دعت الحكومة اليمنية، الجمعة 25 يونيو/حزيران، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى إعادة النظر في أسلوب التعاطي مع ميليشيات الحوثي الإرهابية، محذرة من أن شرعنة المليشيات والإقرار بالعنف كطريق للوصول إلى السلطة يحفز التنظيمات الإرهابية.جاء ذلك في تغريدات عبر “تويتر” لوزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، تعليقا على تصريح المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينج .
وقال الإرياني، إن “التراخي الدولي في التعامل مع مليشيا الحوثي، وتجاهل تصعيدها العسكري الواسع في مأرب، وجرائمها وانتهاكاتها اليومية بحق المدنيين، واعتداءاتها على دول الجوار، وتهديد خطوط الملاحة؛ اعتقاد خاطئ بإمكانية دفعها للانخراط في جهود التهدئة وجلب السلام لليمن والمنطقة”.
وأوضح أن مليشيا الحوثي تعتبر المقاربة الدولية وقرار الإدارة الأمريكية برفعها من قائمة الإرهاب؛ تشجيعا لسلوكها العدواني، وضوء أخضر لتصعيد عملياتها العسكرية (…) الأمر الذي ضاعف الخسائر البشرية بين المدنيين وفاقم المأساة الانسانية في اليمن.
وقال وزير الإعلام إن “هذه المقاربة تؤكد جهل المجتمع الدولي بحقيقة وتاريخ مليشيا الحوثي وارتباطها العضوي بالحرس الثوري، وارتهانها كأداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية”.
وأكد أن ممارساتها لا تختلف عن التنظيمات الإرهابية، وأن الطريق الوحيد لإجبارها على إنهاء الحرب والرضوخ للسلام هو عبر تكثيف الضغوط السياسية والعسكرية.
وتابع: “الأحداث والتجارب التي خاضها الشعب اليمني مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ نشأتها أثبتت أن عقيدتها ونهجها قائم على القتل والدمار”.
ولفت، إلى أن ميليشيا الحوثي غير مؤهلة للعب أي دور في بناء السلام، ولا تفهم إلا لغة القوة، وكذا عدم اكتراثها بدعوات وجهود التهدئة، ولا بالمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين.
وأشار إلى أن ملايين اليمنيين القابعين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي والذين يتعرضون للتنكيل والقمع بشكل يومي، ينتظرون قيام المجتمع الدولي بدوره للخلاص من هذه المليشيا الإرهابية.
وحذر من مخاطر شرعنة المليشيات والإقرار بالعنف والقوة المسلحة كطريق وآلية للوصول للسلطة، وتحقيق مكاسب سياسية، باعتبارها تحفيز للتنظيمات الإرهابية لمحاولة فرض أمر واقع على الأرض.
كما اعتبر الإرياني، أن ذلك مؤشرا على عجز المجتمع الدولي عن القيام بمسئولياته في تنفيذ القرارات الدولية وحماية الأمن والسلم الدوليين.
ودعا الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لإعادة النظر في أسلوب التعاطي مع مليشيا الحوثي، وتبني نهج الضغط السياسي والعسكري، وتصنيفها ضمن قوائم الارهاب، ومحاكمة قياداتها كمجرمي حرب، ودفعها للانخراط بجدية في جهود التهدئة و‘حلال السلام، ووضع حد للمعاناة الانسانية المتفاقمة لليمنيين.
تعليق رئاسي
الى ذلك، أكد مستشار رئيس الجمهورية الدكتور عبد الملك المخلافي، أن مزاعم الاعتراف بالحوثي طرفًا شرعيًا، مجرد وهْم، ولن يحل مشكلة اليمن، وأن الحوثي سيبقي غير شرعي.
وقال المخلافي في تغريدة على “تويتر”، ان “الاعتراف بالحوثي طرفًا “شرعيًا” كما قيل لا يقدم ولا يؤخر في توصيف انقلابه الذي سيبقى غير شرعي”. وفق تعبيره.
وأشار إلى أن هذا التوصيف للحوثي “لن يحل المشكلة اليمنية؛ لكنه يرضى أوهام الحوثي ومن يقدمه للعالم، ويدخل من أعلن هذا الاعتراف في دوامة إمكانية جلب الحوثي الى السلام، والتخلي عن الانقلاب، وهو ما سيتبين سريعًا أنه مجرد وهْم”.
وأمس الخميس، نشرت وسائل اعلام محلية ودولية أبرزها وكالة فرانس برس وقناة الجزيرة، للمبعوث الأمريكي تصريحات غير دقيقة، حيث نسبت له القول ان الولايات المتحدة تعترف بهم كطرف شرعي بينما كان حديث الرجل عنهم باعتبارهم أحد اللاعبين.
وكانت التصريحات المنسوبة للرجل أثارت لغطاً وجدلاً واسعاً لا سيما بعد احتفاء وسائل اعلامية داعمة للحوثي بتلك التصريحات وتخصيص مساحة واسعة للحديث عنه.
توضيح أمريكي
بدورها، وصفت الخارجية الأمريكية التناولات المُحرّفة حول تصريحات مبعوثها الأمريكي، تيم ليندر كينج، حول الحوثيين والصراع في اليمن بـ “التقارير الإعلامية الخاطئة”، وقالت إن الحكومة اليمنية هي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها دولياً في اليمن.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان نشرته على حسابها في تويتر صباح الجمعة: لقد رأينا بعض التقارير الإعلامية الخاطئة حول التصريحات الأخيرة للمبعوث الأمريكي الخاص لليمن، بشأن الحوثيين والصراع في اليمن.
وأكدت الخارجية أن “الولايات المتحدة، مثل بقية المجتمع الدولي، تعترف بحكومة اليمن، وهي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها دولياً في اليمن”.
وأضافت: يسيطر الحوثيون على الناس والأراضي في اليمن، كما أوضح المبعوث الأمريكي الخاص لليمن “لا يمكن لأحد إبعادهم أو إخراجهم من الصراع عبر التمنّي فقط، لذلك دعونا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض”.
واستطردت: “سيحتاج الحوثيون إلى أن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من أي عملية سلام في اليمن.، ومع ذلك ما زلنا نشعر بالقلق إزاء تركيز الحوثيين على شن الحرب وتفاقم معاناة المواطنين اليمنيين أكثر من كونهم جزءًا من حل الصراع”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر