آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مواطنون يتذمرون من ندرة الدواء والغذاء وآخرون يتخوّفون من التظاهر خشية القمع

العقوبات الأميركية على إيران بدأت تنعكس سلباً على معيشة المواطنين وأعمالهم

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- العقوبات الأميركية على إيران بدأت تنعكس سلباً على معيشة المواطنين وأعمالهم

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
طهران ـ مهدي موسوي

عبَّرت المواطنة الإيرانية لامال شينار، عن قلقها الداخلي الشديد من نتائج العقوبات الأميركية الجديدة على بلادها، وذلك أثناء تجولها داخل "أسواق المعارض" في جبل "توتشال" المغطى بالثلوج في ضواحي طهران.  فهي تعتبر نفسها مثل العديد من أبناء بلدها "ضحية للمحاولات الأميركية لشل الاقتصاد الإيراني من خلال العقوبات التي فرضتها الولايات المتحده عليه مؤخرًا".

وتنقسم مخاوف شينار الشخصية إلى شقين، الأول: كيفية العثور على الأدوية التي تحتاجها أمها المريضة بالقلب، والثاني، كيفية تحويل أموالها إلى داخل إيران وخارجها. وقالت شينار لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية: "إن إيران لا تنتج العقاقير التي تحتاجها والدتي، ولكن أخي لديه تأشيرة عمل للسفر إلى فرنسا، ويعود بأكبر قدر ممكن من تلك الأدوية في كل مرة يسافر بها الى الخارج. نحن محظوظون فكثير من الناس لا يستطيعون الذهاب إلى الخارج ويذهبون من صيدلية إلى أخرى، وغالبا ما يعودون بدون الأدوية التي يحتاجونها. هذا مؤلم جدًا".

وذكرت الصحيفة، أن معظم الدخل الذي تحصل عليه شينار، يأتي من عملها كمبرمجة لصالح إحدى الشركات في كندا، ولكن بما أنه لا يوجد بنك دولي واحد سيتعامل مع تحريك الأموال بسبب العقوبات الأميركية على إيران". وأضافت: "يجب عليها المخاطرة في السوق السوداء باحتمالية سحب أموالها بعيدًا. ونتيجة لذلك، فهي تحول كميات صغيرة في كل مرة، مما يزيد من التكلفة".

وتقول مواطنة إيرانية أخرى تدعى زرحا تاليبي للصحيفة: "لدينا بعض أسوأ أنواع السرطانات في العالم، وهذا يرجع إلى سببين أولهما هو النظام الغذائي، والآخر هو التلوث، فبسبب انخفاض أسعار البترول أصبح في متناول الجميع القيادة". وتضيف تاليبي، أن "إيران تنتج الكثير من أدويتها، ولكن يوجد أيضًا نقص في بعض منها، ولا يقوم الكثير من الأشخاص بفحوصات طبية، حتى لو تم تشخيصهم بأمراض لا يمكن العثور على الدواء لمعالجتها". وتابعت: "الناس العاديون أصبحوا يعانون من تلك العقوبات الأميركية على طهران".

وأشارت الصحيفة، إلى أن "طهران تمتلك مستشفيات حديثة ممتازة، لكن مستشفى بلا دواء كجيش بلا ذخيرة". وتزداد قوائم انتظار المستشفيات مع عودة المرضى لمعرفة ما إذا كانت أدويتهم متوفرة أم لا.

نظرياً، تم إعفاء المشتريات الإيرانية للسلع الإنسانية مثل الأدوية من العقوبات الأميركية، تمامًا كما كانت بموجب نظام العقوبات الدولي التي تم رفعها بعد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، لكن يبدو أن الولايات المتحدة، المسؤولة الوحيدة الآن عن العقوبات التي تم فرضها مرة أخرى، اتخذت نهجًا غامضًا في كيفية عمل نظام إعفاءات المشتريات الإنسانية عمدًا.

ويقول دبلوماسيون إنه "تم تصميم حملة ترويجية دولية وضعها الأميركيون في جميع أنحاء أوروبا لتوفير تحذيرات تقشعر لها الأبدان أمام الشركات والحكومات من عواقب خرق العقوبات". ونتيجة لذلك، تصرفت شركات الأدوية الأجنبية والمصارف الدولية بحذر، في محاولة لتجنب المخاطر وفرض عقوبات عليها بصورة غير مقصودة.

 وحسب الصحيفة، فإن العقوبات الأميركية على طهران،، لا تؤثر على المواطنين فقط ولكن أيضًا على شركات الشحن، ويوضح أحد المصادر الطبية في طهران أن شركة " DHL" للشحن الدولي السريع، لم تعد تقوم بنقل عينات مرضى السرطان إلى الخارج. وتعني العقوبات الجديدة، أن بعض الأدوية يصعب العثور عليها. وأدى انهيار الريال الإيراني إلى ارتفاع تكلفة الأدوية بشكل كبير.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لـ"الغارديان": "فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية على إيران. وعندما تريد تحويل الأموال، لا يسأل البنك عما إذا كان الأمر يتعلق بالطعام أو أشياء أخرى، ولهذا فالعقوبات تضر بالأغذية والأدوية". وأضاف ظريف: "الولايات المتحدة لا تفي بوعودها، نحن نؤمن بأن العقوبات غير مشروعة في أي حال وضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة لا تفي حتى بالالتزام الذي قطعته تجاهنا. وفي نهاية المطاف، فإن العقوبات تضرُّ بالناس العاديين، وهذا هو هدفهم".

ويقول مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، إن "هذه الضغوط مصممة لجعل إيران تخضع"، وذلك على الرغم من تصريحات برايان هوك، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لسياسات إيران، الذي قال في إحاطات إلى المراسلين الأوروبيين إن "الولايات المتحدة لم تستهدف أبدًا الأدوية أو الأجهزة الطبية"، مضيفًا أن "محاولات طهران لسوء وصف هذه الإعفاءات الإنسانية، هي جهد مثير للشفقة لصرف الانتباه عن فساد النظام الإيراني وسوء إدارته".

وأشارت الصحيفة، إلى أنه أياً كان السبب، فإن الأزمة الاقتصادية ممتدة في جميع أنحاء طهران، وخرجت أسعار المساكن عن السيطرة، وأصبحت نسبة التضخم السنوي حوالي 37٪، ونتيجة لذلك، يعيش الآن ما يصل إلى ثلاثة ملايين من عمال طهران على بعد أميال في المدن الجديدة بالقرب من العاصمة، مما يزيد من التلوث والضغط على الطرق في طهران.

وتضيف الصحيفة، أنه في البازار الكبير، يقول بائعو السجاد إن محالهم فارغة بسبب الانهيار التجاري للريال، لكنهم لا يزالون واقعيين.

ويقول أحدهم: "لقد نجونا من العقوبات لمدة 40 عامًا. لا يوجد شيء جديد. هذه طريقة عيشنا". كما أنهم يضحكون على فكرة أن حكامهم قد يجبرون على الخضوع للمحور "السعودي الأميركي". واتهم أحدهم المملكة المتحدة وأميركا بمحاولة إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، قائلًا: "سننظر إلى الشرق حيث توجد بلدان يمكننا أن نتاجر معها".

ولكن على الرغم من تلك القوة التي يظهرها بعض الإيرانيين، يوجد آخرون لا يظهرون سوى الخوف والألم، ويقول أمير علي الذي يدير مطعماً: "يريد الجميع هنا أن يغادر وأن يذهب إلى تركيا. نحن بائسون ولا توجد وظائف. وإذا ما تظاهرت فسوف يقتلونك".

ونقلت الصحيفة في ختام التقرير عن داريوش محمديون، مدرس لغة إنجليزية قوله: إنه "لا يرى أي دليل على أن العقوبات ستؤدي إلى اندلاع انتفاضة، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب متغطرس وغبي وجاهل، وسيكون الأمر قاسيًا هنا في العام المقبل، خاصة بالنسبة للشباب والعجائز الذين يحتاجون إلى الأدوية".

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقوبات الأميركية على إيران بدأت تنعكس سلباً على معيشة المواطنين وأعمالهم العقوبات الأميركية على إيران بدأت تنعكس سلباً على معيشة المواطنين وأعمالهم



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen