في الآونة الأخيرة انتشر السلاح في معظم المناطق اليمنية بشكل كبير , وأصبح في متناول الجميع حتى الاطفال , وفي كل منزل تجد اكثر من قطعة سلاح بمختلف أنواعه , حتى المدن الرئيسية التي كانت مزارًا للمدينة والتحضر , غابت فيها تلك الثقافة واستبدلت بثقافة حمل السلاح. وكان السلاح سابقاٌ محصور على السلطات وبالذات المتوسط والثقيل , وبعض المناطق الريفية .
اما اليوم فقد أصبح السلاح منشراً بشكل كبير , حتى في وسط عواصم المدن تجده محمولاً على اكتاف الجميع, والبعض أصبح يمتلك اطقمًا وسلاحًا متوسطًا ولدية مجاميع مسلحة ,وسجون خاصة لمن يعارض توجهه, واصبح نتيجة انتشاره لا تفرق بين المسلحين ورجال الأمن.
في الاسواق يباع السلاح في دكاكين, امام مرأى الجميع من الخفيف والمتوسط, وتوسع بشكل اكثر من السابق.
ويرى مراقبون ان حمل السلاح سبب مشاكل جمة، وعاد بالويلات على العديد من الأسر اليمنية, بسبب حدوث قضايا صغيرة لا يتم فيها تحكيم العقل يحضر السلاح , وينتهي بسقوط ضحايا, واصبحت لغة الرصاص الحل لدى الكثير . واوضح الناشط وضاح الخوبري ان الحرب في اليمن , واجتياح المليشيا الحوثية المدن , وغياب القانون والسلطات الامنية , وفر تربة خصبة لتزايد حمل السلاح , وان الاطراف الحزبية ساعدت على انتشاره من خلال , الحشد والتجييش الى جبهات الصراع .
واضاف الخوبري ان الوضع القائم اصبح لا يطاق , فالغالبية العظمى في المدن والاسواق يحملون السلاح , وبسبب تجد المشاكل اليومية والضحايا يسقطون , من ابسط المشاكل , فالكل اصبح جاهز للعنف.
ويؤكد محللون ان السلاح اصبح مشكلة , وانه لا حل سوى بالتوعية , ونشر ثقافة السلام , والحوار وتغليب منطق العقل والحكمة بدلاً من جعل الرصاص هو البديل والحل في القضايا. يقول منصور محمد ضابط في الشرطة انه لم يمر يوم في المدن او القرى اليمنية الا وتسمع عن قتل بين بعض الأسر والقبائل اليمنية , واحيانا بين الاشخاص ويسقط قتلى وجرحى.
واضاف ان رجل الامن اصبح ضعيفاً ولم يستطع القيام في الدور المطلوب , لأن المواطن اصبح يمتلك سلاح اكبر من سلطات الأمن وامكانياته تفوق الأمن, حتى ان المليشيا تضعف الأمن وتحل بديلاً له, حتى ان دور رجال الأمن هامشي.
وكشف منصور ان الوضع الأمني هش وانتشار السلاح مشكلة في ظل غياب القانون , واصبح كل شخص يتجاهل الأمن ويسعى للاقتصاص لنفسة.
ضحايا وجرحى يسقطون نتيجة رصاص مسلحين يشتبكون وسط الأسوق , هذا ما حدث لأحد مدراء البنوك, يقول شمسان انه ذهب الى السوق لشراء مستلزمات الاسرة , وفجئه جرت اشتباكات بين مسلحين , ليجد نفسة مصاباً بطلق ناري , تم نقلة على اثرة الى احدى المشافى لأجراء عملية ولازآل في المستشفى.
شمسان مثل غيرة يسقطون برصاص مسلحين , حديثهم ولغتهم وثقافتهم هي الرصاص, واصبح المواطن يشعر بالخوف ,عندما يمر في الاسواق , ولا تعرف من هو المتهم في ظل تعدد المسلحين.
وفي المدن لم يعد يفرق بين رجل الأمن والمسلحين, وحمل السلاح اصبح على اكتاف الجميع , حتى الأطفال دون سن الثامنة عشرة يحملون السلاح , فالسلاح خطر يهدد السلم الاجتماعي في اليمن , ويجر البلاد الى وضع قاتم ان لم تكن هناك حلول. هذا ما يراه ناشطون .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر