أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، أوامر بتشكيل لجنة رئاسية لحسم الصراع المتجدد في المناطق المحررة من مدينة تعز، بين بعض الفصائل المسلحة المحسوبة على الشرعية، في سياق تعزيزه جهود السلطة المحلية بقيادة المحافظ أمين محمود.
وقال مصدر حكومي، إن اللجنة الرئاسية المكلفة من الرئيس هادي، والمؤلفة من قيادات عسكرية ومدنية رفيعة، سوف تباشر النزول الميداني إلى مدينة تعز على الفور، من أجل الاطلاع على التداعيات الأمنية والصدامات المسلحة التي تجددت بين بعض الفصائل المتنافسة المحسوبة على صف الشرعية.
وأضاف المصدر، أن الرئيس هادي بدأ أمس، خلال اجتماعه بقيادات تعز المدنية والعسكرية، غاضبًا من استمرار الانفلات الأمني في المدينة، إضافة إلى كونه يمثل قصورًا في وعي القوى السياسية والحزبية التي يفترض بها أن تغلب المصلحة العامة على مصالحها الضيقًة، وأن تركز جهودها على حسم المعركة مع الميليشيات الحوثية.
يذكر أن مصادر أمنية ومحلية في تعز، أكدت سقوط قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين فصائل مسلحة ذات مرجعيات حزبية وسط مدينة تعز، على الرغم من المساعي التي بذلها المحافظ أمين محمود من أجل التهدئة والتركيز على استكمال تحرير المدينة المحاصرة بقوات الميليشيات الحوثية.
وأدى التنافس بين هذه الفصائل خلال الأشهر الماضية، إلى انخفاض مستوى الانضباط الأمني، وهو ما رافقته سلسلة من الاغتيالات المتعاقبة التي طالت جنودًا ومدنيين وقيادات محلية، وسط دعوات من سكان المدنية للحكومة الشرعية من أجل التدخل لوضع حد للصراع الذي تجني ثمرته الميليشيات الحوثية.
وفي مسعى من الرئيس هادي، للوقوف على تفاصيل التطورات التي تعيشها المناطق المحررة من محافظة تعز بما فيها الشق المحرر من المدينة التي تحمل الاسم ذاته، استدعى أمس إلى العاصمة المؤقتة عدن ،حيث مقره الرئاسي، القادة العسكريين والمحافظ أمين محمود، أملاً في أن يتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها.
وأكد هادي، بحسب المصادر الرسمية خلال اللقاء أهمية توحيد الجهود والإمكانات للانتصار لتعز ورفع معاناة أبنائها من خلال عملية التحرير الشاملة والكاملة لمختلف مناطقها، حتى تعود عجلة الحياة إلى المدينة وتعود البسمة والأمل إلى شفاه أطفالها ونسائها بعد سنوات القتل والتهجير التي ألمت بالمدينة جراء الممارسات الغاشمة للميليشيات الحوثية الإيرانية الانقلابية التي عبثت بمقدرات المدينة والوطن بصورة عامة.
وشدد هادي، طبقًا لما أوردته وكالة "سبأ"، خلال لقائه بالقيادات الميدانية والعسكرية والأمنية في محافظة تعز، وبحضور محافظ المحافظة، أمين أحمد محمود، على أهمية تجاوز التباينات التي تستخدم سبيلًا وذريعة لتأخير الحسم في المحافظة لمصلحة القوى الانقلابية وخدمة لأهدافها.
يذكرا أن الميليشيات الحوثية لا تزال تحاصر مدينة تعز من 3 جهات، كما أن الأجزاء الشرقية والشمالية من المحافظة لا تزال خاضعة للجماعة إلى جانب عدد من المديريات الأخرى، في حين تسيطر القوات الحكومية والفصائل الموالية للشرعية على الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة.
ويرجح ناشطون ومراقبون للأوضاع في المدينة، أن الصراع البيني بين الفصائل المسلحة ذات الانتماء الحزبي، تسبب في تأخير حسم المعركة مع الجماعة الحوثية، ومنحها الفرصة الكافية لتوطيد نفوذها واستقطاب السكان إلى صفوفها في المناطق الخاضعة لها.
يذكرا أن الرئيس هادي، عين أواخر العام الماضي، أمين محمود محافظًا لتعز خلفًا للمحافظ علي المعمري، إذ تمكن المحافظ الجديد، كما يقول أنصاره، من حلحلة كثير من القضايا الإدارية والأمنية، كما نجح في إعادة ترتيب أوضاع السلطة المحلية، غير أن الخلافات المسلحة التي تنشب في المدينة من وقت لآخر تمثل صداعًا مستمرًا له على صعيد عرقلة الجهود الرامية إلى تطبيع الأوضاع واستئناف عمل المؤسسات الحكومية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر