تعرّض موكب نائب رئيس الحكومة اليمنية عبدالعزيز جباري، وعدد من الوزراء، اليوم الأربعاء، لإطلاق نار من قِبل مسلحي جماعة الحوثي وحلفائهم من قوات صالح، بين محافظتي تعز ولحج، بحسب مصدر عسكري. وذكر فدرين طه، وهو المتحدث باسم المقاومة الموالية للحكومة في لحج، أن موكب الوفد الحكومي تعرض لإطلاق نار من قِبل مسلحي جماعة الحوثي، وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على الطريق الرابط بين المحافظتين.
وأضاف أن الموكب الحكومي تحرك من منطقة التربة عند الساعة العاشرة صباحًا، وفي طريق هيجة العبد الرابطة بين التربة (تعز) والمقاطرة (لحج)، أطلق الحوثيون المتمركزون في تلة الأكبوش، النيران بشكل مكثف على الموكب. وتابع: لكن القوات العسكرية والحراسة التابعة للموكب تصدت للهجوم، في الوقت الذي واصل الموكب طريقه إلى عدن.
وقال طه إن الوفد يضم نائب رئيس الحكومة ووزراء آخرين، وقائد محور تعز اللواء خالد فاضل، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين وعسكريين، كانوا في طريقهم من مدينة تعز إلى العاصمة المؤقتة عدن. ولفت المتحدث باسم المقاومة إلى أن الهجوم لم يسفر عن أي إصابات، وأن الموكب وصل قصر “المعاشيق” في عدن.
واليوم الأربعاء، دارت معارك عنيفة على الجبهة الحدودية اليمنية السعودية جنوبي منطقة نجران المتاخمة لمحافظة صعدة، وفي محيط مركز الخوبة في منطقة جازان الساحلية على البحر الأحمر جنوبي غرب المملكة العربية السعودية. وأعلنت القوات الحكومية اليمنية تحقيق مكاسب ميدانية جديدة في منطقة “اليتمة “عند المثلث الحدودي الاستراتيجي مع السعودية ومحافظتي الجوف وصعدة.
وأفادت مصادر ميدانية بمقتل 8 جنود من القوات الحكومية بغارة جوية خاطئة لمقاتلة التحالف في مديرية باقم شمالي محافظة صعدة على الحدود مع منطقة عسير السعودية. كما قتل 3 مدنيين على الأقل بينهم عامل سوري الجنسية، واصيب 8 آخرين بغارة جوية يقول الحوثيون إنها استهدفت ثلاجة للمنتجات الزراعية في مديرية مجز غربي محافظة صعدة.
كما تحدث الحوثيون عن مقتل 6 أشخاص من أسرة واحدة بغارة جوية غربي محافظة الجوف شمالي شرق البلاد. وتبنى الحوثيون هجمات برية وقصف مدفعي وصاروخي على مواقع حدودية في جازان ونجران، فيما ردت القوات البرية السعودية بالقصف على مواقع مفترضة للحوثيين في مديرية منبه الحدودية غربي محافظة صعدة.
وشنت مقاتلات التحالف أكثر من 32 غارة جوية خلال الساعات الأخيرة في محافظتي صعدة وحجة عند الشريط الحدودي مع السعودية. وتحدثت مصادر إعلامية متطابقة من طرفي الاحتراب بسقوط قتلى وجرحى من الجانبين بمعارك ضارية في مديريتي صرواح غربي محافظة مارب ، ومديرية عسيلان شمالي غرب محافظة شبوة المجاورة .
وأعلن الحوثيون مقتل 23 عنصرًا من القوات الحكومية بعمليات قنص متفرقة في جبهات مأرب والجوف خلال 48 ساعة الماضية. وقتل مدنيان على الأقل بسقوط قذائف من مواقع الحوثيين على حي سكني غربي مدينة تعز، حسب ما ذكرت مصادر إعلامية موالية للحكومة.
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا رجل دين يمني بارز في مدينة عدن جنوبي غرب البلاد، في حادث هو الثالث من نوعه خلال أسبوع .
وقالت مصادر محلية، إن مسلحين مجهولين أطلقوا وابلا من الرصاص على الأمين العام المساعد لرابطة علماء ودعاة عدن الشيخ فهد اليونسي، عند خروجه من منزله في حي المنصورة شمالي شرق مدينة عدن لاداء صلاة الفجر. وأكدت المصادر أن اليونسي وهو عضو الهيئة الادارية لجمعية الحكمة اليمنية، وإمام وخطيب جامع المنصورة، توفي على الفور، قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار.
وتأتي هذه العملية بعد نحو أسبوع من مقتل إمام وخطيب مسجد زايد بمدينة عدن الشيخ ياسين العدني بانفجار عبوة ناسفة بسيارته في العاشر من الشهر الجاري، وأقل من ثلاثة أيام من مقتل نجل القيادي البارز في الحراك الجنوبي بجاش الاغبري باقتحام منزله من قبل مسلحين مجهولين، في مشهد يعيد إلى الاذهان موجة الاغتيالات التي طالت قيادات عسكرية وسياسية ودينية عقب استعادة المدينة الجنوبية الساحلية على البحر العربي من الحوثيين وقوات الرئيس السابق منتصف 2015.
من جهة ثانية، قالت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونيسف" اليوم الأربعاء، إن مليوني طفل يمني منقطعون عن الدراسة، في الوقت الذي يهدد العنف 4.5 مليون طفل من التعليم في هذا الموسم الدراسي. وأفاد بيان صادر عن خِيرْت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه بعد أكثر من عامين ونصف من تجدّد النزاع في اليمن، يوضع موضوع تعليم 4.5 مليون طفل مرّة أخرى على المحكّ، ممّا يضيف صعوبة أخرى إلى قائمة طويلة من المصاعب المريرة التي يتحملها الأطفال.
وأضاف إن ثلاثة أرباع المدرسين لم يتلقوا رواتبهم منذ ما يقرب من عام كامل، فقد أدى العنف إلى إغلاق واحدة من كل عشر مدارس في مختلف أنحاء البلاد. وتابع أنه منذ تمّوز 2017، تمّ تدمير 1600 مدرسة بشكل جزئيّ أو كلّي، واستخدمت 170 مدرسة لأغراض عسكرية أو كمأوىً للعائلات النازحة. ما يقدر عدده بـ2 مليون طفل هم منقطعون عن المدرسة. وأشار إلى أن المدارس تفتح أبوابها عادة في الأول من سبتمبر، لكنّ بداية العام الدراسي قد تأجّلت عدة مرات إلى جانب وجود نقص كبير في الكتب المدرسية والمواد المدرسيّة الأخرى. ولفت إلى أن أزمة الرواتب دفعت المدرسين لاتخاذ تدابير قاسية جدّاً للبقاء على قيد الحياة.
وأورد البيان تفاصيل حول "تعرّض حسن غالب، وهو مدرّس عمل على مدى العشرين عاماً الماضية في مهنة التعليم وهو المعيل الوحيد لعائلته المكونة من أربعة أفراد، للطّرد من منزله مع أطفاله. اضطّر حسن أن يبيع ما تبقّى من أثاث بيته لكي يطعم أفراد عائلته ويعالج شقيقته المريضة". ووفق البيان فإن الجهود الإنسانية الجارية لا تتعدّى كونها نقطة في محيط المعاناة التي يعيشها اليمن.
وطالبت اليونيسف بوقف الحرب، وقالت: "لقد آن الأوان لأن يضع أطراف النزاع رفاه الأطفال في المرتبة الأولى. وتدعو جميع الأطراف في جميع أنحاء اليمن إلى حماية المدارس والتوقف عن استخدامها في القتال، وإلى العمل معاً لإيجاد حلّ عاجل لأزمة الرواتب كي يتمكن الأطفال من التعلّم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر