استمرَّت الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محور حي جوبر عند أطراف العاصمة دمشق لجهة الشرق، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية. وترافق مع قصف الفصائل الإسلامية لتمركزات القوات الحكومية في محيط الحي، وقصف من قبل القوات السورية على مناطق في الحي. وكانت الطائرات الحربية استهدفت الحي صباح اليوم السبت بسبع غارات طالت مناطق في الحي الواقع بشرق العاصمة دمشق، وهو آخر حي تسيطر عليه الفصائل في شرق المدينة.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية نفذت منذ صباح اليوم ما لا يقل عن 17 غارة استهدفت الحي، بالتزامن مع قصف بنحو 7 قذائف مدفعية وصاروخية طالت أماكن في جوبر، ليرتفع إلى 27 على الأقل عدد الغارات التي استهدفت الحي خلال الـ 24 ساعة الفائتة، بالإضافة لقصف بنحو 20 قذيفة مدفعية وصاروخية وقصف بستة صواريخ يرجح أنها من نوع أرض – أرض، وذلك في إطار التصعيد المستمر على الحي لليوم الثاني على التوالي.
وهذه الغارات على شرق دمشق، ترافقت مع 3 غارات نفذتها الطائرات الحربية على بلدة عين ترما في غوطة دمشق الشرقية، المحاذية لحي جوبر، فيما رجحت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا التصعيد يأتي كتمهيد، لتنفيذ القوات الحكومية عملية عسكرية تتحضر لها، لإنهاء تواجد الفصائل المقاتلة والإسلامية” في شرق العاصمة دمشق، عبر التقدم في حي جوبر، وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية. وهذا التصعيد الذي بدأ يوم أمس بعد 52 يوماً من الهدوء، يعد هذا أول تصعيد من نوعه منذ انتهاء عملية التهجير وخروج آخر دفعة من الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق في الـ 29 من أيار / مايو الجاري، إضافة الى مجيء التصعيد هذا، بعد هدوء تخللته استهدافات محدودة من قبل قبل القوات الحكومية لحي جوبر خلال الـ 52 يوماً، في حين نشر المرصد السوري في الـ 29 من أيار / مايو الجاري أن القافلة الأخيرة من مهجَّري حي برزة استكملت خروجها، وغادرت الحافلات الحي الدمشقي الواقع في شرق لعاصمة، متجهة نحو وجهتها في الشمال السوري، لتنتهي بذلك عملية تهجير قاطني حي برزة من مقاتلين ومدنيين، على أن يجري “تسوية أوضاع” من تبقى في الحي، وضمت القافلة مئات المقاتلين مع عوائلهم والمدنيين الرافضين لـ “التسوية مع النظام”، حيث استعادت القوات الحكومية بذلك سيطرتها على أحياء العاصمة الشرقية باستثناء جوبر، كما نشر المرصد سابقاً أن حي جوبر يشهد منذ الـ 24 من نيسان / أبريل الفائت هدوءاً حذراً تخللها جولتان من القصف الجوي والمدفعي، الذي طال الحي الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، والذي شهد في الثلث الأخير من شهر آذار / مارس معارك عنيفة إثر هجوم لهيئة "تحرير الشام" و"فيلق الرحمن" وفصائل أخرى في أطراف الحي نحو داخل العاصمة، ووصلت الاشتباكات إلى كراجات العباسيين والمناطق الواقعة بين حي جوبر ومنطقة العباسيين وكراجاتها، وتمكنت الفصائل من تحقيق تقدم واسع في كتل ومباني ومعامل ومصانع في المنطقة الصناعية الواقعة في شمال حي جوبر في القسم الفاصل بينها وبين منطقة القابون الصناعية، قبل أن تعاود القوات الحكومية التقدم فيها بهجمات معاكسة، مستعينة بغطاء من الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية العنيفة والمكثفة، ومستعيدة السيطرة على كامل ما خسرته من مناطق، وقضى وقتل خلال هذه الاشتباكات نحو 200 عنصر ومقاتل من القوات الحكومية والفصائل.
أما في محافظة ريف دمشق، فقد استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محور الريحان وحزرما في الغوطة الشرقية، في محاولة من القوات الحكومية للتقدم في المنطقة.
شريط مصور للمرصد السوري لحقوق الإنسان يرصد القصف المتجدد للطائرات الحربية على حي جوبر بشرق العاصمة دمشق .
وفي محافظة القنيطرة، دارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور الصمدانية الشرقية، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين. ومحافظة دير الزور، تواصل أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها في مدينة دير الزور وريفها، نتيجة القصف من قبل طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت روسية أم أنها تابعة للجيش السوري، على مدينة دير الزور وريفها الشرقي، حيث ارتفع إلى 16 على الأقل بينهم 8 أطفال و 4 مواطنات، عدد الشهداء المدنيين، الذين قضوا ووثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 24 ساعة الفائتة، هم 11 مواطناً بينهم 5 أطفال دون سن الثامن عشر و3 مواطنات، استشهدوا في غارات استهدفت مناطق في بلدتي حطلة ومراط بريف دير الزور الشرقي، و5 بينهم سيدة و3 من أطفالها، استشهدوا في غارات استهدفت مناطق في حي الكنامات في مدينة دير الزور، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، بينما تسبب القصف بدمار وأضرار في ممتلكات مواطنين
وألقى الطيران المروحي ما لا يقل عن 4 براميل متفجرة على مناطق في درعا البلد في مدينة درعا، ما أدى لأضرار مادية، ترافق مع تنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في درعا البلد، عقبها قصف لالقوات الحكومية على مناطق في المدينة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. واستُشهدت طفلة وسقط عدد من الجرحى، إثر قصف القوات الحكومية، لمناطق في قرية الحمبوشية بريف إدلب الغربي.
صور للمرصد السوري لحقوق الإنسان ترصد وتوثق الدمار الناجم عن القصف خلال الأسابيع والأشهر الفائتة، من قبل القوات الحكومية والطائرات الحربية والمروحية على مدينة جسر الشغور وأطرافها بالريف الغربي لإدلب
وارتفع إلى 24 بينهم 3 مقاتلين عدد الذين انضموا يوم أمس الجمعة إلى قافلة شهداء الثورة السورية. ففي محافظة دير الزور استشهد 16 مواطناً هم 11 مواطناً بينهم 8 أطفال و3 مواطنات استشهدوا في قصف للطائرات الحربية على مناطق في بلدتي حطلة ومراط، و5 مواطنين بينهم سيدة و3 من أطفالها استشهدوا في غارات للطيران الحربي على حي الكنامات بمدينة دير الزور، وسيدة استشهدت جراء إصابتها في قصف من قبل تنظيم "داعش" على مناطق في حي هرابش الذي تسيطر عليه القوات الحكومية بمدينة دير الزور
وفي محافظة حماة استشهد 3 أشخاص بينهم مقاتلان اثنان من الفصائل قضيا جراء انفجار ألغام وفي اشتباكات سابقة مع القوات الحكومية بريف حماة، ورجل استشهد في غارات استهدفت مناطق سيطرة تنظيم "داعش" بريف حماة. وفي محافظة درعا استشهد مواطنان اثنان بينهم مقاتل من الفصائل استشهد جراء إصابته خلال اشتباكات مع القوات الحكومية وقصف بدرعا البلد، ورجل استشهد جراء إصابته في قصف لالقوات الحكومية على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا
وفي محافظة إدلب استشهد مواطنان اثنان جراء انفجار استهدف قيادياً سعودياً في هيئة تحرير الشام عند مسجد أبي ذر الغفاري في مدينة إدلب. وفي محافظة الرقة استشهد رجل إثر انفجار لغم أرضي به كان قد زرعه تنظيم "داعش" في وقت سابق بأطراف جعيدين كما ارتفع إلى 117 على الأقل عدد المدنيين السوريين الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهادهم في مدينة الرقة، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017 وحتى فجر اليوم الـ 17 من الشهر ذاته، ومن ضمن المجموع العام للشهداء ما لا يقل عن 25 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و21 مواطنة فوق سن الـ 18.
كما استهدفت طائرة بدون طيار رجلاً بعد خروجه من مسجد الهادي في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، والواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، حيث جرى الاستهداف عقب صلاة العصر، ما أسفر عن استشهاده.
كما اغتال مسلحون مجهولون قيادياً في الفرقة الساحلية الأولى بإطلاق النار عليه في محيط بلدة بداما بريف جسر الشغور الغربي، ثم قاموا بسرقة سيارته. كما قتل ما لا يقل عن 142 عنصراً من تنظيم "داعش" بينهم قياديين محليين وقادة مجموعات في قصف لطائرات التحالف الدولي وقصف مدفعي واشتباكات مع قوات عملية "غضب الفرات"، و10 من عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع تنظيم "داعش" واشتباكات مع الفصائل.
وقتل ما لا يقل عن 12 مقاتلاً من تنظيم "داعش" من جنسيات غير سورية مصرعهم، وذلك في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف على مناطق تواجدهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر