عدن- صالح المنصوب
تعيش العاصمة صنعاء على صفيح ساخن, قد تنفجر الأوضاع في أقرب لحظة, وأصبحت "الأفاعي" تلتف حول رقبة الرئيس اليمني المخلوع علي صالح, من حليف أراد عن طريقة تصفية الخصوم والانقلاب على السلطة واستعادتها, لكن "السحر انقلب على الساحر" هذا ما يقوله المواطن البسيط.
وكشف مراقبون في صنعاء، أن الوضع متوتر, وحالة غضب عارمة من الطرفين, ومهما أبدى الكبار أن هناك اتفاقًا لكن على الأرض يختلف, فأنصار صالح يرون أن الحوثي يراوغ لسحب البساط منهم, وفي النهاية جرهم إلى المشانق, فيما يرى أنصار الطرف الحوثي أن أنصار صالح خونة ويجب اقتيادهم إلى السجون, الجو مشحون بالخوف وحالة هدوء حذر تشهدها صنعاء.
وقالت مصادر في العاصمة صنعاء، إن صحافيين وسياسيين مقربون من صالح ينزحون من صنعاء إلى مناطق الشرعية, خوفاً من أن يطالهم غضب الحوثي واشتعال الحرب في صنعاء قد تعيقهم من الحركة, وأضافت المصادر أنه مهما تحسنت الصورة بوجود انفراجة لكن الشارع المشحون المدجج بالمسلحين يكذب ذلك الاتفاق, وقد تكون عملية ترويض للانقضاض على صالح وأنصاره.
وفي أول تعليق له على الاتفاق الذي أعلن ليلة الإثنين، لاحتواء التوتر بين الحوثيين وقوات علي صالح في صنعاء، وصف القيادي المنشق من جماعة الحوثي علي البخيتي، الاتفاق بـالتكتيكي من قبل جماعة الحوثي التي أدركت كما يقول البخيتي، أن تفجير الموقف مع المؤتمر وصالح ليس في صالحها، وقال البخيتي في منشور جديد له عبر صفحته في "فيسبوك"، أن الكهنة الحوثيين أدركوا أن تفجير الموقف مع المؤتمر وصالح ليس في صالحهم؛ أحسوا أن السلام في هذهالآونة- في صالحهم؛ لكنه سلام تكتيكي حتى يستعدوا للنيل من المؤتمر وصالح؛ ويرتبوا أنفسهم لأسوأ الاحتمالات؛ وتيقنوا أن الحرب كانت ستنفجر ضدهم في كل مكان؛ في كل قرية ومديرية ومدينة وجبل وشِعب؛ حتى الحجر سيتحدث ويقول هذا حوثي يختبئ خلفي؛ وقد سمعوها واضحة؛ إنها الحرب إن أردتموها؛ سيدافع المؤتمر وحلفائه عن أنفسهم؛ فلن يقبل أحد بأن تسحقوا آخر قوة سياسية تنتمي لليمن الجمهوري؛ آخر قوة تقاوم وجودكم ومشروعكم الكهنوتي السلالي؛ فكرياً واجتماعياً وسياسياً وقبلياً.
علي البخيتي وكان قد أعلن الحوثيون وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح مساء الإثنين، الاتفاق على إنهاء التوترات بين حليفي الحرب بعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين السبت قتل خلالها ضابط في قوات صالح ومقاتلان حوثيان. وشهد التحالف بين صالح وعبد الملك الحوثي تصدعا ونشبت الاشتباكات بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين على خلفية اتهامات متبادلة بالخيانة. ويرى مراقبون أن الاحتقان ما يزال سيد الموقف في صنعاء في ظل حملة من أنصار حزب المؤتمر تطالب بإنهاء الشراكة مع الحوثيين إثر مقتل العقيد خالد الرضي المقرب من صالح.
ونشرت وسائل الإعلام التابعة للطرفين بيانًا في ختام لقاء سياسي موسع بصنعاء ذكرت أنه جاء بدعوة من رئيس ما يسمى “المجلس السياسي” صالح الصماد وبحضور عدد من أعضاء المجلس الذي يدير المناطق الخاضعة لسيطرتهم. ووفقا للبيان تم الاتفاق على “إزالة كل أسباب التوتر التي نتجت مؤخرًا في العاصمة صنعاء وعودة الأوضاع الأمنية إلى شكلها الطبيعي قبل الفعاليات” في إشارة إلى الاحتفالات التي أقامها كل من الطرفين منفردا. كما تم الاتفاق على “استمرار التحقيق الأمني المتخصص والمهني والمحايد في الأحداث الأخيرة وعدم استباق نتائج التحقيق من أي جهة” في إشارة إلى الاشتباكات التي اندلعت مساء السبت بين نقطة أمنية حوثية وقوات موالية لصالح. وافاد سكان ومصدر عسكري في صنعاء أن هدوءا حذرا يخيم في العاصمة وخصوصا في الأحياء التي شهدت اشتباكات، مع بدء سحب مسلحي القوات الموالية لصالح من الشوارع. وقالت مصادر أمنية مستقلة ان لجنة الوساطة التي تضم شخصيات أمنية وسياسية من الطرفين لتهدئة الوضع بين قوات صالح والحوثيين نجحت في إزالة الحواجز التي اثارت التوتر من الشوارع العامة في حي المصباحي. وأضافت المصادر أن حزب علي عبدالله صالح يطالب “بتسليم قتلة العقيد الرضي القيادي في حزبه”. وظهرت بوادر الانشقاق بين صالح والمتمردين الشيعة إلى العلن بعد أن وصفهم بانهم “ميليشيا” فردوا عليه متهمينه بـ”الغدر”. وحكم صالح اليمن من 1990 حتى 2012 حين تنازل عن الحكم لمصلحة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي على خلفية احتجاجات شعبية.وفي المواجهة بين التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة والحوثيين مع قوات صالح من جهة ثانية قتل اكثر من ثمانية الاف شخص غالبيتهم من المدنيين واصيب نحو 47 الف شخص بجروح، بحسب منظمة الصحة العالمية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر