آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

بعد مساعدة قوات الرئيس السابق معمر القذافي خلال أحداث الثورة الأخيرة

المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين منطقتي مصراتة وتاورغاء

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين منطقتي مصراتة وتاورغاء

حكومة الوفاق الوطني الليبية
طرابلس - فاطمة السعداوي

فشل القادة والمسؤولون في ليبيا، في وقف مشاعر العداوة بين مدينتي تاورغاء ومصراتة ولا في إزالة الرغبة في الثأر بينهما، فرغم مرور 7 سنوات على أحداث الثورة الليبية، تستمر مدينة مصراتة في منع آلاف الأشخاص المهجرين من العودة إلى بيوتهم، انتقاماً لوقوف مدينتهم في صف معمر القذافي خلال أحداث الثورة الليبية، وتاورغاء هي المدينة الوحيدة التي تقع على الساحل الليبي ويتسم سكانها بسواد البشرة. وبدأت المدينة بترميم وتأهيل نفسها هذه الأيام لاستقبال أهاليها، بعد أن تعرضت للحرق والدمار من قبل ثوّار مدينة مصراتة، غير أن هذه الأخيرة ما زالت تفرض عليها عقابا جماعيا، والتهمة "مساندة كتائب نظام القذافي ضد مدينة مصراتة".

ورغم البدء في تطبيق الخطة التي تقودها حكومة الوفاق الوطني والتي توصلت إليها بعد مفاوضات طويلة مع مسؤولي مدينة مصراتة، والتي تقضي ببدء عودة سكان تاورغاء إلى مدينتهم بدءا من مطلع الشهر الحالي، يبدو أن أهالي مصراتة غير مستعدين لنسيان الماضي ولعقد مصالحة مع التاورغيين والمضي بحياتهم معا إلى المستقبل، ولم تمض الأمور على ما يرام خلال عودة أهالي تاورغاء، فاعترضت جماعات مسلّحة من مدينة مصراتة موالية لحومة الوفاق، طريقهم وسدّت منافذ العبور إلى البلدة. وتطالب جهات في مصراتة بتأجيل عودتهم إلى حين تحقيق المصالحة، وتسليم المطلوبين للعدالة واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة والتهيئة العمرانية والتعويضات.

ويعتبر منصف الشويهدي، الناشط في جماعة محلية بمصراتة، أنه "من الصعب على العائلات في المدينة التي تضررت من الحرب ودفعت ثمنا باهظا بفقدان أبنائها ومصادر عيشها، أن تسمح بعودة التاورغيين أو تقبل العفو عنهم بكل بساطة ودون محاكمة"، وأوضح أنّ "لقد وضعت تاورغاء اليد في اليد مع نظام معمر القذافي ضد أناس كانوا خير جيران لهم، وانضم الشباب إلى كتائبه وقاموا بمهاجمة المدينة وتدميرها وقتل وجرح الآلاف من سكانها الأبرياء وسرقة محلاتها التجارية، هناك إجماع داخلي على نفيهم بعيدا عنّا، لأنهم ليسوا محل ترحيب، الأمر ليس بسيطا مثلما يتصوره البعض".

وبدأت معاناة أهالي تاورغاء منذ شباط/فبراير 2011 تاريخ اندلاع الثورة الليبية، عندما اتخذت كتائب القذافي من مدينتهم منطقة عسكرية للهجوم على مدينة مصراتة، عندها قام عدد من شبابها بالانضمام إلى هذه الكتائب ومساندتها ضد ثوار مصراتة، واستمرت الحرب بين المدينتين إلى غاية أغسطس/آب 2011، عندما نجحت قوات مصراتة في هزيمة كتائب القذافي ودخلت إلى مدينة تاورغاء، وقامت بطرد سكانها وتدمير المدينة وحرق المنازل عقابا لهم على وقوفهم جنبا إلى جنب مع القذافي وتسببّهم في قتل المئات من المصراتيين.

ونزح ما يقدر بنحو 40 ألف شخص عن البلدة الواقعة على بعد 38 كيلومترا جنوبي مدينة مصراتة الساحلية، وتوزعوا للسكن في عدة مخيمات بعدد من المدن على أطراف العاصمة طرابلس، وفي مدينة بنغازي في الشرق، أو مشتتين في أنحاء البلاد في ظروف مأساوية، لكن عبدالله بن عمران، من مدينة تاورغاء ومقيم بتونس، يقول إن مدينته "مظلومة"، ويستحضر كيف تم التغرير بسكانها خلال اندلاع الثورة من قبل كتائب القذافي، بدعوى أن "بقاءهم مرتبط ببقائه، وبأن مصراتة ستقوم بترحيلهم إلى إفريقيا والاستيلاء على أراضيهم لأنهم مواطنون سود"، وأضاف أنه بالنظر إلى أن القذافي ساعد سكان مدينة تاورغاء على الاستقرار بالمدينة، وأقام لهم عدة مشاريع سكنية ووفر لهم مصادر دخل ومنحهم أراضي، فإن هذا الأمر "شجّع العديد منهم للانضمام إليه ردا للجميل ودفاعا عن مصالحهم".

وأضاف بن عمران، أن مصراتة لا ترغب بعودة أهالي تاورغاء بسبب "الحقد الذي تحمله تجاههم، ورغبة سكان مصراتة في الاستحواذ على مدينة تاورغاء وأراضيها التي تحولت على امتداد السنوات الماضية إلى معسكرات تدريب بين مختلف ميليشيات مدينة مصراتة"، مضيفاً أنه لا يجب أن يتم معاقبة مدينة بشكل جماعي، بسبب ميول البعض السياسية"، وفي ظل هذا الواقع، لا تزال عشرات العائلات من نازحي بلدة تاورغاء عالقة في العراء بين المناطق التي عادت منها وبلدتهم وبالتحديد في منطقتي "بوابة العشرين" شرق سرت و"قرارة القطف" غرب بني وليد.

واعتبر مقرر شؤون النازحين والمهجرين بالبرلمان صالح فحيمة في تصريح لـ"العربية.نت" أنه "يجب على كل الليبيين تحمل مسؤوليتهم في مؤازرة أهالي نازحي تاورغاء في استيفاء حقهم المشروع بالعودة إلى ديارهم، وذلك بعد أن عجزت السلطة التي أعطت الوعود في الوفاء بوعودها والتزاماتها تجاه تاورغاء"، وعبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان لها عن "عميق أسفها إزاء منع أبناء تاورغاء وعائلاتهم من العودة لمنازلهم"، مندّدة بـ"التهديدات التي طالتهم أثناء محاولتهم العودة". كما انتقدت بشدة "محاولات ابتزازهم مالياً للسماح لهم بالعودة الآمنة إلى ديارهم".

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين منطقتي مصراتة وتاورغاء المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين منطقتي مصراتة وتاورغاء



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen