عدن- صالح المنصوب
أربك قرار إقالة محافظ عدن في اليمن، عيدروس الزبيدي، على الرغم من ترحيبه به، المشهد في عدن والضالع، حيث يمتلك الزبيدي فيهما حاضنة شعبية كبيرة، فالعاصمة المؤقتة، عدن، شهدت حالة من التوتر وسط التأييد والمعارضة لقرار تعيين محافظ جديد، وإقالة وزير الدولة ومسؤول الحزام الأمني لعدن، هاني بن بريك .
وكشف مصادر عن وقوع اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، بين مسلحين ونقطة أمنية في المنصورة. وأشارت إلى وجود انتشار أمني كبير في عدن، وخاصة بجانب مطار عدن الدولي والخط البحري، حيث انتشرت المدرعات في الطرق وشُددت إجراءات التفتيش، عقب إعلان إحباط محاولة انتحاريين تفجير نفسيهما في أحد المعسكرات في المنصورة .
وفي الوقت الذي أيد فيه الكثيرون هذا القرار، وقالوا إنه جاء عقب أداء إداري ضعيف للمحافظ الزبيدي خلال الفترة التي تولى فيها منصبه، أكد معارضو هذا القرار أنه غير مبرر، ويمثل استهدافًا لشخص المحافظ، مبينين أنه حُرم من كل إمكانيات الدعم الحكومي .
ودعا نشطاء محليون إلى الاحتجاج على هذا القرار، فيما رحب آخرون، مؤكدين ضرورة منح الفرصة للمحافظ الجديد ليمارس دوره على الأرض . وعبّر القيادي الشاب بسام المفلحي عن موقفه من قرار عزل اللواء عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، قائلاً: "لست ضد أن يحصل صاحب الخلق الرفيع والخبرات العلمية والعملية الكبيرة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالحميد المفلحي، على تعيين في مثل هذا الموقع المهم، بل إنه يستحق ما هو أعلى مقامًا ومسؤولية من ذلك، لكنني، ومعي السواد الأعظم من أبناء الجنوب، نرفض إقالة القائد عيدروس من منصبه كمحافظ للعاصمة المؤقتة، فإبعاد اللواء عيدروس يعني محاولة بائسة لإبعاد الجنوبيون عن قضيتهم، وإصرار من القوى التي لطالما نصبت العداء للجنوب وقضيته للنيل من رمزية مشروعة الوطني" .
وأضاف المفلحي: "لو كان الأخ الرئيس، عبد ربه منصور هادي، حريصًا على عدن والجنوب، بل وعلى اليمن عامة، لكان وضع الشيخ عبد العزيز المفلحي في المكان المناسب الذي يفترض يكون فيه خصوصًا في هذه المرحلة، وهو رئيس الحكومة، ولو كان الرئيس حريصًا على المفلحي نفسه لما اختار يوم 27 أبريل / نيسان ليكون يوم إصدار قرار تعيينه"، حيث يمثل هذا التاريخ ذكرى إعلان الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، الحرب على الجنوب في 1994. واختتم حديثه قائلاً: "لن يصح إلا الصحيح، وكما تعلمنا من تجارب التاريخ أن إرادة الشعوب لا تقهر".
وقادت مواقع حزب "الإصلاح" الاخبارية حملة جديدة طالت الإمارات، بعد إقالة محافظ عدن، حيث نشرت عناوين منها: "هادي يقص أجنحة الامارات في عدن"، و"الإطاحة برجل الإمارات هاني بن بريك". ورجحت مصادر أن حزب "الإصلاح" يعد للوصول إلى السلطة من جديد، ويسعى إلى إبعاد خصومه مهما كلفه ذلك من ثمن، بعد أن تم تمكينه من مؤسسة الجيش.
وفي الضالع، معقل محافظ عدن ، أغلق محتجون غاضبون الطريق العام الرابط بين صنعاء وعدن، بالأحجار والتراب، ومنعوا مرور القاطرات احتجاجًا على إقالة عيدروس الزبيدي. وقال المحتجون إن هذا القرار يعد مؤامرة عليهم وأنهم ضد قرارات الرئيس هادي بتغيير عيدروس وبن بريك .
وأوضح المتظاهرون أنهم سيستمرون في الاحتجاج وقطع الطريق، بسبب حالة الغضب التي تشهدها محافظة الضالع نتيجة إصدار هذا القرار. وقال القيادي طاهر العقلة: "قطعنا الخط المتجه إلى عدن لإعلان ثورة تصحيحة، وما يحصل هو مؤامرة من علي عبد الله صالح وجماعته على الجنوب، الذي لن يسمح بذلك وسيضحى من أجل الثورة".
واضاف العقلة: "عيدروس شخصية وطنية ومناسبة، ولن يقبل بهذا القرار، وسيعارضه بشده كما يعارضه أبناء الجنوب".
ويذكر أن الرئيس هادي اتخذ قرارات بإقالة محافظ عدن والوزير بن بريك، وخمسة وزراء آخرين، الخميس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر