عدن - صالح المنصوب
اتهم معهد أبحاث النزاعات المسلحة في لندن في تقرير نشره الأحد، إيران بالعمل على زعزعة الاستقرار وتدمير اليمن، مؤكداً أن التكنولوجيا الإيرانية التي تسلمها الانقلابيون كمساعدات تنوعت بين طائرة بدون طيار نوع «الدرون»، وأطلق عليها الحوثيون «قاصف»، وزعموا أنهم صنعوها، وتبين لاحقا أنها طائرات إيرانية من نوع «أبابيل1».
ولفت المركز إلى أن الزوارق البحرية المفخخة، التي يتم التحكم بها عن بعد، استخدمت في عدة عمليات ضد سفن الإغاثة وسفن المراقبة الدولية لقوات التحالف، كانت هي الأخرى تأتي من إيران ولم تستخدم إلا بعد تسعة أشهر من بداية الحرب، متهما طهران بمواصلة مخالفة قرار مجلس الأمن رقم 2216 وخرقه بإرسال السلاح إلى ميليشيات الحوثي والمخلوع.
وأكد أن إيران لم تتوقف عن دعمها لميليشيا الحوثي منذ سيطرتهم على صنعاء وحتى اللحظة بالرغم من الجهود الدولية والقرارات ذات الصلة لمنعها، كما تورطت في تسليح وتدريب الحوثيين، علاوة على دعمها للحوثيين في جبهات القتال، بتزويدهم بصواريخ باليستية بعيدة المدى تم تهريبها واستخدمت لضرب الأراضي السعودية؛ ومنها المحاولة الفاشلة لاستهداف مكة المكرمة.
وطغت أحاديث خبراء ومسؤولي المنظمات والهيئات العالمية عن جهود المملكة الإنسانية في دعم الشعب اليمني، على اللقاء الإنساني رفيع المستوى لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن، الذي عقد في الرياض (الأحد)، وسط مشاركة عالمية واسعة. وأكدوا ضرورة أن تتراجع بعض المنظمات غير المحايدة عن تقاريرها المغلوطة، التي تنحاز إلى الانقلابيين الذين قتلوا الأبرياء، ودمروا البنية التحتية من أجل السيطرة على السلطة في اليمن، وتنفيذ أجندة إيرانية إرهابية.
وأشار الخبراء إلى أن التقارير المبنية على أسس غير واقعية، وترتهن لإملاءات الميليشيات الإرهابية، لا تنظر إلى مصلحة الشعب اليمني، وإنما تتوافق مع توجهات سياسية لدول تدعم الإرهاب. وأوضحوا أن تقارير الهيئات التي تقبع في صنعاء تحت سلطة الانقلابيين، أصبحت مكشوفة، بل ومفضوحة، لأن الشعب اليمني هو من يكذّب ادعاءاتها المزيفة، والمساعدات السعودية تصل إليه حتى في بعض المحافظات التي ما زالت تحت سيطرة الحوثيين والمخلوع صالح.
وأشاروا إلى أن لديهم تقارير تثبت أن الميليشيات تنهب المساعدات، وتبيعها على تجار متواطئين بمبالغ باهظة تستخدم في شراء الأسلحة لإطالة أمد الحرب، مؤكدين أن ما يدعو للغرابة هو أن أموال المساعدات الغذائية الموجهة للشعب، تعاد لهم ولكن عبر فوهات المدافع والرشاشات، التي تؤمن بمبالغ هذه المساعدات.
وجاء إعلان المملكة يوم (الأحد)، عن كثير من المبادرات لمضاعفة الجهود، للتغلب على الصعوبات التي يفتعلها الانقلابيون، من بينها الإعلان عن انعقاد منتدى الرياض الإنساني الأول، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في جمادى الآخرة القادم، واستعداد المملكة لتهيئة ميناء جازان للمنظمات الإنسانية، لإيصال المساعدات إلى مختلف أرجاء اليمن، ودعوتها الصريحة إلى إنقاذ أطفال اليمن من «ملشنة» الانقلابيين، وتحميلها المجتمع الدولي مسؤولية حمايتهم، وإعادة تأهيلهم. وتأتي جهود المملكة الإنسانية، ومساعداتها للشعب اليمني التي تصل إلى تسعة مليارات، في وقت ما زالت إيران تواصل جهودها لاستكمال تحويل الميليشيات الحوثية إلى منظمات إرهابية مثل «داعش» و«القاعدة»، لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، خصوصا المملكة، وهو ما يرفضه عدد ممن شاركوا في اللقاء أمس، الذين أكدوا أنهم سيعملون حال عودتهم إلى بلدانهم على إيضاح حقيقة الدعم السعودي الإنساني لليمن، وحرص قيادة المملكة على استعادة الأمن والأمان لربوع اليمن، فيما إيران تواصل أعمالها الإرهابية، وتعرقل وصول المساعدات إلى عموم الشعب اليمني، لاستخدام المأساة المفتعلة كورقة ضغط سياسي على دول التحالف، للقبول بالإملاءات الإيرانية المفروضة على الحوثيين وأنصار المخلوع صالح.
وعبر الخبراء الذين يمثلون منظمات دولية عن شكرهم للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ما يوليانه للأعمال الإنسانية في اليمن بشكل خاص، وفي مختلف أرجاء العالم على وجه العموم.
وأكدوا أنه لا ينكر هذه الجهود إلا إيران ومن على شاكلتها من الدول، التي تعادي كل من يزرع الخير، وتدعم من ينثرون الإرهاب بكافة أشكاله وتحديدا في الدول العربية والإسلامية. وأشاروا إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة يشكل علامة فارقة في دعم الشعوب المحتاجة من خلال برامجه الإنسانية التي يشهد لها القاصي والداني، وأوضحوا أن الأرقام تتحدث عن نفسها لتبرهن حجم ما تنفقه المملكة على الأعمال الإنسانية الرائدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر