عدن- حسام الخرباش
تشهد الجبهات الحدودية بين اليمن والسعودية مواجهات عنيفة وتصعيدًا عسكريًا بلغ أعلى مستوياته في الأونة الأخيرة .ونفذ الجيش اليمني حملة عسكرية على الحوثيين في صعدة الحدودية معقل الحوثيين. وأندلعت معارك عنيفة بين الجيش اليمني والحوثيين في جبهات البقع الحدودية التابعة لمحافظة صعدة. وخاض الجيش اليمني معارك مع الحوثيين وأحرز تقدمًا عسكريًا وسيطر على التبة الحمراء، بالبقع وسط غارات عنيفة شنها التحالف لدعم تقدم قوات الجيش اليمني .وذكر مصدر بالجيش اليمني أن قوات الجيش سيطرت على التبة الحمراء بالبقع وسط معارك عنيفة تدور منذ أيام حيث قدم التحالف دعم جوي للقوات الحكومية وتكبدت قوات الحوثيين خسائر كبيرة .
وكثف طيران التحالف من قصفه على مواقع الحوثيين في صعدة واستهدف التحالف مواقع للحوثيين في باقم ومناطق البقع والمليل والامارة بمديرية كتاف وقصف بـ 6 غارات مواقع في مديرية الظاهر. كما دمر التحالف جسر النمصة بمنطقة الجعملة بمديرية مجز وقصف بسلسلة من الغارات مواقع حدودية للحوثيين ،إضافة إلى قصف مروحيات الأباتشي لمواقع للحوثيين في البقع.
وتشهد محافظة صعدة الحدودية، شمال اليمن، ومعقل حركة الحوثيين عمليات عسكرية واسعة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016 ، وحقق الجيش اليمني بإسناد من قوات التحالف تقدّمًا كبيرًا في جبهات صعدة في ديسمبر/كانون الأول 2016، ونفذت وحدات عسكرية بقيادة اللواء الخامس "حرس حدود" بإسناد من المقاومة الشعبية وقوات التحالف عملية عسكرية نوعية باتجاه مديرية باقم المحاذية لإمارة ظهران السعودية، تمكنت خلالها من تحرير منفذ علب الحدودي والذي يبعد عن مدينة صعدة ما يقارب 150 كم، وبذلك أصبحت المنافذ البرية بين اليمن والمملكة ضمن سلطة الجيش الحكومي.
وفي الحدود السعودية، أوضح مصدر موالي للحوثيين أن قواتهم أطلقت صاروخ "زلزال" على الجيش السعودي في الرمضة واستهدفت مواقع للجيش السعودي في الطوال والكرس والحثيرة بجازان الحدودية .كما هاجمت قواتهم الربوعة في عسير وعدد من المواقع بنجران بينها الفواز ومنفذ الطوال والسديس.
وأكد مصدر في القوات السعودية أن القوات صدت هجمات مكثفة للحوثيين في الربوعة بعسير وقرى حدودية في جازان من بينها والحثيرة والخفاقة وحامضة .ووفقاً للمصدر فأن مروحيات الاباتشي قصفت مجاميع تابعة للحوثيين في الحثيرة ومناطق مجاورة لها بأكثر من 100 غارة كما قصفت مروحيات الاباتشي بأكثر من 20 صاروخ عناصر تابعة للحوثيين في قرى الخفاقة وحامضة .وحسب المصدر فإن المدفعية السعودية قصفت بشكل مكثف مواقع وعناصر للحوثيين حاولت التسلل للاراضي السعودية .
وقال المحلل العسكري صلاح نعمان بأن العمليات العسكرية بصعدة مهمة للغاية كونها مركز الحوثيين ومحطتهم لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش السعودي واستئناف العمليات العسكرية بصعدة سيخفف من هجمات الحوثيين على الحدود السعودية وبحال سيطر الجيش على أجزاء واسعة من صعدة سيكون بمثابة ضرب معقل الأفعى، مؤكّدًا أن دخول الجيش إلى صعدة يعني توجيه الضربة القاضية لحركة الحوثيين التي ستتعرض لأبشع هزيمة في معقلها الرئيسي وأكثر منطقة تمتلك فيها أنصار بالرغم أن الكثير من أبناء صعدة يكرهون الحوثيين ولكن لا يستطيعون معارضتهم خوفاً على حياتهم وأملاكهم.
وأشار نعمان إلى أنه ينبغي ضرب الحوثيين في معقلهم صعدة في حال سيطر الجيش بشكل كامل على صعدة سيمثّل هزيمة كاملة للحوثيين ويجبرهم على الاستسلام والرضوخ للحلول السياسية ويضعف نفوذهم بشكل كبير ويضعفهم على المدى الطويل ولن يكونوا قادرين على شن حروب لفترة طويلة من الزمن كون قوتهم تكمل في صعدة إضافة إلى معسكراتهم ومعقل زعيمهم ومصانع الألغام.
واعتبر نعمان أن توقف العمليات العسكرية بصعدة خلال الفترة الماضية كان سببه ضغوط دولية على التحالف ،منوهاً بأن الرئيس اليمني السابق علي صالح قد تحدث في لقاء متلفز سابق بانه خلال حربه مع الحوثيين في صعدة في فترة رئاسته كان سيحرك قوات النخبة لمحاربة الحوثيين ودحرهم لكن أمريكا ضغطت عليه ورفضت تحريك قوات النخبة ومن الممكن ان تكون ذات الضغوط تمارس على السعودية لوقف العمليات البرية للجيش اليمني في صعدة، ووفقاً لنعمان فإنّه على السعودية إدراك أن حدودها ستظل مهدده والحوثيين أقوياء في صعدة حتى بعد الحل السياسي المرتقب باليمن واستمرار سيطرة الحوثيين على صعدة يشكل خطرًا على السعودية وعلى اليمن كونها مخزن سلاح هائل وفيها مصانع الغام ومعسكرات تدريبية للحوثيين والقوى العظمى التي تضغط لعدم اقتحام صعدة تريد أن تجعل الحوثيين مصدر تهديد للسعودية واليمن مستقبلاً وتريد ان يستعيد الحوثي قوته ويستمر بحشد عسكري في معسكراته في صعدة.
وأوضح نعمان أنه يجب على السعودية تأهيل وتدريب 7 ألوية من القوات اليمنية بشكل جيد وإمدادهم بمختلف أنواع الأسلحة واختيار قيادات محنكة لهذه الألوية لا تساوم سياسياً بالمعارك ولا تستثمرها وتوفير غطاء مروحيات الأباتشي للعمليات وإمكانيات مكافحة الألغام كون صعدة ذات تضاريس معقدة وقوات الحوثيين تستغل هذه التضاريس لتعزيز الدفاع وتعتمد على الألغام والقنص والعبوات الناسفة التي تفجر عن بعد كاستراتيجيات دفاعية وهي تعطي نتائج وتسبب خسائر ويمكن بذات الوقت وضع خطط وتوفير إمكانيات لتفادي اكبر قدر من الخسائر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر