اندلعت معارك عنيفة مساء الأربعاء، بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة التابعة لقوات "الوفاق" في محور طريق المطار جنوب العاصمة طرابلس، حيث سيطر الجيش على منطقة الجامع الأخضر، وقام بتضييق الخناق على ميليشيات الوفاق.
وأظهرت مقاطع فيديو، جانب من هذه الاشتباكات التي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بشكل مكثّف، كما بينت اللقطات لحظة سيطرة قوات الجيش الليبي على منطقة الجانب الأخضر، واغتنام آليات عسكرية تابعة للميليشيات تركتها بعد هروبها تحت وقع ضربات الجيش، الذي واصل تقدمّه للسيطرة على كامل محور طريق المطار المتاخم لوسط العاصمة طرابلس.
إلى ذلك، أفادت تقارير بانسحاب تشكيلات قوات حكومة الوفاق إلى منطقة الأصفاح بعد تقدم الجيش الليبي على طريق مطار طرابلس، فيما ذكرت مواقع ليبية أن الجيش دخل أحياء مشروع الهضبة في طرابلس للمرة الأولى منذ بدء المعارك.
كان العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي قد أعلن أن المعارك في العاصمة الليبية دخلت مرحلة جديدة. وأشار إلى أن الجيش الليبي انتقل إلى مرحلة جديدة على محاور الاشتباك مع ميليشيا حكومة الوفاق، حيث وصلت القوات المسلحة الليبية إلى مرحلة متقدمة داخل العاصمة خلال الساعات الأخيرة من مساء الثلاثاء.
كما أضاف المحجوب الأربعاء، أن القوات المسلحة الليبية انتقلت من مرحلة المحاور إلى الجبهة الواحدة من أجل القضاء على ما تبقى من ميليشيات في العاصمة، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، أوضح أن القوات تقترب من قلب العاصمة، وأنها تفرض سيطرتها على كافة المداخل وتضيق الخناق على الميليشيات بما يقضي عليهم دون إحداث خسائر مدنية.
وأشار المحجوب إلى أن المجموعات الموجودة داخل العاصمة من الشباب المساند للقوات المسلحة، لديه غرف عمليات تتابع معهم كافة التطورات بانتظار اللحظة الحاسمة للسيطرة على المقرات الإدارية وقطع طرف الجماعات المتطرفة والإرهابية هناك.
وكان المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أعلن ليل الثلاثاء، تقدم الجيش الليبي على أكثر من محور في العاصمة طرابلس، كما أوضح أن "المعركة الآن على تخوم طرابلس"، مضيفًا أن "العاصمة كما يعرف الجميع كبيرة والجيش الليبي يخوض معركة دقيقة مع ميليشيات وسط مناطق آهلة بالسكان"، ما قد يستغرق وقتًا، إلا أنه أكد تراجع قوات الوفاق إلى منطقة أبو سليم.
يذكر أن الجيش الليبي، سيطر الثلاثاء، بشكل كامل على كوبري الزهراء جنوب العاصمة طرابلس، بعد فرار الميليشيات المسلحة التابعة للوفاق، عقب معارك عنيفة مع قوّات الجيش.
وأظهر مقطع فيديو اللحظات الأولى لدخول الوحدات العسكرية التابعة للجيش الليبي إلى محور كوبري الزهراء بعد هروب جماعي لعناصر الميليشيات، التي كانت تسيطر عليه، تحت وقع ضربات الجيش، كما قال مصدر عسكري ميداني إن قوات الجيش تخوض معارك عنيفة مع مسلّحي قوات الوفاق، وتتقدم بشكل مستمر على أكثر من جبهة، أبرزها محورا صلاح الدين واليرموك وكذلك الساعدية.
من جامنبه، قال المتحدث الرسمي للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن الجيش يواصل التقدم نحو وسط العاصمة طرابلس على أكثر من محور، مضيفًا على أن حسم المعركة سيتمّ في أي لحظة.
وتحدّث المسماري في مؤتمر صحافي، مساء الأربعاء، عن مفاجآت مرتقبة خلال الساعات القادمة، مشيرًا إلى أن المعركة تسير مثلما تم التخطيط لها من قبل القيادة العامة للجيش، في المحاور الرئيسية جنوب وجنوب شرقي العاصمة طرابلس.
وخلال الساعات الماضية، نجحت قوات الجيش الليبي في التقدم في محور طريق المطار، كما سيطرت على أجزاء واسعة من مناطق عين زارة وكوبري الزهراء وصلاح الدين وتوجهت نحو محوري مشروع الهضبة والعزيزية، بعدما شكلّت طوقًا أمنيًا على المناطق الجنوبية للعاصمة.
وشدّد المسماري، على أن معركة طرابلس لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها وتحرير العاصمة من هيمنة الميليشيات المسلّحة، مضيفًا أن هذه المعركة التي يخوضها الجيش أصبحت معركة إقليمية تهم كل دول العالم ولا تعني ليبيا فقط، خاصة بعد الاتفاق الأخير الذي وقعته حكومة الوفاق مع تركيا، الذي أصبح يهدّد مصالح وأمن كل دول المنطقة.
قد يهمك أيضًا:
تصاعد الاشتباكات في معارك طرابلس وقوات الجيش الليبي تحقّق تقدمًا مطردًا
محللون يؤكدون أن حكومة السراج تعتمد على ميليشيات تضم عناصر إرهابية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر