صنعاء ـ خالد عبدالواحد
حكم حزب علي عبدالله صالح أو الحزب العائلي "حزب المؤتمر الشعبي العام" اليمن 33 عامًا ويعتبر أكبر حزب سياسي في البلاد بسبب الشعبية الكبيرة التي امتاز بها مؤسسه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، والذي تزعمه حتى مقتله مع الأمين العام للحزب عارف الزوكا في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2017 على يد حلفائه في الحرب مع جماعة الحوثيين بعد أن أعلن الانتفاضة ضدهم.
وشنت مليشيات الحوثيين حملة تصفيات وأسر بحق أكثر من 5000 قيادي في حزب صالح الذين يؤثرون على المجتمع ولازالت عمليات التصفيات تجري حتى اليوم، خوفًا من أي انتفاضات شعبية قادمة. وعقب مقتل صالح تقسم الحزب بين مصدق ومكذب ولازال حتى الان مشتت بين موالي للشرعية واخر للحوثيين ومنهم لازال منتظر ان يعود نجل صالح(احمد علي صالح )لقيادة الحزب.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي نائبا لصالح في الرئاسة وقيادة حزب المؤتمر. وتولى رئاسة اليمن خلفا لصالح عقب ثورة 2011 بينما لازال صالح زعيما للحزب وهادي نائبا له وعقب الخلافات التي دارت بين هادي وصالح في العام 2013 ترك هادي الحزب وزادت الانشقاقات بين الشخصين وانتهت بدعم صالح للحوثيين للانقلاب على هادي وفراره الى عدن.
ويعيش اليوم الحزب بين خيارين أمامه أما الولاء للمليشيات الحوثية الايرانية او العودة الى حضن الشرعية المتمثلة بهادي ومن هنا ينقسم الحزب.
بعد خروج هادي الى الرياض وشن حربا برية وجوية مسنودا بقوات التحالف العربي، على الحوثيين لاستعادة بسط نفوذ الدولة على اليمن والذي اسفر عن مقتل اكثر من 10الاف شخص ينتمي غالبيتهم لحزب المؤتمر شريك الحوثيين.
واعتبر الحزب الحرب التي شنتها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية لاستعادة السيطرة الاراضي اليمنية ، عدوانا سافرا على اليمن . وانضمت الكثير من القيادات الى الحكومة الشرعية، عقب اندلاع الحرب لكن ظلت قيادته رافضة لحكومة هادي ولم يتحلحل الحزب. وكشفت مصادر في حزب المؤتمر أن مشاورات يجريها سلطان البركاني الامين المساعد للحزب لتنصيب الرئيس هادي زعيما للحزب خلفا لصالح.
ويرى الكاتب الصحفي نجم الدين النهمي ان هذه الخطوة جيدة لاعادة هيكلة الحزب وحفظه من التشتت بين الحوثيين والضياع بين الأحزاب الأخرى، واشار النهمي الى أن أمام هادي صعوبات كبيرة في لم شمل حزب الموتمر الذي أضحى مقسمًا، ويكن الكثير من القيادات ومنتسبي الحزب العداء لهادي بسبب قيادته للحرب الدائرة في البلاد فبماذا سيقنع هادي هؤلاء الأطراف في العودة للحكومة الشرعية وهل سيقبلون تنصيبه قائدًا عليهم?
وقال فيصل القاسم الكاتب الصحفي العربي إن الحزب لن يعود بسبب ولائه العائلي. وأشار القاسم إلى أن الأحزاب العربية التي لا تكن الولاء للوطن مصيرها الضياع. وأضاف في تغريدة له على "تويتر" متسائلا : لماذا انتهى حزب البعث العراقي بانتهاء رئيسه صدام حسين، ولماذا انتهى حزب المؤتمر اليمني باغتيال زعيمه علي عبدالله صالح... لماذا لم يستطع العرب ان يشكلوا احزاباً حقيقية بدل أحزاب طوطمية مرتبطة بهذا الزعيم أو ذاك؟
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر