تستمر مدفعية القوات السعودية لليوم الثالث على التوالي، بضرب معاقل ومخابئ الميليشيات الحوثية وحرس المخلوع صالح قبالة عدة مناطق حدودية سعودية، وذلك بعد أن حاولت التقدم لنصب منصات قذائف الكاتيوشا والهاون نحو محافظات حدودية سعودية، مأهولة بالسكان.
ولم تهدأ في منطقة جازان المدفعية منذ ساعات الصباح الأولى، وذلك بعد ما رصدت غرفة العمليات تحصن مجموعة من الميليشيات الحوثية، في عدة محاور قبالة محافظات الموسم والطوال والحُرث. وكانت الميليشيات تحاول التسلل وتخطي الحرم الحدودي بين السعودية واليمن لإطلاق قذائفها، واستمرت عملية صدهم قرابة 6 ساعات، قتل فيها ما يزيد عن 25 عنصرًا. وتمكنت المدفعيات والدبابات السعودية في منطقة نجران بغطاء جوي من طيران التحالف، من قصّف مركبات وآليات عسكرية تابعة للميليشيات الحوثية كانت تقل عناصر مسلحة نحو الحدود السعودية.
وأخذت عناصر أخرى التضاريس الجبلية قبالة نجران حصنًا لها، لتبدأ منها بتنفيذ رمايات عسكرية داخل القرى السعودية المأهولة بالسكان. ونجحت القوات السعودية في التغلب على تلك العناصر، بجانب الآليات والمركبات العسكرية التي قصفها طيران التحالف. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، أن جنديًا سعوديًا، في أحد المراكز الحدودية، جراء إطلاق النار على المركز من عناصر حوثية في الأراضي اليمنية".
وأضاف في بيان أن أحد المراكز الحدودية المتقدمة تعرض بعد ظهر الأحد لإطلاق نار عبر الحدود من عناصر حوثية داخل الأراضي اليمنية، وتم التعامل مع الموقف، بما يقتضيه بالرد على مصدر النيران بالمثل والسيطرة على الموقف. ولفت إلى أنه نتج عن تبادل إطلاق النيران إصابة الجندي سلطان بن عايد فرحان الشراري واستشهاده قبل وصوله إلى المستشفى.
وتجدّدت المواجهات بشكل عنيف، اليومين الماضيين، في جبهة نهم في شرق صنعاء، وحققت قوات الجيش الوطني اليمني تقدمًا كبيرًا في المواجهات مع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وجرى تحرير جبال السفينة والقتب وقرن وادعة و7 مواقع أخرى، وذكرت المعلومات أنه جرى السيطرة على منطقة وادي محلي بالكامل. وأشارت مصادر الجيش اليمني إلى تدمير طيران التحالف لمركز اتصالات لميليشيات الحوثي وصالح، إضافة إلى عتاد كبير، إلى جانب ما لا يقل على 40 قتيلًا وعشرات الجرحى في صفوف الميليشيات.
وأكدت قوات الجيش اليمني أن هذه المواجهات طهرت ما يربو على 7 كيلومترات من المناطق التي كانت تحت سيطرة الميليشيات في اتجاه العاصمة صنعاء، وإن قوات الجيش باتت على مقربة من نقيل بن غيلان، أحد أهم المواقع الاستراتيجية للميليشيات والذي يطل على العاصمة صنعاء مباشرة. وجاء تقدم قوات الجيش اليمني تحت غطاء جوي مكثف لطيران التحالف، الذي كثف غاراته، خلال الساعات الـ24 الماضية على مواقع الميليشيات في نهم.
وجاء هذا التقدم، متزامنًا مع الزيارة التي قام بها نائب الرئيس اليمني، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، الفريق الركن علي محسن الأحمر صالح الأحمر، إلى جبهة نهم، الجمعة، ولقائه المقاتلين والقادة العسكريين الميدانيين.
وأوضح عبد الله الشندقي، المتحدث باسم المقاومة الشعبية في صنعاء، أن تحرك الجيش والمقاومة، تم بإسناد طيران التحالف العربي "الذي كان الدور الكبير في حسم المعارك في نهم، سيتواصل لتحرير ما تبقى من نهم متصاحبا مع التحرك في كل جبهات الجمهورية للتحرير".
وأكد الشندقي أنه "كان لزيارة نائب رئيس الجمهورية دور كبير في رفع معنويات المقاتلين في الجبهة، وأنه سيكون لإشرافه على سير المعارك الدور الأكبر في النصر والتقدم بما يملكه من خبرات عسكريه وقتاليه في محاربة هذه الميليشيات. وكذلك بما يحظى به من احترام كبير في صفوف المقاتلين وبعلاقاته بالواجهات الاجتماعية والسياسية والعسكرية بصنعاء وأمانة العاصمة".
وحظيت التحركات الميدانية قرب صنعاء باهتمام ومتابعة الأوساط اليمنية كافة، واعتبر مراقبون أن هذه التطورات العسكرية مهمة، وقال المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي إن تطورات نهم تعني تحريك الملفات الأكثر حساسية، في سياق الحرب الدائرة في اليمن، معتبرًا أنها تعبر عن الخيارات الممكنة للضغط على الانقلابيين بعد الاجتماع الأخير للرباعية في الرياض، خصوصا أنه لم يتضح بعد موقف الانقلابيين من التفاهمات التي توصلت إليها الرباعية، وبالأخص ما يتعلق منها بالاجتماع المرتقب للجنة التهدئة في العاصمة الأردنية عمان".
واحتدمت المواجهات العنيفة في جبهات القتال المختلفة، في المدينة والريف، وتواصل قوات الجيش اليمني تقدمها في جبهات المدينة الشمالية والغربية والشرقية، حيث تقدمت في هذه الأخيرة بشكل كبير وتمكنت من الوصول إلى أسوار معسكر التشريفات، وسيطرت على عدد من المباني المحاذية للمعسكر في حي الكمب، إضافة إلى تطهيرها مبنى مستشفى الكندي، وعدد من المباني التي كانت تتمركز فيها قناصة الميليشيات. وأكدت المصادر ذاتها أن الميليشيات طلبت من سكان ومن حراس المباني المطلة على جولة القصر من الاتجاه الشرقي، القريبة إلى القصر الجمهوري ومن خط تماس المواجهات وعلى امتداد منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرة الميليشيات، مغادرتها ليتسنى لقناصي الميليشيات التمركز بها.
ووصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الأحد، إلى مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت شرق البلاد، في أول زيارة له منذ توليه الرئاسة في فبراير / شباط 2012. وقال مسؤول حكومي رفيع، إن "الرئيس هادي، يرافقه رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، وعدد من المسؤولين وصل إلى مدينة المكلا في محافظة حضرموت". وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الرئيس اليمني سيطلع "على أوضاع محافظة حضرموت".
وتأتي الزيارة بعد تحرير قوات الجيش الوطني بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، مدينة المكلا، ومعها مديريات ساحل حضرموت، من قبضة تنظيم القاعدة، نهاية أبريل/نيسان الماضي، الذي سيطر عليها أكثر من عام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر