أعلنت الخزانة الأميركية الخميس، إدراج 9 أفراد وشركات طيران إيرانية وشركات تعمل في مجال استيراد قطع الغيار للطائرات الإيرانية على قائمة العقوبات الأميركية وقائمة "الإرهابيين" الدوليين لدورها في دعم أنشطة "الحرس الثوري" الإقليمية.
وقال بيان وزارة الخزانة إن الأفراد الإيرانيين يقومون بشراء قطع الغيار وتقديم الخدمات لأساطيل شركات الطيران الإيرانية بما في ذلك مأهان إير، وماسبان إير، ومارجان إير، وبويا إير، واتهمتها وزارة الخزانة بالقيام بمساعدة وتقديم العون للحرس الثوري الإيراني وتمكين النظام الإيراني من نقل الأسلحة والمقاتلين والأموال إلى وكلائه في المنطقة بما في ذلك "حزب الله" ونظام الأسد الوحشي، وشدّد بيان الخزانة على إدراج 31 طائرة تابعة إلى تلك الشركات على قائمة العقوبات.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوشن: "يجب على الدول والشركات في جميع أنحاء العالم أن تحاط علما بالمخاطر المرتبطة بمنح حقوق الهبوط وتوفير خدمات الطيران لشركات الطيران التي تستخدمها إيران لتصدير الإرهاب إلى جميع أنحاء المنطقة"، مضيفا أن "الممارسات الخادعة التي تستخدمها هذه الخطوط الجوية للحصول على الخدمات بشكل غير قانوني والسلع الأميركية هي مثال آخر للطرق المزدوجة التي يعمل بها النظام الإيراني"، وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن شركات الطيران التجارية الإيرانية التي تم إدراجها تحت قائمة العقوبات "لعبت دورا مهما في تصدير الإرهاب الإيراني الخبيث"، وفق تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
وهذه المرة الثانية التي يعلن فيها فرض عقوبات على إيران بعدما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو، الإثنين الماضي، استراتيجية جديدة لمواجهة تهديدات إيران، وفرضت الخزانة الأميركية عقوبات على خمسة من قادة الحرس الثوري لدورهم في تدريب قوات الحوثي على صناعة الصواريخ الباليستية وإرسال الأموال إلى الحوثيين.
وأدرجت وزارة الخزانة مواطنين أتراكا من شركات تتخذ من إسطنبول مقرا لها، لتمكين شركات الطيران الإيرانية من الحصول على خدمات وسلع الطيران الرئيسية، وأشارت إلى أن المواطنين الأتراك قاموا بتقديم الدعم المالي لشركات الطيران الإيرانية، كما ضمت قائمة العقوبات شركة الخطوط الجوية "بلو إيرلاينز" وشركة "أوتيك للطيران" التركية التي تتخذ من إيران مقرا لها واتهمت الشركات بتوفير الدعم المادي لشركة طيران "ماهان إير" وبالنيابة عنها من خلال شراء وتوفير قطع غيار الطائرات من الخارج.
وشركة خطوط "بلو إيرلاينز" تعمل مع شرطة طيران "ماهان إير"، ولا تمتلك أي طائرات أو أصول مميزة وتوجد في نفس موقع شركة "ماهان إير" لإخفاء صفقات "ماهان إير" بصفتها المشتري الفعلي والمتلقي النهائي للسلع الأميركية المحظورة، ويتم إدراج اسم "بلو إيرلاينز" على المستندات التجارية بدلا من "ماهان إير" لشراء البضائع من الصين وأوروبا.
وأشار بيان وزارة الخزانة الأميركية إلى أن الشركات الإيرانية التي تم إدراجها على قائمة العقوبات تعتمد على الشركات العالمية في جميع أنحاء العالم لشراء الأجزاء والخدمات اللازمة للحفاظ على أساطيلهم، وقالت وزارة الخزانة إن الشركات التي تم إدراجها على قائمة العقوبات قامت باستخدام إجراءات خادعة للحصول بشكل غير قانوني على أجزاء وقطع غيار أميركية خاضعة للرقابة من الموردين.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية شركة "ماهان للطيران" عام 2011، لقيامها بتقديم الدعم لقوات فيلق الحرس الثوري الإيراني، ونقل عملاء فيلق القدس والأسلحة والمعدات لتعزيز العمليات المتطرّفة التي ترعاها الدولة الإيرانية، وقامت شركة "ماهان" بتقديم خدمات السفر لأفراد الحرس الثوري الإيراني من والي إيران وسورية لتلقي التدريب العسكري، وتسهيل سفريات سرية لأعضاء الحرس الثوري الإيراني عن طريق تجاوز الإجراءات الأمنية العادية وبيانات الطيران.
وأضافت وزارة الخزانة أن شركة "ماهان إير" قامت بنقل الأسلحة والأفراد لـ"حزب الله" والجماعات الإقليمية المسلحة التي تروّج للصراع وعدم الاستقرار الإقليمي.
ومنذ قيام الحرب السورية قامت شركة "ماهان إير" وشركات الطيران التجارية الإيرانية بنقل المقاتلين والعتاد إلى سورية لدعم نظام الأسد. وشددت وزارة الخزانة الأميركية على أن هذا الدعم الإيراني العسكري للأسد أدى إلى تصاعد الفظائع الجماعية في سورية وتشريد الملايين من السوريين في جميع أنحاء المنطقة.
وردّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال شهادة أدلى بها في الكونغرس على أسئلة بشأن المطالب الـ12 التي أعلنها ضمن استراتيجيته لمواجهة إيران. وقال إن "استراتيجيتنا تعتمد على تحقيق توافق عالمي يطالب إيران، ببساطة، بأن تتصرف كأي دولة أخرى، أي بشكل طبيعي". وفي رده أكد أن "كلا من المطالب الـ12 يمكن تحقيقها بسهولة، فنحن نسعى إلى قبول عالمي لها وذلك ما نصر عليه، وعلى إيران التجاوب مع هذه المطالب".
ورفض بومبيو الأفعال الإيرانية التي تدعم الحوثيين المتمردين على الحكومة الشرعية في اليمن، والتي تطلق صواريخ إيرانية الصنع والتمويل على العاصمة السعودية الرياض، وأخبر اللجنة بتفاؤله بعد لقائه وزير الخارجية الألماني هيكو ماس الذي يزور واشنطن وقال: "أوضحت له أن الإيرانيين يطلقون الصواريخ على الرياض، وهناك ألمانيون يعبرون من خلال ذلك المطار، ويجب عليه أن يتفكر في ما إذا قُتل أحدهم وأن الشعب الألماني لن يقبل بذلك، وعليه فيجب على ألمانيا أن تنضمّ إلينا في مطالبتها بإيقاف إرسال الصواريخ".
وقال بومبيو: "حققت إيران تقدمات متواضعة خلال العامين الماضيين في سورية لكنها تقدمات ذات فاعلية أعطتها بعض الأفضلية، فالأسلحة التي نقلتها من خلال سورية لها القدرة على تهديد إسرائيل وغيرها من الدول في المنطقة"، مضيفا أن واشنطن تدرك "ذلك التهديد، ولذلك فإن استرتيجيتي التي طرحتها الإثنين توفر الأبعاد اللازمة الاستجابة لتلك التهديدات".
وبيّن بومبيو أن الدعم الإيراني لمنظمة "حزب الله" أدى إلى توسيع أعمالها إلى خارج الحدود اللبنانية إلى الداخل السوري "تم تمويل (حزب الله) بأموال إيرانية وهي جزء من استراتيجية إيران لشن عمليات إرهابية في جميع أنحاء العالم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر