واشنطن - رولا عيسى
يواجه المهاجر العراقي ناهض شاو، قرار الترحيل إلى بلده العراق، في واحدة من أكثر الحالات تعقيدًا منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد انتهاء مدة عقوبته، حيث تم احتجازه لمدة 35 عامًا منذ عام 1983 لإصابة شرطي خلال عملية سطو مسلح.
وناهض شاو مسيحي وجندي سابق حارب من أجل أميركا وأيد دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، ولكنه أيضا مهاجر عراقي حكم عليه في جريمة سطو مسلح. وأعرب شاو (55 عاما) عن مخاوفه من قيام داعش بتعقبه وقطع رأسه لأنهم يضطهدون المسيحيين في العراق. كما انه لا يتحدث اللغة العربية ويجادل بأن خدمته في الجيش بما في ذلك القيام بدوريات في المنطقة المجردة من السلاح في كوريا، ينبغي أن تسمح له بالبقاء في الولايات المتحدة مع عائلته.
وتعتبر قضية شاو معقدة بشكل خاص بسبب دينه ووعود الرئيس بحماية المسيحيين وتفضيلهم على اللاجئين المسلمين. وكان يعتقد أن شاو، الأب لطفل واحد، انه سيطلق سراحه في نهاية المطاف من السجن في سبتمبر/أيلول الماضي بعد أن قضى عقوبة 33 عاما لإطلاق النار الشرطي في حادث يقول انه ناجم عن اضطراب ما بعد الصدمة. وبدلا من ذلك نقل شاو إلى حراسة الهجرة والجمارك.
وقيل انه سيتم ترحيله في أول رحلة طيران بعد التوقف لمدة 7 سنوات، لحمل العراقيين الذين يتم ترحيلهم الى بغداد بعد مفاوضات بين الحكومة الأميركية والحكومة العراقية للبدء بها مرة أخرى. وفي يوم ترحيله، تمكن محاميه من الحصول على إقامة طارئة، ولكن لا يزال بالإمكان ترحيله في أي يوم.
وقالت ابنة أخيه تارا شايا، 27 عامًا : "انضم عمي إلى الجيش في سن الـ 17 لأنه شعر أنه واجب خدمة بلاده لأنه انتقل من العراق، ورأى أنه كان طريقه في العودة. وأضافت "انه وطني بالكامل. فأميركا هي البلد الوحيد الذي يعرفه". فيما قالت تينا راميريز، رئيسة مجموعة "هاردويرد"، التي تقوم بحملات من أجل الحرية الدينية: "كما نعلم جميعا جيدا، فإن قدامى المحاربين لا يحصلون على ما يكفي من الدعم، وهذا الرجل ارتكب جريمة في الثمانينيات عندما لم يكن هناك أقل دعم متاح". وأضافت "لقد خدم وقتها بشرف، وينبغي منحه فرصة ثانية لخدمة بلدنا".
وتابعت: "في حين أن هناك العديد من المهاجرين الذين ارتكبوا جرائم والرئيس لديه كل الحق في ترحيلهم، وليس كل الحالات هي نفسها. يستحق هذا الرجل فرصة ثانية، وخاصة في هذا الوقت من عيد الفصح الذي هو وقت للرحمة والفرص الثانية". وفى مقابلة مع مركز اعتقال "لاسال" في جينا بولاية لويزيانا، تحدث شاو بصراحة اكبر. وقال على "يوتيوب": "أنا خائف جدًا. فاذا تم ترحيلي، فقد يقومون بقطع رأسي. وأعتقد بصدق أن هذا ما سيحدث ".
ووصل شاو الى الولايات المتحدة في الخامسة من عمره مع عائلته ورُحب بهم كلاجئين. وانتقلوا إلى ديترويت، في ولاية ميشيغان، حيث لا يزال بعض من أخواته السبعة يعيشون هناك حتى اليوم. وكان عليه الحصول على موافقة خاصة من والده للتجنيد في الجيش في عام 1979 في سن ال 17 لأنه كان صغيرا جدا. وقد غادر الجيش بشهادة شرف.
ومنح شاو في وقت لاحق ضمن قدامى المحاربين، ميداليات الحروب الأجنبية لخدمته في الجيش. وبوصفه مدنيا حصل على وظيفة للعمل كحارس أمن ولكنه كان يعيش تحت ضغط مكثف لرعاية أسرته. إلى جانب أصابته باضطراب ما بعد صدمة السجن. وكان شاو قد اطلق النار، في تصرف وصفه بانه "أحمق بالكامل"، على ضابط شرطة، مما تسبب في إصابة الشرطي إصابة غير مميتة.
وفي عام 1983 اعترف شاو بالسطو والاعتداء بالاسلحة النارية وسجن لمدة تتراوح بين 42 الى 200 عام. وتم تعليق طلبه للحصول على الجنسية الأميركية وظلت كذلك منذ ذلك الحين. وخلال سجنه البالغ من العمر 33 عاما كان نزيلًا نموذجيًا وحصل على عدة درجات - وأيد ترامب في رئاسته للرئاسة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر