حذَّر رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، من خطر تجاوز مرجعيات السلام الثلاث مع الحوثيين، وقال إن ذلك سيؤدي إلى تمزيق اليمن وتهديد الاستقرار المحلي والدولي في المنطقة.
جاءت تصريحات رئيس الحكومة اليمنية في الرياض، خلال لقائه السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين بالتزامن مع إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن، حول تطورات تنفيذ اتفاق السويد المتعثر.
وذكرت وكالة «سبأ» أن رئيس الوزراء عبدالملك «شدد على ضرورة عدم خروج تنفيذ اتفاق استوكهولم ورؤية التسوية الشاملة للحل السياسي في اليمن عن المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً والمؤيدة دولياً والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وفي مقدمها القرار 2216».
وقال رئيس الحكومة اليمنية إنه واثق في تمسك واستمرار دعم المجتمع الدولي لهذه المرجعيات باعتبار تجاوزها سيؤدي إلى تمزيق اليمن وما يمثله ذلك من خطر على الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والعالمي.
وخلال استعراضه مستجدات الأوضاع مع السفير الروسي، أشار إلى «استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في رفض كل مقترحات السلام والمماطلة في تنفيذ اتفاق السويد، وتصعيدها المتكرر بإيعاز ودعم من النظام الإيراني على الأراضي السعودية وتهديد الملاحة الدولية».
وأوضح رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية متمسكة بمواقفها الرافضة للتفاهمات السياسية وقال إنها «لا تزال حتى اليوم تماطل في تنفيذ اتفاق السويد رغم مرور عدة أشهر على توقيعه، وتناور بعدة وسائل للتهرب من استحقاقاته».
وبين أن الحكومة أعادت التعاطي مع المبعوث الأممي رغم الضغط والسخط الشعبي، بعد تلقيها تعهدات من الأمم المتحدة بتصحيح مسار تنفيذ الاتفاق، والتي كان لها مبرراتها، حيث كان المسار السابق يتجه نحو التسليم بسيطرة الميليشيات الانقلابية على المدينة والموانئ، وهو أمر يخالف القانون الدولي والمرجعيات الثلاث ونص اتفاق استوكهولم، بحسب قوله.
وعن التنازلات التي قدمتها الشرعية منذ بداية الأزمة والحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية أشار إلى أن تلك التنازلات التي وصفها بالكبيرة جاءت حرصا منها على الوصول إلى سلام مستدام، انطلاقاً من مسؤوليتها في إنهاء معاناة الشعب اليمني وحفظ الممتلكات الخاصة والعامة. وقال إن «الميليشيات الانقلابية تعمل كذراع لإيران لتنفيذ أجندتها في المنطقة، وهو ما يجعل الوصول إلى حل يمني للأزمة أمرا بالغ التعقيد، وهذا التبعية لإيران تظهر جليا في أوقات الضغط الدولي على إيران، حيث حينها يزيد النشاط العسكري الحوثي واعتداءات الميليشيا على المملكة العربية السعودية ودول المنطقة».
وأضاف: «إيران تستخدم اليمن كأداة في مشروعها الطائفي، وهذا أمر لا يمكن أن تقبل به الحكومة أو الشعب اليمني ودول المنطقة والمجتمع الدولي، وعلى الحوثيين أن يقدموا مصالح اليمن ويقطعوا هذه التبعية لإيران».
وثمّن عبدالملك الموقف الروسي الداعم للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحرصها على تحقيق السلام وإنهاء الحرب في اليمن وفق مرجعيات الحل السياسية، معبراً عن ثقته في اضطلاع الروس بدور مهم في ممارسة أكبر قدر من الضغوط على إيران وأدواتها التخريبية في اليمن للانصياع للحل السياسي.
ونسبت المصادر الرسمية اليمنية للسفير الروسي أنه جدد دعم بلاده للحكومة الشرعية والحل السياسي في اليمن برعاية الأمم المتحدة. وأنه خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المؤقتة عدن لمس التحسن الذي تشهده المناطق المحررة، مشيداً بأداء الحكومة ومساهمتها في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية من خلال دفع الرواتب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
السفير الروسي يؤكد دعم بلاده للشرعية في اليمن وحرصها على استقرارها
عبدالملك يكشف أنَّ تفسيرات "الحوثيين" بشأن الحُديدة غير جدية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر