الحوثيون يقصفون المستشفى العسكري والجيش اليمني يسيطر على مواقع في المخا

أعلن الجيش اليمني صباح الاثنين، أن قواته سيطرت مساء الجمعة على عدة مواقع، شمال مدينة المخا، حسب مصدر عسكري. يأتي ذلك فيما قتل مدنيان برصاص مسلحين مجهولين في مدينة سيئون، ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت شرقي البلاد.

وقال المصدر العسكري اليمني في قيادة محور تعز العسكري، إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة الكديحة، و5 مزارع شمال مدينة المخا، بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي. وأوضح أن مسلحي "الحوثي وصالح" شنوا هجوماً في البداية على مواقع القوات الحكومية في منطقة الزهاري ومحيطها، وتصدت لهم القوات الحكومية. واشار الى أن المقاتلات شنت أكثر من عشر غارات جوية في تلك المواقع، وأدى القصف الجوي الى سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح، وتدمير آليات عسكرية.

وفي مدينة سيئون، شرقي اليمن. قال مسؤول أمني لوكالة "الأناضول" إن مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا الرصاص على مدنيين اثنين هما سالم بن طالب و سلطان الصيعري، ما أدى إلى مصرعهما على الفور وفرار الجناة.

وواصلت مليشيات "الحوثي وصالح" استهدافها للمنشئات الحيوية في مدينة تعز، مستهدفة هذه المرة، المستشفى العسكري. وتسبب القصف بالمدفعية الثقيلة، في وقوع أضرار بالغة بالمستشفى، حيث طالت غرفة العمليات، وصالة الاجتماعات، وكذا مرافق أخرى، إلى جانب المسجد الملاصق للمستشفى.

وفي الدوحة، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن الأمم المتحدة تبحث مقترحًا لإبرام هدنة قبل حلول شهر رمضان، تكون ممهدة لاستئناف محادثات السلام بين الأطراف اليمنية. وقال في كلمة له خلال جلسة "الأزمات السياسية وانعكاساتها على استقرار الشرق الأوسط"، التي عقدت على هامش "منتدى الدوحة 17 " في قطر : إننا "نعمل حاليا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن قبل حلول شهر رمضان، تمهيدا للدخول في جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف، ووقف العمليات العسكرية باتجاه مرفأ الحديدة".

وذكر المبعوث الأممي أن الهيئة "تبحث عن حل وسط في ما يتعلق بمرفأ الحديدة"، دون الكشف عن ماهية ذلك الحل.، وإنها وافقت على طلب التحالف العربي بالإشراف عليه بدلا عن الحوثيين، مقابل وقف العمليات العسكرية.

وفي صنعاء، أعلنت حكومة "الحوثيين"، مساء الأحد، حالة الطوارئ الصحية في العاصمة كونها "أصبحت منكوبة صحيًا وبيئيًا، بعد انتشار مرض الكوليرا الذي أصبح يحصد أرواح المواطنين بمعدلات مخيفة منذ عودته في الـ27 من أبريل/نيسان الماضي.

وذكرت وزارة الصحة في بيان صحفي، نقلته وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أن الإعلان "جاء نظرا لما تعرضت له العاصمة من انتشار وباء الكوليرا في كل مديرياتها". وقال البيان، "إن أعداد الإصابات تتجاوز المعدلات الطبيعية وتفوق قدرة النظام الصحي فيها، والذي أصبح عاجزا عن احتواء هذه الكارثة الصحية غير المسبوقة".

ووفقا للبيان، فقد تجاوز عدد الإصابات في العاصمة صنعاء فقط، ألفين و567 حالة خلال الأسبوعين الماضيين. ودعا "كافة المنظمات والجهات المعنية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والصحية لإيقاف التدهور الصحي الذي بات يُهدد حياة سكان العاصمة ومختلف المحافظات".

من جانبها دعت منظمة "أطباء بلا حدود" المنظمات الدولية إلى زيادة المساعدات الإنسانية "للحد من انتشار الكوليرا في اليمن وتحسباً لتفشي أمرض أخرى". وأشارت المنظمة في بيان اطلعت عليه الأناضول، إلى أنه وفي ظل تدهور النظام الصحي في اليمن "تخشى منظمة أطباء بلا حدود، من أن النظام الصحي لن يتمكن وحده من التعامل مع تفشي المرض".

وقال البيان " لا تزال فرق أطباء بلا حدود تستقبل وتعالج في اليمن أعداداً متزايدة من مرضى الكوليرا والإسهال المائي، وقد زاد عدد المرضى بنسبة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين ليصل إلى أكثر من ألف و670 حالة حتى 13 مايو الجاري".

وأعلنت لجنة الصليب الأحمر الدولية على لسان مسؤول العمليات لديها، دومينيك استيلهارت، أن وباء الكوليرا أدى لوفاة أكثر من 100 شخص في اليمن. وقال استيلهارت في مؤتمر صحفي، عُقد في صنعاء: إن "عدد الحالات التي توفيت جراء الإصابة بالكوليرا بلغت 115 حالة، فيما أصيب بالمرض أكثر من 8500 شخص في 14 محافظة يمنية منذ أبريل الماضي". وأضاف ، أنه زار مستشفى السبعين بصنعاء الذي يستقبل أعدادا كبيرة من حالات الإصابة بوباء الكوليرا، مؤكدا بأن "الوضع بات خطيرا جدا، حيث يرقد على السرير الواحد أربعة مصابين".

كما أكد خلال المؤتمر الصحفي أن الصليب الأحمر سيوسع نشاطه الإنساني في اليمن خلال المرحلة المقبلة، وذلك بسبب تدهور الوضع الإنساني والصحي غير المسبوق هناك.

وقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن نحو7 ملايين شخص يعيشون في مناطق مختلفة عبر العالم معرضين لخطر انتقال وباء الكوليرا، الذي أعلنت وزارة الصحة اليمنية في 6 أكتوبر 2016 عن استشرائه في البلاد.