عدن- صالح المنصوب
أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أن الموقف العربي والدولي موحد، ومن شذ فقد شذ في النار، وأي موقف آخر خارج الموقف الموحد، ينبغي أن يخجل منه أصحابه، وهي بطبيعة الحال مرفوضة، وحتى إيران وهي تتدخل بصورة وقحة وسافرة في اليمن بانتهاك فج لكل الأعراف والقوانين الدولية، لا تقول إنها تعترف بالانقلاب.
واستغرب المخلافي، من اتهامات رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية السابق خالد بحاح التي أطلقها مؤخرًا ضد الحكومة الشرعية، بزعمه أنها سرقت 700 مليون دولار من نفط المسيلة خلال عام واحد، متسائلا هل رغب بحاح في أن تذهب الشرعية بهذه الميزانيات إلى الانقلابيين كما حصل في عهده. وقال عبد الملك المخلافي، في تصريحات صحافية إن خالد بحاح يعتقد أن هذا المبلغ كان من المفترض أن يذهب إلى الانقلابيين، وأضاف: هل هناك شخص عاقل كان في موقع نائب رئيس جمهورية يتحدث عن أن الحكومة اليمنية صرفت خلال عام واحد 700 مليون دولار.
وبين أن الحكومة كانت تحتاج إلى مليارات كي تصرفها من أجل مواجهة المتطلبات، وليس 700 مليون فقط. وذكر المخلافي، أن رئيس الوزراء السابق أدخل الحكومة في ورطة بحجة الحياد الاقتصادي، فيما ذهبت أموال اليمن كلها إلى الانقلابيين، حيث صرفوا كل احتياط اليمن من العملة الصعبة، كما أخفوا ما تبقى من السيولة النقدية من العملة اليمنية، ووظفوها في حروبهم الداخلية، موضحًا أن حكومة أحمد عبيد بن دغر، وبعد تولي مهامها اضطرت إلى نقل البنك المركزي إلى عدن، وإعادة بناء الوضع النقدي اليمني.
إعادة بناء المؤسسات، رفض المخلافي الانتقادات الموجهة إلى الحكومة بأنها بعيدة عن المواطن اليمني في تلبية احتياجاته، وقال إن الحكومة لا تدعي الكمال، فلديها قصور ناتج عن الحرب، وعن عدم وجود ميزانية للحكومة اليمنية، وبسبب أن 70% من الموارد غير النفطية تقع تحت سيطرة الانقلابيين، أيضاً الموارد النفطية هي موقوفة، ولكن هناك أمر أساسي وهو أن الوضع الذي كنا فيه يقول إن الحكومة عالجت أوضاعا كثيرة في الداخل اليمني، من الكهرباء وإعادة ترميم المدارس والمستشفيات وتمهيد الطرق، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، واستقرت الأوضاع في المهرة وحضرموت وشبوة وعدن، ونعمل حالياً على افتتاح مدارس تعز، وصرفت المرتبات للموظفين في المناطق المحررة، حتى للموظفين في بعض مناطق الانقلابيين من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة.
وأوضح المخلافي أنه بالرغم من الجمود السياسي فقد تحقق الكثير، خصوصاً على الصعيد العسكري، حيث اندحر الانقلابيون ولم يحققوا أي تقدم، ولا بقاء ثابتا في مواقعهم، وأنا أتصور أن الانقلاب في الفترة الأخيرة فقد عسكريته وشعبيته ومشروعه، وأصبح مرفوضا حتى لدى المناطق التي يسيطر عليها، متوقعا أن سقوطه سيكون سريعاً، وقال «في المقابل لدينا معاناة إنسانية تدركها قوات التحالف والحكومة اليمنية، والجميع يدرك أن سببها وجود الانقلاب، ولكن نداءنا الآن إلى العالم كله، بأن تكون مواقف جميع الدول أكثر وضوحاً بتبيان المعرقل لعملية السلام للضغط على الانقلابيين للعودة إلى السلام، وأعتقد أنه مع بداية العام القادم سنشهد تحولات كبيرة».
وذكر المخلافي أن الانقلاب تسبب في أوضاع مأساوية باليمن، ففي العاصمة المؤقتة عدن عندما حررت من قبل الجيش الوطني والتحالف العربي، لم يتبق لدينا قصر حكم ولا مستشفى ولا مشاريع مياه ولا كهرباء ولا فنادق ولا مقرات حكومية، ولا تستطيع الحكومة اليمنية التواجد على الأرض، حيث كانت الجماعات الإرهابية مسيطرة على مناطق كثيرة، أما الآن فقد أصبحت الحكومة اليمنية متواجدة في عدن، وبدأت العاصمة تستعيد عافيتها، وعادت الوزارات إلى أعمالها على الرغم من شح إمكانياتها، وأعدنا أقسام الشرط، وتحررنا كثيراً من الانقلابيين ومن الإرهابيين، حيث أصبحت الحكومة اليمنية الآن تسيطر على 80% من الأرض اليمنية، ولكن نواجه الآن مخلفات دمار الحرب، بما فيها انتشار المسلحين الذين نعمل على دمجهم مع الجيش الوطني، فنحن كنا في حالة دمار ونسير نحو التعافي. واضاف ان تدخلات قطر وإيران مواقف مخجلة حول موقف حكومة قطر المتقلب والمتلون من الانقلابيين في اليمن، ونحن دعونا المسؤولين في قطر إلى ألا يظهروا بموقف خارج الموقف العربي، والتنبيه بقطع العلاقات معها جاء لإعادتها إلى الموقف العربي، ونقول لهم لا تذهبوا بعيداً. وأشاد المخلافي بموقف المملكة العربية السعودية الشجاع في قيادتها للتحالف العربي لاستعادة الشرعية باليمن، إلى جانب موقفها الحالي في التصدي للمتآمرين على أمن الخليج العربي والمنطقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر