أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، استعداده للتعاون مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن السياسات الواعدة للحرب الأهلية السورية، ولم تنحرف الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأميركية رسميًا عن موقفها التي تتبناه منذ فترة طويلة بشأن معارضة نظام الأسد، المُتمثل في الدعوة لانتقال سياسي لضمان الاستقرار على المدى الطويل.
ولكن الرئيس ترامب، أدلى بتصريحات عن الرئيس السوري خلال حملته الانتخابية، ووصفه بأنه "أكثر صرامة وأكثر ذكاء" من هيلاري كلينتون وباراك أوباما قبل التسليم بأنه كان "رجلًا سيئًا"، وفي اللقاء التلفزيوني نفسه، قال إنه ألمح إلى أنه قد أسقط الدعم المالي المُقدم من الجيش الأميركي للجماعات المتمردة السورية، مدعيًا "أننا نقدم لهم الكثير من المال، والكثير من كل شيء "لكن" لا نعرف من هم".
وقد ركزت تصريحات الرئيس ترامب بشأن الحرب الأهلية، على الفظائع التي ارتكبها "داعش"، بدلًا من جرائم الحرب المنسوبة إلى قوات الأسد وحلفائها، وكشف الرئيس السوري، خلال لقائه، أن اهتمام ترامب كان "نهجًا واعدًا"، بيد أنه لم يوجد شيء ملموس حتى الآن، وردًا على سؤال عن إمكانية التعاون مع إدارة ترامب، أجاب الأسد: "من الناحية النظرية، نعم، ولكن من الناحية العملية، ليس بعد، لأنه ليس هناك صلة بين سورية والولايات المتحدة على المستوى الرسمي."
ونفى الأسد، وجود أي اتصال بينه وبين الرئيس ترامب، مضيفًا أن دمشق مستعدة لإجراء محادثات رسمية، مضيًفا "لدينا المزيد من الآمال بشأن الإدارة الجديدة"، وفي كانون الثاني/يناير، أمر الرئيس ترامب القادة العسكريين بوضع خطة لـ"هزيمة داعش" في غضون أسابيع.
ووصل مئات من مشاة البحرية الأميركية وقوات الرينجرز في شمال سورية في الأيام الأخيرة لتعزيز حلفائها المتمردين في هجوم وشيك على العاصمة الفعلية لـ"داعش" وهي الرقة، لكن هذه الخطوة أثارت غضب تركيا، التي صنفت الجماعات الكردية في قوات الدفاع السوري كمتطرفين، وتدعم فصائل الجيش السوري الحر لدفعهم مرة أخرى إلى مساحات شاسعة من الأراضي التي استولت عليها على طول الحدود التركية.
وأضاف الأسد، لهيئة الإذاعة، ومقرها هونج كونج فينيكس، أن أي قوات أجنبية تأتي إلى سورية دون دعوتنا أو التنسيق أو إذن من الحكومة السورية تعتبر قوات غازية، سواء كانت أميركية أو تركية أو أي قوات أخري"، واوصفًا الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بأنها "غير شرعية" وغير فعالة، مع تكرار مزاعم وصلات واسعة النطاق بين جماعات المعارضة والقاعدة.
وتابع الأسد، إنه يتوقع أن الحرب قد تنتهي بحلول عام 2018، تنتهي مع فوزه، قائلًا "إذا افترضنا عدم وجود تدخل أجنبي، سوف يستغرق بضعة أشهر، بعد استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية من "داعش" للمرة الثانية، ومن المتوقع أن تكون معاقل المتمردين في محافظة إدلب".
وتتخلل الجماعات التابعة لتنظيم "القاعدة"، المتمردين الإسلاميين والمعارضة في المنطقة، لكن الأسد وحلفائه وصفوا جميع الفئات بأنهم "إرهابيون"، وينسب دخول روسيا إلى الصراع لعام 2015 مع تحول المد في صالح الأسد مع قوة النيران التي تقدمها القوات الجوية التابعة لفلاديمير بوتين، ونشر أعداد كبيرة على أرض الواقع.
وكانت قد استحوذت الجماعات المتمردة على مساحات شاسعة من الأراضي من "داعش"، وقد سلم مجلس المعارضة في منبج بعض الأراضي إلى النظام السوري في إطار الجهود المبذولة لإنشاء منطقة عازلة بين الذين يقاتلون القوات المدعومة من الولايات المتحدة والمدعومة من تركيا، مع إرسال القوات الأميركية لمراقبة الخطوط الأمامية.
وعُقدت محادثات طارئة بين قادة الجيش التركي، والأميركي والروسي الأسبوع الماضي في محاولة لتهدئة الاشتباكات، وحذر محللون من احتمال حدوث "حرب بالوكالة" شاملة في سورية، حيث روسيا وإيران وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية تدعم الأسد، في حين أن تركيا وقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة تسعى لإعادة الجماعات المتمردة المتنافسة.
فيما فشلت جولة جديدة من محادثات السلام، التي توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف، في تحقيق أي تقدم مع اقتراب الذكرى السادسة للصراع، ودعا المتمردين لتأجيل المفاوضات المدعومة من روسيا منفصلة في كازاخستان، حيث أن جولة جديدة من المحادثات في جنيف ستبدأ في 23 آذار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر