عدن- صالح المنصوب
اكد الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس الحكومة الشرعية اليمنية, أن حكومته تبحث عن يمن متصالح مع محيطه العربي والخليجي على وجه الخصوص. وقال في كلمته خلال حفل فني وخطابي نظمته وزارة الثقافة والسلطة المحلية في عدن بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير عدن، إن "المليشيات الانقلابية ما تزال تفرض الحرب وترفض الانصياع لصوت العقل وداعي السلام"، مجددًا "اتهام إيران بمد الانقلابيين بالدعم لممارسة الإجرام في حق الوطن، وتدمير النسيج الاجتماعي فيه."
ودعا رئيس الحكومة، الانقلابيين، إلى العودة إلى رشدهم، والانصياع للحلول السلمية وفقا للمرجعيات المتفق عليها. وقال رئيس الوزراء خلال كلمته نحتاج إلى مزيد من الحوار، وسنبحث في إطار المراجع الثلاث، فمشكلتنا هي مشكلة اليمن لا تفرض الحلول السياسية بالقوة وليست هناك حلولاً سياسية مطروحة خارج هذا النطاق، سوف نحترم الإرادات أياً كانت طالما يجري التعبير عنها سلمياً. كما خاطب رئيس الوزراء الحوثي وصالح بالقول نقولها للحوثيين وصالح ها قد انقلبتم على الجمهورية والوحدة في صيغتها الاتحادية الجديدة العادلة التي توافقنا حولها في مؤتمر الحوار الوطني، أنتم لم تشنوا الحرب على تعز وعلى عدن إلا أنكم أدركتم أن مؤتمر الحوار الوطني قد وضع حداً للنفوذ والهيمنة والنهب، جربتم التدمير والعنف والقتل، فما خلفت حربكم سوى الخراب والدمار، كنتم طامعين في حكم الأرض والشعب، فلم تتمكنوا من الأرض ولن تحكموا الشعب ، فالشعب الذي ذاق طعم الحرية وعرف طريق الديموقراطية بهديٍ من ثورتيه العظيمتين سبتمبر وأكتوبر لم يعد قاصراً ولا جاهلاً ولا خانعاً ولا تابعاً، فثوبوا لرشدكم، واحقنوا الدماء، ولا تنتظروا حلولاً للأزمة والحرب خارج نطاق المرجعيات المتفق عليها، لم تعد تعز كما عرفتموها من قبل، وعدن وتعز تقاومان وتقفان سداً منيعاً في وجه طموحاتكم، هل تدركون أن من يقاتلون في مأرب يأتي معظمهم من عمران وذمار وصعدة وحجة و المحويت ، أليست هذه رسالة عميقة أن اليمني واليمن قد تغيرا عما كانا عليه.
واكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر علينا أن نبحث عن يمن جديد متوافق ومتصالح مع نفسه، يحمي حقوق الفقير قبل الغني، والضعيف قبل القوي يمن يحمي حقوق الأفراد قبل الجماعات يحمي الفرد كإنسان، يمن متوافق ومتصالح مع محيطه العربي والخليجي على وجه التحديد، والقومي في العموم وتذكروا أن روابط القربى واللغة والثقافة والجغرافيا والتاريخ المشترك هي التي تقرر مصيرنا، ولم تكن يوماً أيران سوى جار بعيد مختلف عنا في هذه كلها . وأشار بن دغر إلى الأمور لن تعود الأمور كما كانت عليه، قبل مارس ٢٠١٥، أو كما كانت عليه بعد 1994، لكننا لن نستطيع صناعة حلول بمفردنا، وفي الأفق لا أرى حلاً سياسياً مقبولاً على المستوى الوطني غير الدولة الاتحادية، الكفيلة بالتوزيع العادل للسلطة والثروة.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء انه قد مضى عامان على التحرير، ولازالت الحرب مستمرة، ولازال العدو يرفض الانصياع لصوت العقل، ويأبى القبول لداعي السلام، تمده أيران وبعض الدول بأسباب الرفض، ويمنحه بعض اليمنيين الذين استمرؤا عبوديتهم الدعم والبقاء، لقد دمر الحوثيون وصالح اليمن، من يمر اليوم بأحياء عدن يهوله ما يراه من تدمير لحق ببيوت أهلها، ومؤسساتها ومرافقها الحيوية، وبنيتها التحية، التي استغرق بناؤها عقوداً من الزمن، وكانت ثروة لا تقدر بثمن.
وتابع بن دغر بالقول: لقد "أجرم الحوثيون وصالح في حق الوطن، لكن الجريمة الأكبر ارتكبت في حق المجتمع، لقد دمروا النسيج الاجتماعي لوطن موحد، فالجماهير التي خرجت تهتف باسم الوحدة في مايو العظيم وترفع عالياً اسم اليمن الواحد لم تعد اليوم كذلك، لقد شوهوا الوحدة، فغدت في حد ذاتها معضلة، لم تعد قابلة للاستمرار إلا في صيغة اتحادية جديدة، وضعنا أسسها في مؤتمر الحوار الوطني، وغدت مشروعاً لعبدربه منصور هادي ومشروعاً لمن يرى عزة الأمة في اتحادها، يرفض التقسيم والتقزيم والتجزئة، ولنا في الإمارات العربية المتحدة مثابة وعبرة لقد صنعت الاتحادية في الإمارات حضارة جديدة لم تخطر ببال أكثر المنجمين كذباً ولا أكثر الفلاسفة عقلاً . وختم متسائلاً : هل نتعظ؟، وهل يساعدنا الأهل على أن نتعظ؟
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر