عدن - أيمن العطاس
تُسرّب الأجهزة الاستخباراتية الإماراتية، من وقت لآخر، عبر أشخاص مقربين من السلطات الإماراتية ذاتها، معلومات عن نشاط وعمليات "الإخوان" في اليمن، المتمثلة في "حزب التجمع اليمني للإصلاح"، منذ أن بدأت الإمارات عملياتها العسكرية، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ونجحت في تحرير العديد من المناطق اليمنية التي كانت تسيطر عليها ميلشيا الحوثي وصالح، وبعض التنظيمات الإرهابية.
ومع تصاعد الصراع بين الإمارات والإخوان في اليمن، والتي زادت حدته بعد ان لوح الإماراتيين بإمتلاكهم، أدلة ومستندات ثبت تورط حزب الإصلاح الإخواني، في عمليات مشبوهة وعلاقه مباشرة مع تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، نشرت صحيفة المساء، مؤخرًا على هذا السياق، معلومات سربتها الاستخبارات الإماراتية لناشطين سياسيين وإعلاميين إماراتيين، كشفت عن الشخصية الأهم داخل الاصلاح، والمسؤول الأول داخل الحزب، عن العمليات الإرهابية والأنشطة الخارجية السياسية للإخوان، إلى جانب ادارته لتنظيم سري تابع للجماعة، يعد بحد ذاته شبكة مسؤولة عن إعداد وتنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات.
وما لا يمكن توقعه بالنسبة لليمنيين، بأن تلك الشخصية، الذي انشغل ناشطو الإمارات في تداولها، تكمن في الامين العام المساعد لحزب الاصلاح "شيخان عبدالرحمن الدبعي"، الذي يعد المسؤول عن كافة الارتباطات السياسية والارهابية لحزب الإصلاح وجماعة الاخوان المسلمين في اليمن، ويعتبر الدبعي، شخصيه غير معروفه داخل حزب الاصلاح رغم اهمية منصبه حزبيا، ويبدو ان الوزن الذي يتمتع به داخل قيادة التنظيم، وأهمية الدور الذي يلعبه، فرض عليه العمل والتخفي خلف الكواليس، اذ أكدت معلومات مسربة عبر مصدر مقرب من الحكومة الإماراتية، ان الدبعي يعمل وفق اطر سرية واستخباراتية دولية، تعمل ضمن اجندة جماعة الاخوان المسلمين.
وأضافت المعلومات، بأن الدبعي يتولى إلى جانب العمليات الإرهابية ومهامه الدولية، مهاماً أخرى من بينها، حشد الإرهابيين للقتال في سورية والعراق وليبيا، وكذلك التنسيق لتوافد إرهابيين من جنسيات اجنبية الى اليمن، في حين كشف أحد الناشطين الإماراتيين إن شيخان الدبعي، يتولى حاليا مهام التنسيق والترتيب لجناح سري خاص بالأخوان، مسؤول عن تحريك الخلايا وتدريبها في كلا من مأرب والبيضاء.
وأكدت المعلومات ان من أبرز مهام الدبعي الظاهرة، إشرافه على استثمارات تابعة لقيادات إخوانية، من بينها "حميد الاحمر"، وشخصيات اخرى مقربه من الاخوان، مثل "نجيب غانم"، و"أحمد العيسي"، ورجال أعمال آخرين عبر مكتبين رئيسيين في تركيا وبريطانيا، في حين يتنقل بين عدة دول في المنطقة، وهو المكلف في حضور الاجتماعات الدورية لتنظيم الاخوان دوليا، والذي كان آخرها اجتماعات لاهور و تركيا.
وبحسب مراقبون، فإن هذه المعلومات يرجح إنها سربت بشكل متعمد من الإمارات، في الوقت الذي أبرزت فيه قناة الجزيرة القطرية، الدبعي إعلاميا، في إشارة اعتبرها، محللون سياسيون، خطوة مهدت لإبراز الدبعي، كشخصية قيادية إخوانية بصفة أخف ثقلا وأهمية، من تلك التي يتمتع بها في الخفا.
ويُعدّ حزب الإصلاح، الجناح السياسي، للإخوان في اليمن، شريكا في الحرب اليمنية المستمرة منذ مارس 2015، وتخوض ميلشياته العسكرية، معارك ضمن القوات الموالية لشرعية الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ضد ميلشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في حين يعتبر نائب الرئيس، الجنرال "علي محسن الأحمر" والألوية العسكرية التابعة له، الجناح العسكري للإخوان، ولكن يرى مراقبون بأن عدم تحقيق اي تقدم عسكري في الجبهات التي يقاتل فيها الاخوان ضد ميلشيا الحوثي وصالح، امام الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية المدعومة من قبل التحالف والموالية للشرعية على الإنقلابيين، يكشف التحالف الخفي بين الإخوان والحوثيين، حفاظا على المصالح المشتركة بين الطرفين، والتي يمكن ان يهددها تقدم قوات التحالف والقوات الجنوبية إلى الشمال، معقل الاخوان والحوثيين.
ويفسر محللون سياسيون، بأن قبول هادي للإخوان ضمن المؤيدين لشرعيته منذ البداية، يأتي لعدم إمتلاكه بديل في الشمال مؤيد له، مقارنه بما يتمتع به الاخوان من قدرة على الحشد والقتال، خصوصا وان ميلشيا الحوثي وصالح، كانت قد سيطرت عسكريا وفكريا وقبليا على معظم المناطق في الشمال.
وترى المملكة العربية، بأنه يتوجب عليها تركيز عملياتها العسكرية ضمن التحالف العربي، وقوات الشرعية على المناطق الشمالية في اليمن، لتأمين حدود المملكة الجنوبية، ومنع الميلشيات الإنقلابية من احراز اي تقدم عسكري بإتجاة المملكة، والذي لن يتحقق هذا إلا بوجود مواليين ومؤيدين في الشمال لشرعية هادي والتحالف العربي، ويرى المراقبون بأن هادي يقدم تنازلات للإخوان ولايزال، مقابل الحفاظ على تأييد الإخوان المطلق لشرعيته، على الرغم من أن ذلك مكنهم من الحصول على مواقع وألوية عسكرية استراتيجية، ومناصب حساسه في الحكومة الشرعية، في حين أن السعودية، تغض النظر في الوقت الحالي، عن خطط الإخوان وأجندتهم، خوفًا من خسارة طرف مؤيد للتحالف في الشمال، ويمتلك قاعدة جماهيرية هناك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر