بحث غسان سلامة، المبعوث الأممي لدى ليبيا، مع الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة، سبل وضع حد للاقتتال الدائر في ليبيا والعودة للعملية السياسية، وجاءت هذه التطورات في وقت تحدث فيه «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، عما وصفه بـ«بشائر النصر المرتقبة» خلال الساعات المقبلة، بعد إعلانه تحقيق قواته المزيد من التقدم على الأرض في المعارك، التي تخوضها للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وقالت البعثة الأممية إن رئيسها سلامة، الذي زار أبوظبي الثلاثاء، عرض للمسؤولين في دولة الإمارات «الكلفة الإنسانية الخطيرة للأحداث الراهنة، وأهمية التمسك بخريطة طريق موحدة للمّ شمل الليبيين، ولمساعدتهم على التوافق والمصالحة».
وأعلن اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم «الجيش الوطني»، أن قواته «تمكنت في كل المحاور من تطوير عمليات هجومية تعبوية على كل خطوط النار، مستفيدة من دروس المعارك السابقة، وعليه استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة، والتقدم نحو مواقع تمركزات الميليشيات الإرهابية».
اقرا ايضا:
مجلس الأمن يدرس فرض هُدنة في ليبيا وحفتر يرُد "الشروط لم تتوافر بعد"
وقال المسماري في بيان له في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، إن «القوات الجوية قدمت الدعم الناري القريب في جميع مراحل الهجوم، كما دكت أهدافا إرهابية في العمق الاستراتيجي المعادي»، معتبراً أن «مرحلة الحسم التعبوية والاستراتيجية أظهرت كفاءة، وقدرة عالية لقواتنا على كل المستويات من القيادة الاستراتيجية والتكتيكية، وعلى مستوى الانضباط التنفيذي للخطط العسكرية على الأرض، كما هي على الخريطة».
وأكد المسماري، الذي كان مقررا أن يعقد في وقت لاحق من مؤتمرا صحافيا في مدينة بنغازي (شرق)، أن «الساعات القادمة تحمل المزيد من بشائر النصر على الميليشيات الإرهابية والعصابات الإجرامية».
وبيّن أكد المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، أن الميليشيات المسلحة لمدينة مصراتة (غرب)، سحبت أسلحتها المخزنة بمدرسة السواني الثانوية إلى الكريمية في العاصمة طرابلس، لافتاً إلى مغادرة عدد من العصابات المسلحة إلى خارج محاور القتال في اتجاه طريق العودة إلى مصراتة، وذلك بعد وصول أنباء على وجود نيّة هجوم كاسح لقوات الجيش الوطني. في المقابل، ناقش السراج، الذي يقول إنه القائد الأعلى للجيش الليبي، في اجتماع عقده بالعاصمة طرابلس، أمس، مع اللواء محمد الحداد، آمر المنطقة العسكرية الوسطى التابع له، آخر المستجدات والتطورات على الصعيدين العسكري والأمني، والأوضاع الميدانية على الجبهات «لصد العدوان الغاشم» على طرابلس.
وقال السراج في بيان وزعه مكتبه إن الاجتماع تناول أيضاً «مراجعة عمليات التنسيق ما بين المناطق العسكرية المختلفة ومحاور وخطوط القتال، وآليات العمل فيما بينها، بالإضافة إلى بحث متطلبات المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية»، كما بحث السراج مع خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، في طرابلس آخر مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية، التي تمر بها البلاد بصفة عامة، في ظل ما وصفه بالاعتداء الذي تتعرض له العاصمة.
وقالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات السراج، إن قواتها المتمركزة في محور وادي الربيع نجحت بمساندة من سلاح الجو التابع لها في تدمير دبابتين وآلية مسلحة وناقلة جنود.
وأعلنت وزارة الصحة بحكومة السراج عن إصابة أربعة أشخاص في قصف جوي، استهدف مستشفى ميدانياً جنوب العاصمة طرابلس، وقالت الوزارة في بيان إن «المستشفى الميداني بمنطقة السواني تعرض لقصف طيران جوي، أصيب على أثره ثلاثة سائقي سيارات إسعاف ومسعف». وأدانت الوزارة ما وصفته بالاستهداف المباشر وغير الأخلاقي للمستشفى الذي قالت إنه ومستلزماته تعرضوا للتدمير.
ونقل البيان عن رئيس الأزمات والطوارئ في وزارة الصحة فوزي أونيس، قوله: «هذا هو الاستهداف الثاني للمستشفى الميداني في السواني، رغم أن المستشفى بعيد عن جبهات القتال».
وتتواصل المعارك جنوب العاصمة طرابلس بين قوات الجيش الوطني وقوات السراج، منذ إعلان المشير حفتر في الرابع من أبريل/ نيسان الماضي عن عملية عسكرية لـ«تحرير طرابلس»، قابلتها حكومة السراج بعملية «بركان الغضب» لصد الهجوم. مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، وإصابة نحو 6 آلاف، إضافة إلى نزوح 105 آلاف من مواقع الاشتباكات، حسب إحصائيات دولية وحكومية.
قد يهمك ايضا:
غسان سلامة يُؤكَّد أنَّ الحوار مع المشير خليفة حفتر
اشتداد العمليات البرية بالأسلحة الثقيلة والغارات الليلية في طرابلس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر