لندن _ ماريا طبراني
نسبت صحيفة بريطانية بارزة الى الرئيس السوري بشار قوله إن تحالفًا سريًا يجري التأسيس له مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني من أجل تحويل سورية في المرحلة المقبلة إلى امبراطورية تؤمن لقطر منفذًا لغازها على الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.
وكشفت صحيفة الاندبندت التي نشرت التقرير بناء على معلومات استقتها من صحافيين سوريين التقاهم الرئيس الأسد قبل أيام، قولهم إن التحالف القطري السوري يحظى بمباركة ايرانية وروسية في آن معًا.وقال روبرت فيسك الصحافي البريطاني المخضرم والمعروف بعلاقاته الوطيدة مع سورية وقادتها منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد ، إن بشار الأسد أبلغ مستمعيه أن العلاقات مع الدوحة وأمير قطر في أوجها منذ استئنافها بعد فترة من الانقطاع وعودة القنوات المفتوحة الى سابق عهدها، ووصف فيسك التطورات الجديدة بأنها تحقيق لاحلام عابرة تأمل كل من ايران وروسيا لمشاركة قطر هذه الطلة على المتوسط.
لبنان وسورية يتبادلان الأدوار
وأضاف فيسك "افترضنا في عام 2006 أن إيران ترسل أسلحة إلى حزب الله عبر البحر المتوسط، على الرغم من أن الكل يعرف أن إيران تقع شرق لبنان وأن الأسلحة الإيرانية التي تصل إليها تأتي عبر سورية، لأنها أيضًا تقع شرق لبنان، وتلعب سورية الآن دور الحرب الأهلية التي لعبتها لبنان بين عامي 1975 و1990، مع الروس والأميركيين والإيرانيين وحزب الله والعراقيين والمليشيات الأفغانية وتنظيم داعش وجبهة النصرة والأكراد والأتراك، وأيضًا العم"توم" الذي سيتفاجئ القراء أنه يلعب أدوارًا مختلفة في سورية.
وأشار فيسك "عقد الرئيس السوري بشار الأسد، منذ بضعة أيام اجتماعا خاصا مع الصحافيين السوريين في دمشق، وأبلغهم أن العلاقات السورية القطرية قد أستؤنفت على مستوى منخفض ومتواضع، لم يكونوا تحت أي ظروف ليقتبسوا منه ذلك، أو لا يعطون مصداقية رئاسية للقصة، ولكنهم استطاعوا ذكر ذلك بشكل عابر، مشددين على أن هذا ليس استئناف للعلاقات، ولكن مجرد الحفاظ على الاتصال بين دولتين، ورغم ذلك فإن القصة مثيرة للاهتمام."
قطر تتدخل لإنقاذ راهبات سوريات
وأوضح فيسك "منذ عدة أعوام، تم إطلاق سراح عدد من الراهبات في سورية من أيدي خاطفيهم، وكان ذلك نتيجة العمل المشترك ما بين الأسد، والأمير القطري، والجنرال عباس إبراهيم، عميد بالمخابرات اللبنانية، وعبرت الراهبات عن امتنانهن لكل من الأسد وأمير قطر، في الوقت الذي ظهرت بعض الشائعات عن دفع قطر أموال طائلة مقابل الإفراج عن الراهبات، مما يجعلهن أغلى الراهبات ثمنًا في العالم."
ويقول فيسك إنه "عند الحديث عن قطر نجد أنها دولة غنية بالفعل بسبب ما تمتلكه من بترول وغاز سائل وكذلك قناة الجزيرة التلفزيونية، ولكنها منعزلة الآن، تدعو ألا تغزوها السعودية أو الإمارات قريبًا، فهي شبه جزيرة صغيرة للغاية بها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، ولكن يحتقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه، وقد تكون عائلتها الحاكمة أمراء وأباطرة ولكن بدون إمبراطورية ليحكموها."
ماذا لو أنقذت قطر سورية!!
ويتسائل فيسك "إذا كانت قطر ستنقذ سورية عندما تنتهي الحرب، من خلال ثروتها الضخمة القادرة على إعادة إعمار سورية، فسيكون لدى قطر إمبراطورية لحكامها، لا يعني ذلك أن قطر ستمتلك سورية فالأمر بيعد عن ذلك، لأن سورية ستحارب لوقف ذلك، ولكن هل سيكون لها إمبراطوررية في منطقة الشرق الأوسط كما نقول النفوذ الكبير، سيكون لديها السلطة والقوة على ساحل البحر المتوسط، والتي لا تمتلكها حتى السعودية"، مضيفًا "هل سيكون ما نراه الآن بداية لهذا مستقبلًا؟ أي حل يتضمن الجانب السوري ستكون روسيا بالطبع مشتركة به، وقد يشمل الإيرانيون أيضًا ولكن بطريقة هامشية، والشائعات التي تقول إن الإيرانيين يسيطرون على سورية ما هي إلا خرافة أو أسطورة يكررها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فطوال تنقلاتي لم أر إيرانيًا واحدًا على الخطوط الأمامية السورية لمدة تصل إلى أكثر من عام، وسيلعب حزب الله وبالطبع الجيش السوري، دورًا حيويًا في بناء سورية، فإذا بقي الأسد في سلطته ستستمر قوة الجيش السوري."
إسرائيل تخشى الجيش السوري
ولفت المحلل السياسي "أظهر التلفزيون السوري الجنود والدبابات والشاحنات السورية متجهة إلى الجنوب للمعركة النهائية في الغوطة الشرقية، والمفترض أن الهدف كان تخويف باقي المتطرفين، ولكن الهدف الحقيقي كان مختلفًا بعض الشيء، حيث أراد الجيش أن يعرف مدى سرعة نقل 25 ألف جندي من حلب في الشمال إلى دمشق في الجنوب، حيث استغرق الأمر 48 ساعة فقط، واتضح أن الجيش ليس فقط حارب على مدار سبعة أعوام وظل صامدًا، ولكنه جيش قابل للحركة أيضًا، مما يذكرنا بنقطة أخرى تزعج سورية."
وأبرز فيسك "توجد مجموعة متنوعة من المليشيات بعضهم من الذين لديهم علاقات جيدة مع إسرائيل، على طول الحدود السورية الإسرائيلية في الجولان، ونُقل بعض جرحاهم إلى المستشفيات الإسرائيلية، ولم يقصفهم الإسرائيليون أبدًا، فهم يقصفون السوريين والإيرانيين وحزب الله فقط"، واختتم بقوله "ماذا لو انتهت الحرب، ماذا سيفعل الإسرائيليون في المنطقة الواقعة تحت الجولان مباشرة؟ هل سيتركون الأسد يستولي عليها مرة أخرى؟ أم يحاولون إنشاء منطقة سورية مماثلة للمنطقة التي احتلها إسرائيل من جنوب لبنان في الفترة من 1982 حتى 2000؟، وبعبارة أخرى، هل ستحاول إسرائيل الاستيلاء على بعض الأراضي السورية في أعقاب الحرب، وتزعم أنه كان من الضروري القيام بذلك من أجل إبعاد الإيرانيين، عن الحدود الإسرائيلية، ربما تريد إسرائيل ذلك ولكن قادة جيش الاحتلال لا يرغبون في مواجهة أكثر الجيوش قساو في الشرق الأوسط، وهو الجيش السوري".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر