آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

عادات واحتفالات دينية يمنيّة مميّزة في استقبال الشهر

التهاميّون ينفردون بإقامة حضرات "الراتب القرآني وإحياء الليالي العشر

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- التهاميّون ينفردون بإقامة حضرات "الراتب القرآني وإحياء الليالي العشر

حضرات "الراتب القرآني الرمضاني" في منطقة تهامة
عدن ـ عبدالغني يحيى

ينفرد شهر رمضان في منطقة تهامة على الساحل الغربي لليمن، بطعم خاص يتجلّى في استعداد الناس لاستقباله بما يليق من طقوس وعادات دينية وحفاوة وتكريم، فما إن يهل الشهر حتّى تتبدّل أحوال أهل المدينة، وتبدأ الاحتفالات بحلول شهر الصوم قبل يومين من إطلالته، ويتفّنن أئمة المساجد ومؤذنوها بترديد الأناشيد والأدعية من المآذن والأربطة الصوفية، مردّدين القصائد والأناشيد التّي ترحب بالمناسبة.
 
ومن النصوص المعروفة في هذا المجال: "يا جزيل العطا مالنا غير بابك، قبل كشف الغطا نجّنا من عذابك، بتبارك وعمّ وماتلي في كتابك، جدلنا يا كريم يا الله بحسن الختام"، كما تنهمك النساء في تنظيف المنازل وتزيينها وغسل الفرش وتغييرها، خاصة في المدن وجوارها مثل زبيد التابعة لمحافظة الحديدة، وقد كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، وهي المعقل الأول للعلم والعلماء في اليمن عبر التاريخ الإسلامي، كما يقول عدد من الباحثين والمؤرخين. وتتعدّد فنون الاحتفال التهامي في رمضان الذّي يشمل الأكل والشرب والزيارات والإكثار من الصلاة والقيام والتهجد والاعتكافات، بالإضافة إلى عادة "الراتب القرآني الرمضاني" التّي يتشارك فيها الناس في حلقات جماعية خاصة لتلاوة القرآن، وهي أبرز العادات وأكثرها خصوصية وعراقة وتميّزًا.

ويذكر الباحث الأنتروبولوجي علوان الجيلاني عن خصائص الطقوس التّي تلازم شهر رمضان في مناطق تهامة اليمن، لـ"الحياة" قائلًا: "تشهد مئات بل آلاف المنازل والمبارز (أماكن يلتقي فيها الناس وهي غير البيوت) حضرات الراتب القرآني التّي تقام كل ليلة في مدن تهامة وقراها ويشارك فيها القرّاء والحفاظ ويحضرها العلماء والفقهاء والأدباء والوجهاء وعامة الناس، منازل ومبارز راتبها كل ليلة عشرة أجزاء وأخرى خمسة أجزاء، وغيرها ثلاثة أجزاء، وتتخلّل القراءات تأمّلات وتفسيرات، إلى جانب تهليل جماعي مهيب، وتنتهي كل ليلة بدعاء ختم مختصر، يعقبه خروج الناس إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح عند العاشرة ليلاً، فيما يتم تخصيص ليالي الوتر من العشر الأواخر لحفلات ختم القرآن حيث تذبح الذبائح ويقرأ دعاء أبي حربة وهو أشهر أدعية ختم القرآن، ومعه خطبة لابن الجوزي، وتُنشد قصائد للبرعي وجابر رزق، وتعمّ روائح البخور تعبق والتهليلات في كل مكان"، مشيرًا إلى أنّ "تاريخ الراتب القرآني الرمضاني في تهامة يعود إلى قرون بعيدة، فقد حفلت كتب التاريخ بذكر طقوسه، ويذكر المؤرخون بكثافة عناية سلاطين الدولة الرسولية (626 – 858 هـ/ 1229 – 1454 م) بالراتب القرآني، وكان الراتب الذي يُقرأ في الدار السلطاني غرب زبيد ثلاثًا وعشرين ختمة كل ليلة وكانوا يغدقون العطايا خلالها على العلماء والصلحاء والأدباء وعامة الناس"، لافتًا إلى دور أربطة العلم وزواياه في تكريس طقوس الراتب القرآني، مؤكّدًا بأنّ زاوية الجبرتي في القرن الثامن الهجري كانت تتحوّل إلى تلاوة لا تنقطع، حيث كانت مجالسه في "رمضان عظيمة يجتمع لها جموع كثيرة من الفقراء وغيرهم، عليها جلالة وهيبة ونور، وللقلوب فيها أنس وحضور، ويُقرأ في المجلس منها كل ليلة بنيّف وعشرين ختمة على الشموع الكبيرة المصفوفة على الدانات والناس حولها، ثم يقومون إلى صلاة العشاء والتراويح، ويحضر أحسن أهل البلد صوتًا وقراءة ويأخذ كلّ منهم حصة التشفيع، ثم بعد صلاة التراويح يقرأون سورة "يس"، ثم يقومون إلى صلاة الوتر، ثم يجتمعون بعد الوتر على قراءة "يس"، ويحصل في غالب الأمر سماع شيء من مدح النبي صلى الله عليه وسلم".

وتتميّز تهامة أيضًا بإحياء الليلة اليوسفية في رمضان، وهي الليلة التّي يبلغ فيها إمام التراويح "سورة يس"، وفي هذه الليلة يزور كل خاطب خطيبته ويقدّم لها زهور الفل والكادي مع حلوى الشراب و"المسمن" و"الزعافير" في جوّ احتفالي بهيج يشمل كل البيوت.

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التهاميّون ينفردون بإقامة حضرات الراتب القرآني وإحياء الليالي العشر التهاميّون ينفردون بإقامة حضرات الراتب القرآني وإحياء الليالي العشر



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:57 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

ترامب يطلب من "البنتاغون" تقديم خطة لمهاجمة إيران

GMT 02:22 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

ترامب وكلينتون يبقيان في المقدمة

GMT 17:53 2016 الإثنين ,11 إبريل / نيسان

الذهب يحقق أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع

GMT 11:02 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تيتيباس يبلغ الدور قبل نهائي للبطولة الختامية للتنس

GMT 03:14 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

نصائح وطرق للتعامل مع الحماة الغيورة

GMT 14:29 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

ركاب الطائرة المصرية المختطفة يصلون القاهرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen