آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

نهب الوطن لعقود وكوّن ثروة قدرت بمليارات الدولارات

تقارير تكشف فساد المخلوع صالح وتأثيره الكارثي على الساحة اليمنية

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- تقارير تكشف فساد المخلوع صالح وتأثيره الكارثي على الساحة اليمنية

الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح
صنعاء ـ اليمن اليوم

تمسك الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح بالسلطة في اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، وترك الرئاسة مجبرًا تحت ضغط الثورة الشعبية التي اشتعلت في 11 فبراير/شباط 2011 ضمن ثورات الربيع العربي، وغادر صالح السلطة والبلد الذي ظل يحكمه لـ 34 عامًا، من دون محطة توليد للكهرباء تغطي احتياجات البلاد، ومن دون خدمات صحية ومشاف متطورة، مخلفًا ملايين من المواطنين الذين يطحنهم الفقر والجوع ونقص الغذاء وغياب الخدمات الأساسية.

وفي المقابل كانت الحصيلة ثروات ضخمة كونها صالح من موارد البلد الفقير، ومن صفقات النفط والغاز واستخدام السلطة للدخول في شراكة مع المستثمرين ونخب الاقتصاد، التي منحها السيطرة على قطاعات النفط وواردات البلاد من الوقود والسلع، وتفيد التقارير الاقتصادية، أن اقتصاد اليمن ظل طوال فترة حكم صالح في قبضة شبكة معقدة متداخلة من النخب التي تسيطر على القطاع النفطي والواردات وتجهيز وتعبئة وتوزيع البضائع، وعندما اندلعت الثورة ضد صالح تم الكشف عن هشاشة الاقتصاد، وانزلقت أغلبية السكان إلى دائرة الفقر، وظلت النخب الموالية لصالح تهيمن على قطاعات الاقتصاد وتتحكم في الواردات وسعر العملة وغيرها.

ويقول خبراء الاقتصاد في اليمن إن فساد صالح كان هو السبب الرئيسي في خروج الشارع اليمني للمطالبة برحيله ونظامه، خصوصًا مع تنامي المعاناة الاجتماعية، ويؤكد تقرير بريطاني صادر عن المعهد الملكي للسياسات الدولية، إنه بحلول ثورة 2011، تركزت ملكية "صروح شامخة" من اقتصاد اليمن في أيدي نخبة صغيرة، وفي أوائل من العام 2011، سيطرت ما يقارب من 10 عائلات على أكثر من 80% من الواردات والتصنيع والتحويل والخدمات المصرفية، وخدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية والنقل، وهو الوضع الذي بقي دون تغيير حتى اندلاع الحرب في مارس/ آذار 2015 بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي والمتمردين الحوثيين الموالين لإيران.

ونجا صالح وأمواله من ملاحقة ثورة فبراير/شباط 2011 بفضل المبادرة الخليجية التي تنازل فيها عن الحكم مقابل منحه حصانة من المحاكمة والتعهد بعدم ملاحقة أمواله، لكن دور صالح في مساعدة الحوثيين للانقلاب على سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، دفع مجلس الأمن إلى إصدار قرار بفرض عقوبات عليه وتجميد أمواله، وأنشأ مجلس الأمن فريق الخبراء المعني باليمن بموجب القرار 2140 الصادر في 26 فبراير/شباط 2014 لمساعدة لجنة العقوبات التابعة للمجلس المؤلفة عملًا بالقرار ذاته، وتتولى اللجنة مسؤولية الإشراف على العقوبات المفروضة على معرقلي التسوية السياسية في اليمن.

ويؤكد خبراء ومراقبون أن لجنة العقوبات الدولية قد تحقق ما عجزت عنه الثورة في ملاحقة واسترداد الأموال المنهوبة من صالح ونظامه، إلا أن البعض يشكك في إمكانية التوصل إلى ذلك، وكشف التقرير النهائي للجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن، نهاية يناير/ كانون الثاني، عن تفاصيل مثيرة بشأن غسيل الأموال في البلاد، حيث علم فريق التحقيقات المختص بالشبكات المالية المتعلقة بأشخاص محددين أن خالد علي عبد الله صالح يلعب دورًا بارزًا في إدارة الأصول المالية نيابة عن والده المخلوع وشقيقه أحمد المدرجَينْ على قائمة العقوبات.

ورصد الفريق تحويلات مشبوهة لنحو 84 مليون دولار في الفترة الممتدة بين 2014 و2016 ضمن ست شركات وخمسة مصارف في خمس دول خارج ممارسات إدارة الصناديق العادية من ذوي الثروات الكبيرة، ومن بين الشركات المتهمة شركة "ريدان للاستثمار والمحاسبة" التي استخدمها خالد علي عبد الله صالح.

وبالنسبة لنشاطات السوق السوداء المالية المتعلقة بالتسلح على المستوى الإقليمي، أبرز الفريق دور فارس حسن مناع والذي لفت انتباه الفريق خصوصًا بعد تعيينه في منصب وزير للدولة في الحكومة الانقلابية، وخصوصًا في ضوء علاقاته مع علي عبد الله صالح والحوثيين، وهو يسافر بكل حرية بجواز يمني دبلوماسي بما في ذلك إلى مناطق الشنغن "أوروبا".

وخلص التقرير إلى أن التنفيذ المستمر والفعال لنظام العقوبات المفروضة سيردع هؤلاء الأفراد وأنصارهم عن المشاركة في أعمال تهدد الأمن والسلام في اليمن، ويعتبر الخبير الاقتصادي اليمني ياسين التميمي أن هذا القرار من القرارات المهمة التي قيدت المخلوع صالح وأظهرته معرقلًا للتسوية السياسية، في الوقت الذي كان يمضي قدمًا في عملية تقويض التسوية برمتها وليس فقط عرقلتها، إلى أن نجح في ذلك.

ويتابع التميمي أنه "بقي هذا القرار والقرار 2216 عقبة رئيسية أمام صالح الذي اعتقد أنه طوى صفحة ثورة فبراير ولم يتبق أمامه سوى التحرر من العقوبات الدولية"، ويوضح أن لجنة العقوبات الدولية نجحت عبر سلسلة من العمليات في فضح الثروة الهائلة من الأموال والممتلكات المنهوبة التي سرقها المخلوع صالح إبان حكمه، ويبدو أن اللجنة ماضية في استكمال هدفها في ملاحقة ورصد هذه الثروة المنهوبة.

وأردف التميمي: "لقد بدا واضحًا أن هامش المناورة تقلص لدى صالح فيما يخص قدرته على الاستفادة من ثروته، ولكن اللجنة تعاني من بطء وتلكؤ الحكومات والشركات في التعاون وهو أمر قد يتحقق في المدى المنظور، فيما ستنجح الحرب كذلك في استعادة ما أخفاه المخلوع، وسيكون ذلك ممكنًا في حال تحققت أهداف الحكومة في استعادة صنعاء والمدن.

لكن الناشط في الثورة اليمنية معن دماج يرى أن إمكانية استرداد أموال صالح تبدو صعبة في الوقت الراهن، ويقول دماج إن "إمكان إرجاع الأموال أو بعضها يبدو متعذرًا إذا رأينا طبيعة الإجراءات حتى الآن، وإذا رأينا الحالات الشبيهة كما في تونس، حيث لم تتم إعادة سوى مبالغ محدودة من حسابات رئيسها المطاح به وعائلته"، ويتابع دماج: "لا أظن أن الصعوبات فنية، فمن الممكن إن بعض الأموال يصعب الوصول إليه، وربما الأمر يعود إلى أن الجدية غير متوفرة لإيجاد حل لهذه الأزمة، خصوصًا مع بعض الدول المستفيدة".

وفي الوقت الذي لم تحدد جهة رسمية حجم ثروات صالح، تشير تقارير غير رسمية إلى أن ثروته تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات بينها قصور تاريخية في ألمانيا وأموال مهربة في مصارف خليجية وأجنبية، بالإضافة إلى شركات وعقارات وأسهم وشراكات مع رجال أعمال يمنيين وخليجيين، وتلاحق صالح اتهامات بحصوله على رشوة من مجلس القمح الأسترالي، ورشاوى أخرى لإدخال سلع كان لا يسمح بدخولها السوق اليمنية.

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارير تكشف فساد المخلوع صالح وتأثيره الكارثي على الساحة اليمنية تقارير تكشف فساد المخلوع صالح وتأثيره الكارثي على الساحة اليمنية



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen