صنعاء ـ خالد عبدالواحد
حذّرت منظمة "أنقذوا الطفولة" من الضرر النفسي الذي يتعرض له الأطفال في اليمن جراء الحرب التي تشهدها البلاد، على المدى الطويل، مطالبة بمزيد من الدعم لهؤلاء الأطفال الذين باتوا يعانون من صدمات نفسية وعقلية.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني قالت المنظمة إن هناك احتمالات من حدوث ضرر نفسي طويل الأمد لجيل من الأطفال اليمنيين نتيجة للصراع المستمر في البلاد، ما لم يتم توفير المزيد من الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، موضحة أن اليمن بات واحدًا من أخطر الأماكن في العالم على الطفولة، حيث تعرّض لأكثر من 18000 غارة جوية، معتبرة إن ذلك يعني تعرّض الأطفال للوحشية والعنف الشديد، ما يزيد من خطر تعرضهم للأذى النفسي.
وأضاف التقرير "لقد شاهد أطفال اليمن أصدقاءهم وأفراد عائلاتهم يموتون أمام أعينهم، كما رأوا الأحباء مدفونين تحت أنقاض منازلهم المنهارة، وراقب الكثير منهم مدارسهم ومستشفياتهم مستهدفة وتعرضت للتدمير، كما حُرموا من الحصول على الطعام المُنقذ للحياة والأدوية، وانفصلوا عن الحياة التي كانوا يعرفونها من قبل"، وعلّقت المنظمة" إن التعرض الطويل للحرب والإجهاد وعدم اليقين يمكن أن يكون مزعجًا جدًا للأطفال ويخلق مشكلات وتحديات تستمر مدى الحياة".
وأوضحت المنظمة أن الوضع يزداد تعقيدا مع افتقار اليمن للمستشفيات الخاصة بالصحة العقلية والنفسية، وتعطل أغلب المراكز الصحية، كما تطرّقت لدراسة استقصائية نُشرت هذا العام عن قرابة ألف طفل في صنعاء، وأظهرت أن 79 في المائة منهم أظهروا علامات تدل على عواقب نفسية خطيرة نتيجة للصراع.
وقالت كيلي ماكبرايد المستشارة الفنية الإقليمية للصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي التابعة لصندوق إنقاذ الطفولة، إن الأطفال في اليمن والذين يشكّلون ما يقرب من نصف السكان يتعرضون لعدد لا يحصى من عوامل الإجهاد، ولا يستطيعون تعلم المهارات الأساسية اللازمة للنمو، وهذا يمكنه أن يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية على المدى الطويل وعلى المدى الطويل والصحة النفسية الاجتماعية.
وأضافت أن الأطفال في مناطق النزاع يعانون من التبول اللاإرادي، والكوابيس، وفرط الإحساس، والحزن، والاكتئاب، والقلق، والعدوان، والشعور بالانسحاب، والعديد من التحديات الأخرى، الأمر الذي يضعف من قدرتهم على الانخراط في الحياة اليومية، بما في ذلك عدم القدرة على التركيز أو أداء جيد في المدرسة، وتعلم معلومات جديدة، وتشكيل العلاقات، أو الشعور بالأمان.
ومن جانبه، قال تامر كيرلس المدير الإقليمي لمنظمة إنقاذ الطفولة في اليمن، إن العنف الوحشي بما في ذلك الأسلحة المتفجرة والرصاص يتسبب في خسائر غير مقبولة على الأطفال، كما دعا جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ تدابير فورية لمنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، وإيجاد حل سياسي سلمي لإنهاء هذا الصراع، محذّرًا من عواقب الصراع الذي قال بإنه سيكون له تأثير دائم على البلاد لسنوات مقبلة، وأردف "من الأهمية القصوى أن يلتفت المجتمع الدولي لضمان حصول هؤلاء الأطفال على الدعم الذي يحتاجونه لإعادة بناء حياتهم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر