عدن- صالح المنصوب
يستمر الاحتقان والتصعيد الإعلامي بين طرفي الانقلاب، وبدأ يظهر إلى العلن، ويستغرب مراقبون أن تأتي الاتهامات والانتقادات من القيادات العليا، فما أن وجه زعيم الحوثيين كلمته إلا واتى الرد من صالح، واليوم يأتي الرد من المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام، فجر الاثنين، على خطاب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وأبدى صالح في خطاب الأحد، استعداد حزبه فك التحالف مع الجماعة. وقال عبدالسلام على صفحته الشخصية في موقع التواصل "فيسبوك"، إن تصريحات صالح، تشويه بحق أنصار الله، وهي نتاج توجيهات مباشرة تصل من غرف عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، يندرج ضمن توزيع الأدوار فقط. ويتهم الحوثيون تحركات حزب صالح الأخيرة، بأنها إيعاز من دول التحالف التي تخوض مع القوات الحكومية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من جهة، حرباً ضد الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، منذ مارس/آذار 2015.
وقال عبدالسلام موجهاً حديثه إلى صالح وهذا وحده كافٍ للدلالة على أن وقوفك ضد الشراكة خيار وقرار، وليس نتاج إشكالية قانونية أو دستورية. وأضاف عبدالسلام، إن حزب المؤتمر، قضى على مفهوم الدولة، وحولها إلى ممتلكات حزبية، وهدد بفتح ملفات الفساد لصالح وقيادات حزبه. ومنذ الأسبوع الماضي، بدأ التصعيد بين الطرفين مع اعتزام حزب صالح تنظيم مهرجان في 24 أغسطس/آب الجاري، في صنعاء، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الحوثيين الذين يحكمون قبضتهم على العاصمة اليمنية منذ العام 2014. أما الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا فقد وجه انتقادات حادة الى جماعة الحوثي المتحالفة معهم، وسرد مجموعة من أسباب تصاعد التوتر الحالي بين الحليفين.
واستعرض الزوكا في لقاء بقيادات حزبه بصنعاء، يوم الأحد، مجموعة من نقاط الخلاف مع جماعة الحوثي منذ بداية عاصفة الحزم مطلع العام 2015 وحتى تداعيات مهرجان السبعين الذي سيقام بعد أيام احتفاء بذكرى تأسيسه الخامسة والثلاثين. وكشف الزوكا عن سر زيارة الرئيس السابق صالح والقيادي الحوثي صالح الصماد إلى مسقط رأس الأول في سنحان جنوب صنعاء قبل نحو شهرين، وقال إنها أتت بعد أن ضغط الحوثيون على "صالح" وتخاذله في رفد الجبهات بمقاتلين، مشيرا إلى أن صالح خرج إلى سنحان ليسلم الصماد 3 الآف مقاتل من أصل 40 ألفاً ألزموه بحشدهم إلى الجبهات. وذكر الصماد أن جماعة الحوثي لم تسمح بدخول مقاتلي المؤتمر الذين حشدهم صالح في سنحان الى جبهات القتال حتى اليوم.
وتابع الصما ان الحقائب الوزارية التي يديرها المؤتمر تسلم إيراداتها إلى البنك المركزي، ولا نعلم بعد ذلك الى أين تذهب، ولم تسَلم مرتبات الناس رغم توفر الأموال، وتتحكم بها جماعة الحوثي. كما تطرق الزوكا إلى أن اللجنة الثورية، والمشرفين التابعين لها ما زالوا يتحكمون في سير عمل الحكومة ولهم الكلمة الفصل في قبول التعيينات أو رفضها ويمنعون وزراء حزبه من دخول وزاراتهم متى ما أرادوا.
وقال إن من بين القضايا الخلافية، رفض الحوثيين تعيين قائد للحرس الجمهوري، وإصرار الحوثيين على تجنيد مقاتلين جُدد، ورفضهم استدعاء العسكريين السابقين الذي يتبع أغلبهم صالح ومقربيه. وأشار إلى أن الحوثيين يعملون على تعديل المناهج بأجندة طائفية ستسبب فتنة في المستقبل، وكذلك حولوا الإعلام الذي يتبع حكومة الإنقاذ إلى اعلام خاص بالجماعة. ويعتقد الحوثيون أن صالح يهدف من وراء مهرجان السبعين إلى إنجاز صفقة خاصة مع دول التحالف.
وواصل زعيم الجماعة في خطاب متلفز، السبت، أن جماعته تتعرض لطعنات في الظهر وابتزاز سياسي من شركائها. ويتبادل الحوثيون ومؤتمر صالح الاتهامات بشأن الإخفاق في إدارة المحافظات التي يسطرون عليها، ومنع تسليم مرتبات الموظفين منذ قرابة العام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر