صنعاء - حسام الخرباش
طالب السفير الأميركي السابق لدى اليمن غيرالد فايرستاين، بإعادة الحكومة الشرعية "حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي"، من أجل استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وفقا لقرار مجلس الأمن 2216.
وخلال جلسة استماع مفتوحة للجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، تحت عنوان "حل الصراع في اليمن: المصالح والأخطار والسياسات الأميركية"، طالب السفير الأميركي بمنع الحوثيين والمخلوع صالح من السيطرة على السلطة بقوة السلاح، وتأمين الحدود السعودية، وإفشال جهود ايران الرامية، لإنشاء موقع قدم في اليمن لتهديد السعودية والخليج، مشيرًا إلى أن هناك توافق دولي على أن أهداف التدخل في اليمن تتمحور حول تلك النقاط.
واستعرض السفير فيرينستاين الخلفية التاريخية للأزمة اليمنية منذ العام 2011، لافتًا إلى أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، برغم المشاكل والمعوقات، كانت ناجحة. وأشار إلى أن مخرجات الحوار الوطني الشامل، كانت من أهم المنجزات التي تم التوقيع عليها من قبل جميع الأطراف بما في ذلك الحوثيين، وأضاف أن الحوثيين وصالح قاموا بالانقلاب على الشرعية، حين أخفقوا في تجيير العملية السياسية لمصلحتهم.
وأوضح في مشاركته، أن الانقلاب على الشرعية في 2014 من قبل جماعة مرتبطة بإيران أثار قلق وتخوف الولايات المتحدة وحلفائها في المجتمع الدولي، معتبرًا أن استمرار الأزمة وعدم استعادة الشرعية يعتبر نصرًا كبيرًا لإيران، لافتًا إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين، لم يكلف الإيرانيين الشيء الكثير.
وكشف السفير عن إرسال أميركا خبراء وأسلحة للحوثيين، بما في ذلك صواريخ أرض أرض وصواريخ مضادة للسفن، شكلت تهديدًا للملاحة في البحر الأحمر. ولفت إلى أن التفاؤل بإنهاء الأزمة خلال 2016، عبر مشورات السلام قد تلاشت، منوهًا أن الزيارات الأخيرة للمبعوث الأممي لا توحي بأي تقدم في هذا الشأن. وذكر السفير بأن قوات الشرعية والتحالف العربي، تعزز من سيطرتها في المناطق الجنوبية والوسطى، بينها يستمر تمسك الحوثيين بالمناطق الشمالية بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وأكد أن تقدم الشرعية في الساحل الغربي في اتجاه ميناء الحديدة، سيشكل ضربة قاسمة للحوثيين، معتبرًا سيطرة الشرعية على ميناء الحديدة مهمة، لتمكين التحالف من إعادة تأهيل ميناء الحديدة للعمل بطاقته الكاملة، لاسيما وأنه يعد نقطة دخول المساعدات الإنسانية الرئيسية في اليمن. وفيما يتعلق بتنظيم "القاعدة" في الجزيرة العربية، قال السفير إنها استفادت من الصراع والوضع الأمني في اليمن، لافتًا إلى أن القاعدة تمكنت من استعادة عافيتها بعد سلسلة الانتصارات عليها خلال الفترة من 2012 إلى 2014، والتي تمت في ظل تنسيق وثيق بين الرئيس هادي والولايات المتحدة.
وقال إن الحرب على القاعدة يجب أن تكون استراتيجية، وأن اللجوء للغارات الجوية يجب أن يكون مدروس وعند الضرورة. وشدد على أن الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، يظل شريكًا قويًا ويمكن الوثوق به في الحرب ضد الإرهاب، لافتًا إلى أن المحافظة على العلاقة مع الرئيس اليمني مهمة جدا لاسيما لمرحلة ما بعد الأزمة.
وقدم السفير عددًا من الأهداف، ونصح بأن تعطى أولوية من قبل الولايات المتحدة تجاه اليمن خلال عام 2017، وتتمثل في دعم الحكومة الشرعية والتحالف العربي والاستمرار في دعم قرار مجلس الأمن 2216 كأساس للحل، ومساعدة التحالف العربي، لإنهاء الصراع بنجاح، والإعراض عن منع أو تقييد تقديم المساعدة وتوفير الأسلحة للتحالف، والتنسيق لتمكين الحكومة الشرعية من السيطرة على ميناء الحديدة، والضغط على الأطراف للعودة للمشاورات. وأضاف بأنه في حالة تم إنجاز الأهداف أعلاه في عام 2017، فإنه بالإمكان تأسيس لحكومة وطنية ومؤتمر لإعادة الإعمار خلال عام 2018.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر