حذّرت منظمة "أنقذوا الأطفال"، من أن المجاعة تهدد مليون طفل إضافي في اليمن؛ بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسط استئناف هجوم قوات الحكومة الشرعية والتحالف العربي على مدينة الحديدة الساحلية. وأكّدت المنظمة الإنسانية البريطانيّة غير حكومية ، في تقرير لها أنّ الهجوم على الحديدة، سيزيد عدد الأطفال المهدّدين بالمجاعة في اليمن إلى 5,2 مليون طفل، وأن "أي اضطراب في إمدادات الغذاء والوقود التي تمر عبر الحديدة يمكن أن يسبب مجاعة على نطاق غير مسبوق" في اليمن. وحذّرت المنظمة من أن أي انقطاع في الإمدادات "يمكن أن يعرض حياة مئات الآلاف من الأطفال للخطر الفوري وملايين آخرين للمجاعة".
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة هيلي ثورننغ شميدت في التقرير:"قمت بزيارة أحد المستشفيات شمال اليمن، وكان الأطفال ضعفاء لدرجة أنهم لم يقووا على البكاء وأجسادهم كانت منهكة بسبب الجوع".
وحذّرت من أن "هذه الحرب تهدّد بقتل جيل بأكمله من الأطفال اليمنيين الذين يواجهون أخطارًا متعددة من القنابل إلى الجوع إلى أمراض مثل الكوليرا".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في اليمن، قد أكدت أنّ الحرب التي تشهدها البلاد والنزوح الناجم عنها، أدى إلى إغلاق قرابة 2000 مدرسة، أي بنسبة 12 في المائة من جميع مدارس التعليم الأساسي والثانوي. مشيرة إلى أن 3.7 ملايين طفل في اليمن قد باتوا خارج المدارس بسبب الظروف المعيشية وعدم تسلم أولياء أمورهم المرتبات لمدة عامين.
ويعيش معظم اليمنيين على وجبة طعام واحدة، في ظل استمرار الحرب التي اندلعت مطلع العام 2015، بين الحكومة الشرعية،المدعومة بالتحالف العربي، من جهة ومسلحي جماعة الحوثيين، من جهة أخرى.
في محافظة الحديدة غربي اليمن، نزحت أكثر من 76 ألف أسرة منذ يونيو/حزيران الماضي، بسبب المعارك الدائرة هناك، بحسب منظمة الأمم المتحدة، واعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، بالتعاون مع الشركاء في الجانب الإنساني، نزوح 76 ألفا و512 أسرة من محافظة الحديدة، حتى يوم أمس الأول الثلاثاء.
وتعيش أسرة محمد محسن ثلاثة أيام على اوراق الاشجار لسد جوعهم بعدما فشلت الأسرة من تجاوز المعارك في منطقة كيلو16 في محافظة الحديدة.
يقول محمد ,هربت أنا وزوجتي وأولادي من جحيم المعارك ، خوفًا من الموت لكننا لم ننجو من الجوع والعطش".
وتابع "منذ أسبوع ولا أزال اتنقل من منطقة إلى أخرى بحثًا عن الطعام والشراب، لي ولأطفالي ".
قائلًا "أكلنا اوراق الشجر حتى طفلي الذي لازال في الثانية من عمرة"يقول محمد مضيفا " كدنا نموت جوعًا وعطشًا ".
وأردف متسائلًا " متى ستنتهي الحرب ، متى سنعود إلى منازلنا؟ سئمنا الحياة لقد تمنيت الموت على أن أظل عاجزًا عن توفير الأمن والغذاء لأطفالي وأراهم يبكون أمامي".
ارتفاع الاسعار
ويقف مصطفى الضهابي عاجزًا أمام توفير علبة الحليب لطفله عبدالرحمن، ذو الثلاثة أشهر، بسبب ارتفاع الأسعار.
يقول الضهابي" كنت اشتري العلبة الحليب ب1200ريال لاتزن سوى 800غرام ، و اليوم تجاوزت ال2000ريال في ظل ارتفاع الدولار".
وتابع " سعر الحبة الحليب السائل 200 ريال فيما كانت قبل أشهر 120 ريالًا ، واصبحت عاجزًا عن شرائها".
وتابع مصطفى الذي يعمل في أحد الحملات التجارية، " لا أجني سوى 1000ريال في اليوم، ولم تعد كافية للمصروفات اليومية، وبالكاد اشتري القوت الضروري لي ولأسرتي".
واردف " كل شيئ مرتفع لم يعد ما اجنيه يكفي لشراء احتياجات الاسرة والطفل، ولم اجد عمل غير ذلك".
وارتفعت أسعار العملات الأجنبية، أمام الريال اليمني، ثلاثة أضعاف على ما كانت عليه قبل الحرب، حيث وصل الدولار الأميركس الواحد، إلى 630ريال ، ما ألقى بظلاله على الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد، وارتفعت أسعار المواد الغذائية، إلى أكثر من 300%.
غياب المنظمات الحقوقية
قال الناشط الحقوقي اليمني، محمد خالد إن غياب المنظمات الإنسانية الدولية، والمحلية، ساهم في تردي أوضاع الطفل في البلاد".
وأشار أن البلاد تعيش حالة من التخلف والجهل في حقوق الإطفال ، بالإضافة إلى أن أغلب الاسر، لاتعرف كيف تغذي أطفالها، او تريبهم".
وأوضح "أن بعض الأسر تنجب في كل عام طفل بحيث أنها لاتستطيع توفير الطعام المناسب لكل الأطفال، بالإضافة الى الرعاية الصحية ".
كيلو ونصف
لاتزن سارة علي سوى ذات الثلاثة أشهر سوى كيلوغرام ونصف، بسبب عدم حصولها على الكمية المناسبة من الحليب الممزوج مع الماء".
وتعطيها والدتها ملعقة حليب واحدة ممزوجة مع 30ملي من الماء، ثلاث مرات في اليوم، لكي تتمكن من توفير العلبة الحليب لفترة أطول.
وتقول الدكتورة التي تعالج سارة ،إن الطفلة أصبحت ضعيفة جدًا بسبب عدم اعطائها أسرتها الحليب بشكل منتظم.
وتابعت الدكتورة التي فضلّت عدم البوح عن اسمها، يجب مزج ثلاث ملاعق من الحليب مع 30ملي من الماء، لكي ينمو الطفل بشكل طبيعي"
واردفت " من المفترض أن يكون وزنها 5كيلوغرام ، بالمقارنة مع عمرها.
ويواجه الكثير ,الأخطار في ظل تفشي كبير للاوبئة والامراض، وتوسع دائرة المعارك بين القوات الحكومية، والحوثيين في مختلف المناطق اليمنية ، التي اودت بحياة المئات من الأطفال ، خلال الاعوام الماضية.
وفي الوقت الذي انهارت المنظومة الغذائية انهارت معها المنظومة الصحية، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بالأمراض، وسط مراكز صحية وانعدام الأدوية والمواد الصحية ".
وأكّد الناشط الإنساني إبراهيم القادري ، أن الأطفال في اليمن، يواجهون مخاطر كبيرة ، ستؤثر عليهم في المستقبل القريب".
وأوضح أن البلاد سيدفع ثمن المعانانة التي يتكبدها الأطفال في الوقت الراهن".
وأشار أن انهيار المنظومة التعليمية والصحية والاجتماعية، وتفشي ثقافة الفقر والجوع والقتل ، والسرقة، ستنشئ جيلًا يحتاج عشرات السنين لصناعته من جديد.
انتحار جائع
وأقدم طفل في الثالثة عشر من العمر على الانتحار في محافظة آب وسط اليمن،، بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه الأسرة، وقالت مصادر محلية لـ" العرب اليوم " الطفل أحمد ,أقدم على شنق نفسه في غرفة في منزل والده، في مدينة يريم ,مؤكدين أن الأسرة تعاني من ظروف معيشية صعبة غاية في التعقيد. وارتفعت أعداد حالات الانتحار مؤخرًا في محافظة إب بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية بفعل الحرب والانقلاب".
ويواجه اليمن واحدة من أعمق الأزمات الإنسانية في العالم حيث يحتاج 22.2 مليون شخص إلى مساعدات منقذة للحياة ، بما في ذلك الغذاء والماء الآمن والدعم الغذائي والرعاية الطبية الأساسية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر