جدد رئيس المجلس الانتقالي العسكري السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، حرص المجلس على تحقيق انتقال سريع للسلطة بعد الفترة الانتقالية، مشددًا على التواصل مع القوى السياسية للانتقال السلس نحو الديمقراطية، في ظل تهديد قوى الحرية والتغيير، بعصيان مدني ردًا على تعطيل نقل الجيش للسلطة، ومطالبة واشنطن بضرورة الإسراع في نقل السلطة للمدنيين.
وقال البرهان إنه بلغ نائب وزير الخارجية الأميركية حرص الجيش على أمن السودانيين وثورتهم.
وفي وقت سابق، هددت قوى الحرية والتغيير في السودان، الأربعاء، بعصيان مدني ردا على تعطيل نقل الجيش للسلطة.
وذكر مدني عباس مدني، القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير في مؤتمر صحافي بالخرطوم أن "الدعوة والتحضير للعصيان المدني تسير على قدم وساق".
وأكد قادة المعارضة أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد بالانتقال لحكم مدني، مشيرين إلى أنهم سيواصلون التظاهرات والاعتصامات السلمية للوصول إلى أهداف الحراك.
وأعلنت القوى أنه لا يمكن استبدال الإقصاء بالإقصاء، ويجب التحاور مع كل الأطراف، رافضين الانتخابات المبكرة، واصفين ذلك بأنه شرعنة للنظام الجديد.
وأضافت: "نريد وثيقة مشتركة مع المجلس الانتقالي تحافظ على مطالب الثورة، ولا نريد إلغاء التمثيل العسكري في المجلس السيادي".
"الحرية والتغيير" تهدد بعصيان مدني
هددت قوى الحرية والتغيير في السودان، الأربعاء، بعصيان مدني ردًا على تعطيل نقل الجيش للسلطة.
وقال مدني عباس مدني القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير في مؤتمر صحفي بالخرطوم "الدعوة والتحضير للعصيان المدني تسير على قدم وساق".
وأكد قادة المعارضة، أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد بالانتقال لحكم مدني، مشيرين إلى أنهم سيواصلون التظاهرات والاعتصامات السلمية للوصول إلى أهداف الحراك.
وأعلنت القوى أنه لا يمكن استبدال الإقصاء بالإقصاء، ويجب التحاور مع كل الأطراف، رافضين الانتخابات المبكرة، واصفين ذلك بأنه شرعنة للنظام الجديد.
وقالوا "نريد وثيقة مشتركة مع المجلس الانتقالي تحافظ على مطالب الثورة، ولا نريد إلغاء التمثيل العسكري في المجلس السيادي".
وتمسكت قوى الحرية والتغيير بحكومة كفاءات مدنية للخروج من الأزمة سريعا، مشيرين إلى أنه "لا استعداد لدينا لمواصلة المماطلة والأخذ والرد مع المجلس الانتقالي".
وأكدت القوى أن عقلية النظام السابق لا تزال حاضرة.
وقالوا "حددنا نوع التفاوض المقبول وهو الذي يسلم السلطة للمدنيين".
اتهام بتعطيل السير
وواتهم قادة الاحتجاج في السودان في وقت سابق الأربعاء، المجلس العسكري الانتقالي بتعطيل السير في اتجاه نقل السلطة إلى المدنيين، وذلك وسط خلافات مستمرة بين الطرفين على تشكيل مجلس يدير شؤون البلاد.
وقال تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات في بيان إن "السمات العامة لرد المجلس العسكري على وثيقة قوى إعلان الحرية والتغيير تقودنا لاتجاه إطالة أمد التفاوض لا السير في اتجاه الانتقال".
كما اتهم بعض القوى في المجلس بـ"اختطاف الثورة وتعطيلها".
اعتبر رئيس حزب المؤتمر السوداني، عضو قوى الحرية والتغيير عمر الدقير، الأربعاء، أن رد المجلس العسكري على الوثيقة الدستورية التي تقدمت بها قوى الحرية والتغيير، يشير إلى رغبته في تكريس السلطة لمجلس السيادة الذي يطالب فيه بالأغلبية.
وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر أن هذا التوجه يخالف أهم مطالب الثورة، الذي لا تنازل عنه، ألا وهو مدنية السلطة الانتقالية ومن ضمنها حكومة بكامل الصلاحيات لتنفيذ برامج الإصلاح التي توافقت عليها قوى الحرية والتغيير.
يذكر أن المجلس العسكري الانتقالي سلم قوى الحرية والتغيير رده على الوثيقة الدستورية التي قدمتها القوى.
وأعلن خلال مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء في القصر الجمهوري رؤيته للحل خلال الفترة الانتقالية محدداً نقاط الاختلاف والاتفاق مع قوى الحرية والتغيير داعياً إلى اجتماع لمناقشتها.
خطوات تصعيدية منتظرة
في المقابل، أكدت قوى الحرية والتغيير في السودان، ليل الثلاثاء، أن الاجتماع المزمع عقده بين المجلس العسكري وبعض القوى السياسية، الأربعاء، "تسويف ومحاولة لاختطاف الثورة"، بحسب ما أفاد مراسل العربية.
وأفادت في خطاب وجهه أحد ممثليها أمام المعتصمين في مقر القيادة العامة في الخرطوم، أنها ستعتمد خطوات تصعيدية، بحسب ما نشر في حساب تجمع المهنيين السودانيين على فيسبوك.
وأشار متحدث قوى إعلان الحرية والتغيير إلى أن الوثيقة الدستورية لا ينبغي لها أن تحتوي على مصادر التشريع، لأنها ليست إعلانا دستوريا ولا دستورا انتقاليا ولا دائما.
إلى ذلك، اعتبر أن المجلس العسكري يتهرب من نقطة الخلاف الأساسية وهي نسبة التمثيل في المجلس السيادي، التي تطالب قوى الحرية والتغيير أن يكون فيها التمثيل العسكري محدوداً.
المعارضة السودانية تحذر من فض الاعتصام
كشف تجمع المهنيين السودانيين عن محاولات لفض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، عن طريق إغراق ميدان الاعتصام بمياه الصرف الصحي، واتهم المجلس العسكري بالتقاعس عن حمايتهم.
وأعلن التجمع في تغريدات على حسابه الرسمي في "تويتر" عن اعتذار المجلس العسكري عن الرد على الوثيقة الدستورية يوم أمس الأربعاء بحجة عدم الانتهاء من دراستها. واتهم في الوقت نفسه المجلس العسكري بالتهاون وممارسة "الجرجرة".
وأوضح التجمع أنه ينتظر رد العسكري إيجابا أو سلبا للتحرك في خطوة جديدة، وأشار إلى أنه استلم مقترحات من وسطاء يوم الأحد وتجري الآن دراستها للرد عليها، وتابع : "هناك شخصيات قومية اقترحت مجلسين عسكري ومدني برئاسة رئيس المجلس العسكري البرهان، كما اقترحت تبعية القضاء للمجلس التنفيذي أي أنه غير مستقل".
وأكد التجمع بأنه وحلفاءه يدرسون كل المقترحات لكنهم متمسكون بإعلان الحرية والتغيير .
وفي الأثناء أعلن التجمع في بيان أمس، عن محاولات يومية لفض الاعتصام متهما بلدية الخرطوم بالتقصير في هذا الأمر.
ونقلت صحيفة الانتباهة عن تجمع المهنيين السودانيين أن المجلس العسكري يمارس الجرجرة في التفاوض ويراهن على شهر رمضان الكريم لإنهاء الاعتصامات، التصعيد مهم لكن استخدامه بحكمة وفي زمنه أهم".
نفت بلدية الخرطوم صلتها بإغلاق محطات الصرف الصحي وتسببها في إغراق ميدان الاعتصام بالمياه حول القيادة العامة في محاولة لفض الاعتصام.
وأعلنت صحيفة "الراكوبة"، أن بلدية الخرطوم نفت أي علاقة لها بمحطات وشبكات الصرف الصحي بإدارة أو تشغيل باعتبارها تتبع لوزارة مختصة وهيئة مشرفة على تشغيلها.
واشنطن تطالب بالإسراع في تسليم السلطة للمدنيين
طالب جون سوليفان نائب وزير الخارجية الأمريكي، المجلس العسكري الانتقالي في السودان بالإسراع في تسليم السلطة لإدارة مدنية، ودعا المجلس للتوصل لاتفاق يحقق إرادة الشعب السوداني.
وأعرب سوليفان أمس الأربعاء، عن دعم بلاده لتطلعات الشعب السوداني لمستقبل حر وديمقراطي. وتطلعها إلى احترام المجلس العسكري الانتقالي لحقوق الإنسان، والسماح بالتظاهر السلمي وحرية التعبير.
وأكد وقوف بلاده ودعمها لجهود تحقيق الاستقرار السياسي في السودان، ودعا للعمل لتجاوز الخلافات بين جميع الأطراف السياسية، وأعرب عن اهتمامه ومتابعته اللصيقة للشأن السوداني. وعن تقدير بلاده لما تم في السودان، وتطلعه لزيارته قريبا.
وتناول القائم بأعمال السفير الأمريكي في السودان إفطار رمضان وسط الشباب المعتصمين أمام قيادة الجيش في الخرطوم منذ السادس من أبريل الماضي.
وكانت قوى الحرية والتغيير قد أعلنت تعليق التفاوض مع المجلس العسكري واتهمته بالمماطلة في تسليم السلطة للمدنيين. وأكمل اعتصام الثوار أمام قيادة الجيش يومه العشرين.
وأدت الاحتجاجات في السودان منذ منتصف ديسمبر الماضي لإسقاط نظام عمر البشير الذي حكم البلاد لثلاثين عاماً، وعزله الجيش يوم 11 أبريل، وتولى وزير دفاعه عوض بن عوف رئاسة المجلس العسكري الانتقالي، وتخلى عنها يوم 12 من نفس الشهر، وتولى بعد ذلك عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس.
وأكد البرهان تواصل المجلس مع القوى السياسية للانتقال السلس نحو الديمقراطية، بعد انقضاء الفترة الانتقالية.
وأشار إلى أن المجلس يرى ألا تتجاوز الفترة الانتقالية عامين، وأوضح لنائب وزير الخارجية الأمريكي أن "دور القوات المسلحة هو تعزيز الأمن ودعم خيارات الشعب وثورته السلمية".
وقـــــــــد يـهمك أيـــضًأ :
مسؤولة أميركية تكشف تأييد واشنطن "المطالبة الشرعية" بحكومة مدنية في السودان
اتفاق بين المجلس العسكري والمعارضة على تشكيل لجنة لمعالجة الخلافات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر