأثيرات روسيا على الحياة السياسية في بريطانيا.
ونشر موقع ويكلكس في الفترة التي سبقت الانتخابات الأميركية 2016، الآلاف الرسائل من البريد الإليكتروني الخاص بمرشحة الرئاسة السابقة، هيلاري كلينتون، وتقول المخابرات الأمريكية إنها كانت مؤامرة روسية؛ لتعزيز فوز ترامب.
ويزعم أن حملة ترامب كانت على اتصال مع جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكليكس، من خلال وسطاء، وظهر الشهر الماضي أن شركة كامبريدج أنالتيكا البريطانية، وهي شركة تحليل بيانات عملت مع ترامب، أنها كانت على علاقة بأسانج خلال الحملة التي تسعى إلى الإفراج عن المزيد من رسائل البريد الإليكتروني الخاص بكلينتون، والتي يقال إن أسانج رفضها.
ولفتت شركة كامبريدج أناليتيكا، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت كثيرا على الانتخابات الأمريكية، وساهمت في انتصار ترامب، وقد تعاونت الشركة نفسها مع شخصيات يؤيدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال زعيم حزب العمال واتسون ناب، "بدأنا للتو في رؤية الصورة المقبلة من أميركا بوضوح ونعرف كيف سعت روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية ولدينا تساؤلات عديدة حول إمكانية تدخل روسيا في السياسات البريطانية والتأثير عليها".
وبناء عليه، طالب توم بريك، السياسي البارز في حزب الأحرار الديمقراطيين البريطاني المعارض، بضرورة البدء فورا في تحقيقات رسمية موسعة بشأن تأثير وتدخل روسيا في ملف الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي أجري العام الماضي.
وأوضح بريك "أول ما يجب أن يركز عليه التحقيق هو إمكانية تدخل روسيا في التأثير على نتيجة الاستفتاء، ويجب أن يعلم المواطنون صراحة هل تدخلت الروبلات الروسية في تأمين الأغلبية البسيطة لصالح معسكر مؤيدي الانفصال عن أوروبا"؟.
وأثار النائب العمالي بن برادشو، قلق واسع النطاق إزاء التدخل الأجنبي وخاصة الروسي في الديمقراطيات الغربية، وأعلنت لجنة الانتخابات البريطانية في الأسبوع الماضي فتح تحقيق في مصادر التبرعات والقروض الخاصة بدعم حملة مغادرة بريطانية من الاتحاد الأوروبي.
وتعد أيضًا حركة استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، محور اهتمام روسي، ويبدو أن بريطانيا أيضًا شهدت العديد من الأنشطة المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجد باحثون في جامعة لندن أن نحو 13.500 حساب وهمي على "تويتر"، غرد لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر