وصل وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى طهران، يوم السبت، كجزء من خطته لزيارة ثلاث دول في الشرق الأوسط، حيث سيدفع مبلغا ماليا ضخما للحكومة الإيرانية في مقابل الإفراج عن مواطنة بريطانية مزدوجة الجنسية، محتجزة في السجون الإيرانية، بتهة مقاومة السلطات.
وتعد زيارة جونسون هي الأولى للمنطقة بصفته وزيرا للخارجية، ولإيران منذ عام 2015، ومن المتوقع أن يناقش مع نظيره، محمد جواد ظريف، الاتفاق النووي الإيراني، بجانب قضايا أخرى متعلقة بأمن المنطقة والصراع في اليمن، والذي يشكل أسوأ أزمة إنسانية عالمية.
وقال جونسون في بيان " أول زيارة لي هي فرصة لعقد كثير من النقاشات بشأن العديد من القضايا الهامة، ويشمل ذلك كيفية إيجاد حل سياسي بشأن الصراع المدمر في اليمن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمساهمة في الحد من المعاناة هناك"، أضاف "وسوف أشدد على دعم المملكة المتحدة للاتفاق النووي، وسط توضيح لبعض القلق بشأن الأنشطة الإيرانية في المنطقة"، مؤكدا " وسوف أؤكد على قلقنا بشأن المواطنة البريطانية والإفراج عنها حيث هناك أسس إنسانية للقيام بذلك".
وكانت العلاقات بين البلدين باردة جدا منذ الهجوم على السفارة البريطانية في العاصمة الإيرانية في عام 2011، مما أدى إلى غلقها، وتحسنت العلاقات بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني بموافقة الدول الغربية في عام 2015، ولكن الآن يهدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتمزيقه، رغم الدعم الروسي والصيني الكامل، وأيضا الفرنسي والألماني.
ولكن المحاكمة السرية لـ"نازانين راتكليف"، 38 عاما، وهي مواطنة تحمل الجنسيتن البريطانية والإيرانية، عمقت التوترات بين البلدين مرة أخرى، والعديد من المتشددين الإيرانيين اتهموا بريطانيا، بتدخلها في شؤون البلاد، ويرون السيدة راتكليف، جاسوسة.
وألقي القبض على السيدة راتكليف في عام 2016، أثناء زيارتها وطفلتها الرضيعة لعائلتها في إيران، وحكم عليها بالسجن خمس سنوات، بتهمة قلب نظام الحكم ومقاومة السلطات الإيرانية.
وأعلن السيد جونسون هذا العام هن غضبه وغضب عائلة السيدة راتكليف، وهو يحاول الإفراج عنها، مؤكدا أنها كانت تعلم الناس الصحافة في إيران، فهي تعمل كمديرة مشروع لمؤسسة تومسون رويترز البريطانية، كما أضاف أن صحتها تدهورت؛ مما يشكل مخاطر إضافية على حياتها.
ويتوقع السيد جونسون أن السيد ظريف قد يطلق سراح راتكليف، والمواطنين البريطانيين الآخرين مزدوجي الجنسية والمحتجزين في إيران، فمن المتوقع أن تدفع بريطانيا لإيران مبلغ 400 مليون جنيه استرليني بمثابة دين على الحكومة البريطانية، وكان خاص بصفقة عسكرية قبل عام 1979، لم تستلمها إيران.
وتقول إيران وبريطانيا إن إعادة دفع الأموال لن يكون له علاقة بالسيدة راتكليف، رغم أن الولايات المتحدة دفعت مبلغا مماثلا لإيران في عام 2016؛ للإفراج عن أربعة مواطنين أميركيين.
وأعلن السيد ريتشارد راتكليف، زوج السيدة المحتجزة، عن مخاوفه بشأن الصحة العقلية لزوجته، وقال لوسائل الإعلام البريطانية " إن زوجته تواجه تهما جديدة ربما تصل عقوبتها للسجن 16 عاما، كما أن هناك مخاوف على صحتها بعد العثور على كتل في صدرها، وهي على حافة الأنهيار العصبي".
وتجدر الإشارة إلى أن إيران وجهت تهمة التجسس للعديد من الأجانب وكثيرمنهم أصحاب الجنسية المزدوجة، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، مما يزيد التوترات مع هذه الدول.
وأشارت طهران إلى أنها مستعدة لمقايضة المتعقلين حيث الإفراج عن الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة وهم حوالي 14، في مقابل مسح كافة ديونها السابقة.
واستغرقت زيارة جونسون ثلاثة أيام بدأت بالعاصمة الأردنية عمان، ومن ثم الإمارات، كما أكدت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أنه سيجتمع بالرئيس الإيراني، حسن روحاني.
وتأتي زيارته وسط الغضب المتزايد والاحتجاج على قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر