هزَّت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء صباح اليوم الجمعة، جراء غارات لطائرات التحالف العربي استهدفت احد مخازن الاسلحة التابعة لميليشيات "الحوثي" ، بعد ليل متوتر عاشته صنعاء ساته حالة من الرعب جراء قصف عنيف شنته طائرات التحالف. وقال مصدر أمني ان طائرات التحالف شنت ثلاث غارات احداها على منطقة الجراف فيما استهدف اثنتان جبل نقم، واسفرتا عن تفجر مخزن سلاح ظلت أصوات انفجاراته تسمع لفترة.
وقال مصدر ميداني إن 20 مسلحاً على الأقل من جماعة "الحوثيين وحزب صالح"، قُتلوا الخميس بينهم قيادي ميداني بارز، جراء غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي في مديرية المتون بمحافظة الجوف شمال شرق اليمن. وذكر المصدر أن الغارة استهدفت معسكراً للحوثيين في مزرعة الورش جنوب مديرية المتون، فجر اليوم الجمعة، وإن القيادي الحوثي "أبو شاهر" سقط من ضمن القتلى.
واستهدف مسلحو جماعة الحوثي وقوات صالح مساء الخميس مواقع المقاومة الشعبية والقوات الحكومية في منطقة ذوباب غرب تعز بصواريخ الكاتيوشا . وحسب مصادر ميدانية فإن قتلى وجرحى سقطوا من المقاومة اثر القصف الصاروخي الذي استهدف مواقعها في ذوباب بتعز .
وقالت مصادر محلية ان القوة الصاروخية التابعة لمسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح قصفت بعدد من صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية. وتشهد جبهات محافظة الجوف هدوءًا حذرًا، بعد تحركات عسكرية للجيش الوطني والتحالف العربي في منطقة البقع شمال المحافظة.
وسط ذلك، أرسلت مليشيات الحوثي دفعة تضم قرابة 200 مقاتل من الأفارقة من ميناء المخاء في محافظة تعز للقتال في جبهة الحدود مع المملكة العربية السعودية ، وفق ما أفادت مصادر محلية يمنية. وحسب المصادر ذاتها فإنه تم نقل الأفارقة بواسطة 3 شاحنات ترافقها أربع مركبات عسكرية واتجهت من مدينة المخاء الساحلية مرورا في محافظة الحديدة وحرض في محافظة حجة، على أن يتم توزيعهم على جبهات الحدود في حجة وصعدة .ومعظم اللاجئين الأفارقة يأتون من إثيوبيا والصومال، ويؤكد مسؤولون يمنيون في الحكومة الشرعية أنهم يتم تجنيدهم من قبل الحوثيين.
وأبدت جماعة الحوثيّين الخميس استعدادها للتعاون مع أي جهة أممية أو دولية للتحقيق في قصف صاروخي لمدمرة أميركية قبالة السواحل اليمنية في باب المندب. ونقلت وكالة “سبأ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن شرف لقمان، قوله إن "الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة للحوثيين مستعدون بشكل كامل للتعاون في التحقيق في تلك الادعاءات ومعاقبة المتسببين أياً كانوا."
وأضاف المصدر أن الاعتداء الأميركي المباشر واستهداف الأراضي اليمنية صباح الخميس ليس مقبولاً وسيتم التعامل مع أي تطورات بما يناسبها". ونفي المصدر مسؤولية “الجيش واللجان الشعبية” عن استهداف أي بوارج أمريكية في المياه الإقليمية في البحر الأحمر.
ويأتي هذا بعد قصف الطيران الأميريكي لثلاثة مواقع رادار تابعة للحوثيين في البحر الأحمر، بعد اتهام مسؤولين أمريكيين للحوثيين باستهداف مدمرة أمريكية في البحر الأحمر بصواريخ أطلقت من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون.
وشدد البيت الأبيض مساء الخميس على أن تلك الخطوة جاءت من محض الدفاع عن النفس ولمنع مزيد من الضربات ضد الأصول الأميركية ولا يشير إلى انخراط عميق للولايات المتحدة في اليمن. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز: “لا يشكل هذا أي انخراط في الوضع على الأرض في اليمن .. هذا مجرد إجراء للدفاع عن النفس اتخذ ردا على الإطلاقات الصاروخية التي تهدد (البارجة) يو إس إس ماسون".
أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء اليوم الخميس، أنه بصدد دعوة الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني للانعقاد في الفترة القريبة المقبلة ، وممارسة مهامها المناطة بها لمراجعة مسودة الدستور، مشيراً الى ان السلام سيبقى هدفًا لا مجال للحياد عنه ، اذا ما انصاعت تلك المليشيات للمرجعيات المتفق عليها والتي لا تراجع عنها مطلقا والممثلة بقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية واليتها التنفيدية ومخرجات الحوار الوطني . وقدَّم العزاء وعظيم المواساة لكافة اهالي وذوي ضحايا حادثة القاعة الكبرى وعلى وجه الخصوص القيادات وقبائل خولان ، واشكر قبائل خولان على موقفهم المتعقل ، وليس غريب عليهم هذا ، وانني ادعو الحكومة الى مواصلة عملها في معالجة الجرحى والاهتمام بهم.
ووجه الرئيس هادي الجمهورية مساء اليوم خطاباً الى كافة ابناء الشعب اليمني في الداخل والخارج وذلك بمناسبة الذكرى الــ 53 لثورة الــ 14 من اكتوبر المجيدة قال فيها: "اليوم يخوض الشعب اليمني معركته الأخيرة التي لن يتراجع عنها ، فهي ستكون آخر الحروب بإذن الله وفيها سيلفظ هذا الشعب كل القذارات الى مزابل التاريخ ، فالتاريخ يمضي الى الأمام والشعب لايمكن أن يركع لنزوة فرد مريض أو جماعة بلا أخلاق أو ان يكون مرتهاً لإيران وأطماعها ونهجها".
واضاف "ان مشروعنا النبيل ، المشروع الذي يجد فيه كل اليمنيين أنفسهم ، المشروع الذي كتبه اليمنيون بأيديهم بأحرف من نور في مؤتمر حوار شهد له العالم اجمع ، الدولة المدنية الاتحادية الحديثة ، اليمن الجديد ، القائم على العدل والمساواة والحكم الرشيد ، المشروع الذي يعلو فيه شأن اليمني بوصفه يمنيا وليس بوصفه من جهة جغرافية أو سلالة أو حزب او قبيلة او مركز نفوذ".
وأشار هادي الى "اننا اليوم ونحن نحتفل بذكرى ثورة اكتوبر المجيدة لنتذكر الجهود الجبارة التي بذلها شعبنا في معركة التحرير وندرك جيدا انه لولا تكامل الجهود وتنظيم الطاقات واستيعاب القضية والالتفاف حول الغايات الكبيرة والسامية ما نجحت الثورة بإمكاناتها البسيطة في مواجهة دولة حكمت العالم وكهنوت مدجج بالخرافة والضلال والجهل . ففي حين خاض الأحرار الافذاذ معركة السلاح كانت الجموع الشعبية والقبلية تقاتل معهم، وكانت جهود السياسة والفكر والحركة الطلابية والعمالية في مستوى متقدم من الوعي والمثابرة واستيعاب القضية الوطنية كما يجب، وكان التكامل والتنسيق طريق النصر الكبير. اننا اذ نحتفل اليوم بالذكرى الغالية لثورتنا الأكتوبرية الظافرة ونحن نعيش فصلا جديدا من فصول النضال الثوري والتحرر الوطني لندرك جيدا ان الشهور والايام لا تنال من عزيمة الشعوب الحرة والمكافحة،وان ما يبديه شعبنا اليوم من بسالة وصمود واباء في مواجهة بقايا الامامة والمخلوع واذناب ايران لهو تأكيد قاطع على عظمة شعبنا وعزمه على المضي نحو الحياة الكريمة والغد المشرق والدولة العادلة ، التي تنتهي معها المركزية والى الابد ، ويمضي اليمنيون في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني".
وأضاف: ان ما أنجزته ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة من إنجازات هائلة و متميزة على مستوى الجنوب يستحق الوقوف عنده و الاستفادة منه و الرجوع إليه في لحظتنا المعاصرة ونحن ننطلق صوب استكمال مسيرتنا الوطنية النضالية لبناء يمن اتحادي جديد ، يمن مستقر وآمن ، و دولة نظام و قانون يتم فيها تذويب الكيانات والعصبيات التقليدية والمصالح الضيقة لصالح المشروع الوطني الكبير و لبناء الدولة الاتحادية القوية والعادلة ، التي تبسط سلطانها و نفوذها على حساب كل المشاريع الصغيرة .
وقال هادي: هذا هو مشروعنا النبيل ، المشروع الذي يجد فيه كل اليمنيين أنفسهم ، المشروع الذي كتبه اليمنيون بأيديهم بأحرف من نور في مؤتمر حوار شهد له العالم اجمع ، الدولة المدنية الاتحادية الحديثة ، اليمن الجديد ، القائم على العدل والمساواة والحكم الرشيد ، المشروع الذي يعلو فيه شأن اليمني بوصفه يمنيا وليس بوصفه من جهة جغرافية أو سلالة أو حزب او قبيلة او مركز نفوذ ، مشروعنا الذي جاءت به الثورة التتويجية لسبتمبر وأكتوبر ، انها ثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة ، التي أنتجت حواراً وطنياً شاملاً وضع أسس ومداميك اليمن الاتحادي الجديد ، اليمن الذي لا يوجد فيه ظالم ولا مظلوم ، وأوجد ذلك الحوار معالجات مشاكل اليمن طيلة الخمسين سنة الماضية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر