تعز-اليمن اليوم
توجهت مسيرة "البطون الخاوية" من مدينة تعز إلى العاصمة اليمنية المؤقة، عدن، بعدما انطلقت، الإثنين، بمناسبة عيد العمال العالمي، بتنظيم عدد من شباب الثورة والموظفين في القطاع العام، احتجاجًا على تقصير الحكومة الشرعية التي ترفض صرف رواتب الموظفين الحكوميين، ووسط حالة رفض جنوبي واسع لتلك المسيرة، التي تتجه إلى عدن، المحتقنة شعبيًا بسبب قرار إقالة محافظها، اللواء عيدروس الزبيدي، ووسط دعوات لتنظيم تظاهرة مليوينة، الخميس، يتوقع أن تصطدم بمسيرة تعز، التي تهدف إلى مخاطبة الحكومة التي يقيم وزراؤها وقياداتها في الرياض.
وقالت صحيفة "العربي الجديد" اللندنية إنه من المقرر أن تقطع المسيرة مسافة تقترب من 160 كيلومتراً، عبر طريق "تعز - التربة – عدن"، والتي تعد شريان الحياة الوحيد الذي يصل تعز بالعالم، بسبب الحصار المفروض عليها من الجهات الأخرى من قبل مليشيات الانقلابيين. ونقلت الصحيفة عن من وصفته بـ"الناطق الرسمي باسم المسيرة"، فهد العميري، قوله إن المسيرة تنظمها مجموعة من الموظفين من قطاعات مختلفة، جمعهم هدف يتمثل في الضغط على الحكومة للإسراع في صرف رواتيهم، وإغاثة تعز.
وأشار إلى الانتهاء من التحضيرات، سواء ما يتعلق باحتياجات المسيرة والمشاركين فيها، أو ما يتعلق بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في عدن، أو في مناطق سير المسيرة. وبخصوص الشعارات التي سترفعها، أكد أنها متعلقة بالأهداف والمطالب الرئيسية، المتمثلة بسرعة صرف رواتب الأشهر الثمانية الماضية، وإغاثة أبناء تعز، وسرعة تحرير ما تبقى من المحافظة من مليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح، وفق قوله.
وأضاف أن أهم الدلالات التي تمنح المسيرة أهميتها أنها تنطلق في عيد العمال العالمي، العيد الذي تكرم فيه الشعوب عمالها، فيما يتضور عمال اليمن من الجوع والحرمان، جراء عدم صرف الرواتب منذ ثمانية أشهر، وفق تعبيره. وأوضح أن هذه المسيرة تعبّر عن مدى استياء الموظفين من الحكومة، التي تتعامل بازدواجية مع الموظفين.
وأكدت صحيفة الصادرة من لندن أن اللجنة المشرفة على مسيرة "البطون الخاوية" حددت أهداف التحرك، والتي تمثلت في مطالبة الحكومة الشرعية بصرف الرواتب للموظفين، والمتقاعدين المدنيين والعسكريين كدفعة واحدة لأكثر من ثمانية أشهر، وتسوية جميع البدلات والعلاوات، والإسراع في إغاثة أبناء تعز عبر لجنة إنسانية وحقوقية محايدة.
ووفق "العربي الجديد"، يواجه شباب المسيرة عددًا من التحديات، في مقدمتها معارضة بعض الأحزاب السياسية لهذا التحرك، ودعوتها أعضائها إلى عدم المشاركة فيه، كما سيواجهون مشكلة في تأمين ما يكفيهم من الطعام والشراب خلال الطريق، إذ لم تتلق اللجنة المشرفة أي دعم لهذه المسيرة، لكن المنظمين يؤكدون أنهم سيتمكنون من وضع الحلول لهذه المشكلة، كما أن الجانب الأمني يمثل أبرز التحديات، في ظل إمكانية استهداف المسيرة من قبل المليشيات الانقلابية، أو استهدافها من قبل بعض الجماعات التي تستغل الانفلات الأمني لإحداث الفوضى، إضافة إلى معارضة بعض القوى الجنوبية لهذه المسيرة.
ومن جانبها، قالت أستاذة علم الاجتماع السياسي في جامعة تعز، ألفت الدبعي، التي كانت إحدى النساء المشاركات في "مسيرة الحياة"، إنه على الرغم من أن الأحزاب السياسية لم تكن داعمة لفكرة "مسيرة الحياة"، وانطلاقتها بعد التسوية السياسية لثورة 11 فبراير/ شباط، إلا أن الشعور بالظلم والقهر الحقوقي لدى شباب الثورة جعلهم يفرضون مسار تنفيذ المسيرة، الذي أجبر جميع الأحزاب بعد ذلك على الالتحاق بها.
وأضافت أن المسيرة استطاعت، خلال خمسة أيام توجه فيها شباب الثورة، سيرًا على الأقدام، إلى صنعاء، أن توصل رسالة إلى العالم كله بأنهم لن يقبلوا إلا بإسقاط بنية النظام وتحقيق العدالة، وفق تعبيرها.
أما مسيرة "البطون الخاوية"، فهي شكل من أشكال الاحتجاجات الحقوقية المطلبية المرتبطة بنضال العمال والموظفين، للحصول على رواتبهم التي قطعت منذ ثمانية أشهر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر