وقّعت حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، في العاصمة الليبية طرابلس، أمس الجمعة، عدداً من اتفاقيات التعاون الأمني مع الولايات المتحدة الأميركية، وتزامن ذلك مع استعدادات مكثفة شهدها مقر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، لاستقبال وفود عربية وأجنبية خلال الفترة القليلة المقبلة في مدينة الرجمة القريبة من بنغازي (شرق البلاد(.
ونشر مكتب الإعلام التابع للجيش مشاهد مصورة لما وصفه بحفاوة ترحاب، واستقبال من قبل قادة عسكريين ومحليين لحفتر لحظة عودته مساء الخميس، بعدما قضى رحلة علاجية في فرنسا قبل عودته إلى مقره عن طريق القاهرة.
وكان حفتر، الذي غاب عن الأنظار منذ فترة، قد أنهى حالة من الجدل بشأن وضعه الصحي، الذي لم يقدم أي تفاصيل إضافية عنه، مكتفياً بالقول لكبار القادة العسكريين والزعماء المحليين، في كلمة تلفزيونية في المطار، "أريد أن أطمئنكم أنني بصحة جيدة، وليس كما يقولون هم"، في إشارة إلى خصومه السياسيين، وما أشاعته قنوات تابعة لـ"الإخوان المسلمين" عن تدهور وضعه الصحي.
وبعد استعراض طابور الشرف، جلس حفتر في صالون كبير بالقاعة الشرفية بالمطار، وتعاقب ضباط ونواب وأعيان قبليون على تحيته مع كلمات ترحيب.وقال حفتر مخاطباً مستقبليه بنبرة ساخرة، وهو جالس أمام عدد كبير من الميكروفونات على منضدة مزينة: "المفروض أتحدث وأنا واقف وليس جالساً، ولكن فُرض علينا الجلوس".
وأبقى حفتر على التخلص من الإرهاب كأولوية له وللجيش، مشدداً على ضرورة "القضاء على المتطرفين الإسلاميين، وتحرير ليبيا من هذه المجموعات التي تنغص حياة الليبيين"، وقال بهذا الخصوص: "أنتم تريدون حياة حقيقية، وليست تمثيلاً كما يأتون بها من خلال انتخابات أو غيرها... هذا الكلام نضعه كله على جانب... ربما يكون فيه شيء حقيقي... وربما يكون فيه تمثيل كثير".
وكان حفتر قد أجرى محادثات مغلقة مع كبار المسؤولين المصريين على هامش زيارة قصيرة لمدة يومين، بحث خلالها التطورات الراهنة في المشهد الليبي، كما التقى بعض أفراد عائلته، وفقاً لما أكدته مصادر مرافقة له لـ"الشرق الأوسط".
وكشفت مصادر مصرية وصول غسان سلامة، رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، إلى القاهرة، السبت، لإجراء محادثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري بشأن الوضع الراهن في ليبيا.وكان سلامة قد أعلن أنه ناقش لدى اجتماعه في بروكسل مع فيدريكا موغريني، الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، التطورات السياسية في ليبيا. كما عبر، في بيان مقتضب، عن شكره لدعم الاتحاد الأوروبي لأنشطة الأمم المتحدة في المساعدة الإنسانية والعملية الانتخابية في ليبيا.
ووقعت حكومة الوفاق الوطني، أمس الجمعة، اتفاقية تعاون أمني مع الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بحضور وزير الخارجية محمد سيالة، وقالت القائمة بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز، عقب اجتماع مع السفير الليبي في تونس محمد المعلول، إن اللقاء "نتج عنه عدد الاتفاقيات مع حكومة السراج، تحدد التزامنا المتبادل بتحسين الوضع الأمني في جميع أنحاء ليبيا".
وأوضحت المسؤولة الأميركية أن الاتفاقية شملت قطاعات الشرطة والإصلاحيات والعدالة، بالإضافة إلى مذكرة نيات لتعزيز أمن المطارات في ليبيا، معتبرة أن هذا الجهد هو جزء من استراتيجية ثنائية أوسع لتحسين الأمن، والحد من الثغرات في المطارات والحدود البرية الليبية. كما أكدت في هذا الصدد أن الولايات المتحدة وليبيا تتعاونان معاً، بالإضافة للجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن في المنطقة المغاربية، وتحقيقاً لهذه الغاية، أعلنت انضمام ليبيا إلى شراكة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء، التي رأت أنها ستوفر فرصاً جديدة للمسؤولين الليبيين للتواصل مع نظراتهم عبر الحدود، قصد تحسين الأمن في ليبيا والمنطقة والعالم.
لكنها أشارت في المقابل إلى الظروف الصعبة للغاية، التي لا يزال الليبيون يواجهونها يومياً لمكافحة الإرهاب، وإنهاء الاحتجاز غير القانوني، قبل أن تؤكد أن بلادها ستواصل دعم برامج الأمم المتحدة والشركاء الأوروبيين لمكافحة تهريب البشر في ليبيا.
من جهة أخرى، أعلن المهندس مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، أنه ناقش أمس الجمعة مع شركة النفط البريطانية "BP" وشركة "ENI" الإيطالية أهمية استئناف نشاطاتهما الاستكشافية، التي توقفت في الفترة الماضية بسبب الظروف التي مرت بها البلاد.
وقال صنع الله إنه التقى حديثًا مع مسؤولين بالشركتين، موضحاً أنهما أبدتا رغبتهما الأكيدة للعودة السريعة لاستكمال أنشطتهما الاستكشافية التي توقفت.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر