أطلقت ميليشيا الحوثي، الانقلابية صاروخين باليستيين، على مدينة مأرب، بعد أيام من إعلانها إيقاف إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التمهيد للمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة وذلك بالتزامن مع زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غيريفث، إلى مدينة الحُديدة غرب البلاد في جولته الأخيرة لإحلال السلام في اليمن، والتمهيد للمفاوضات المقبلة.
وعاد المبعوث الأممي مارتن غريفيث الجمعة إلى العاصمة صنعاء، بعد ساعات من زيارة أجراها إلى مدينة الحديدة غرب اليمن، لتفقد المدينة ومينائها، الاستراتيجي.
ووصل غيريفث الأربعاء العاصمة اليمنية صنعاء، للقاء قيادة جماعة الحوثيين ، للتهيئة للمفاوضات القادمة ، المزمع عقدها في السويد، في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
والتقى غريفث زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وقيادات أخرى، في العاصمة صنعاء.
وشدد المبعوث الأممي , في مؤتمر صحافي، في ميناء الحديدة، على "ضرورة أن تنخرط الأمم المتحدة وبشكل عاجل، في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف للقيام بدور رئيسي في ميناء الحديدة، وأيضا على نطاق أوسع".
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه سيعمل مع العالم على تجنيب مدينة الحديدة أي مواجهات عسكرية أو خسائر بشرية أو في بنيتها التحتية والخدمية .
وقال " جئت إلى هنا مع أصدقائي وزملائي ليز غراندي المنسق الإنساني للأمم المتحدة، ومدير برنامج الغذاء العالمي إستيفن أندرسون، لنتعرف بشكل مباشر كيف يمكننا الإسهام في حماية الناس في الحديدة من التعرض لمزيدٍ من الدمار", وأضاف " أرحب بالنداءات الأخيرة التي تدعو إلى وقف القتال، وهذه خطوة أساسية إذا أردنا حماية أرواح المدنيين وبناء الثقة بين الأطراف".
و تطرق مارتن غريفيث إلى الحلول المطروحة للنقاش بشأن ميناء الحديدة بهدف تحييد الميناء وإبقائه بعيدا عن الصراع السياسي والعسكري.
وقال مارتن غريفيث، أن زيارته لمحافظة الحديدة تحمل رسالة واضحة باهتمام العالم والأمم المتحدة بالحديدة وأهمية بقاء ميناءها مفتوحا أمام تدفق وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين.
وأضاف في بيان نشره مكتبه بعد زيارته مدينة الحديدة "أن هذا الدور للأمم المتحدة سيحافظ على خط الإمداد الإنساني الرئيسي الذي يبدأ من هنا ليخدم الشعب اليمني" وأعر ب أن يسهم هذا الدور أيضاً في الجهود الدولية لزيادة قدرة وفاعلية الميناء" حسب قوله.
وكشف في بيانه عن خطة وافق عليها الحوثيون فيما يبدو تهدف إلى كيفية إدارة ميناء الحديدة وتفاصيل السلام في المدينة , حيث قال "لقد التقيت أمس مع قيادة جماعة الحوثي في صنعاء، وتطرقنا ضمن مباحثاتنا الى كيفية إسهام الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام في الحديدة".
ورّحب غريفيث بالنداءات الأخيرة التي تدعو إلى وقف القتال في اليمن. مؤكدًا أن "هذه خطوة أساسية لحماية أرواح المدنيين وبناء الثقة بين الأطراف اليمنية" وأضاف "كما تعلمون أنني أخطط وأتمنى أن أجمع الأطراف معاً في السويد في وقت قريب جدًا لاستئناف المشاورات السياسية".
وكان المبعوث الأممي قد أوضح في بيانه، نشره موقع الأمم المتحدة، أثناء زيارته للحديدة تحت عنوان: "أنظار العالم تتجه صوب الحديدة" وقال: "لقد وصلت ، قادمًا من صنعاء، إلى مدينة الحديدة، وانني ممتن للترحيب الحار الذي استقبلت به من كبار المسئولين هنا، وللتنظيم الجيد لهذه الزيارة".
وأكد "أن أنظار العالم تتجه صوب الحديدة" مشيرا إلى "أن القادة والرؤساء من كل البلدان دعونا جميعًا للحفاظ على السلام في الحديدة".
وتابع: "لقد جئت إلى هنا مع أصدقائي وزملائي ليز غراندي المنسق الإنساني للأمم المتحدة، ومدير برنامج الغذاء العالمي إستيفن أندرسون، لنتعرف بشكل مباشر كيف يمكننا الاسهام في حماية الناس في الحديدة من التعرض لمزيدٍ من الدمار".
وتعتبر الحديدة الملف الاهم الذي حرك الامم المتحدة، عقب التقدم القوات الحكومية، صوب المدينة وباتت على بعد 4كيلو مترات من الميناء الحيوي الذي يمثل شريان الحياة لـ 80% من السكان، وتدخل عبرها المساعدات الإنسانية والاغاثة والتجارية.
وأعلنت الأمم المتحدة استعدادها للإشراف على إدارة ميناء الحديدة، وقال ريـال لوبلون المتحدث باسم الأمم المتحدة، خلال إفادة للصحافيين في جنيف، إن المنظمة الدولية مستعدة للعب دور إشرافي في إدارة ميناء الحديدة اليمني المطل على البحر الأحمر.
وأضاف أن الهدف هو "حماية الميناء نفسه من دمار محتمل والحفاظ على خط المساعدات الإنسانية الرئيسي لشعب اليمن".
واقترحت الولايات المتحدة الأميركية تسليم ميناء الحديدة، إلى طرف محايد للإشرف عليه ،وقالت المتحدثة الصحفية باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، الخميس، أن، في بيان لها «يجب تسليم ميناء الحديدة إلى الجانب المحايد من أجل تسريع انتشار المساعدات لمحاربة الأزمة الإنسانية الحادة ومنع استخدام الميناء للاتجار غير المشروع بالأسلحة وتهريبها، وكذلك لتمويل المقاتلين الحوثيين».
وأضافت إننا نرحب ببيان المبعوث الخاص للأمم المتحدة، بأن الحوثيون، وحكومة الجمهورية اليمنية ينوون حضور المشاورات في السويد، ونحن نحث الأطراف على الوفاء بهذا الالتزام».
ويرى مراقبون ان التحركات الغربية لإيقاف تقدم القوات الحكومية، نحو ميناء الحديدة، هو عملية ممنهجة لإنقاذ الحوثيين.
وقال الناشط الصحفي اليمني بسيم الجناني ، إنها كلما أعلنت القوات الحكومية، تحركها لاستعادة مدينة الحديدة ، أوقف الغرب العملية بحجة أنها ستتسبب في كارثة إنسانية.
وأضاف الجناني "قبل ستة أشهر تقدمت المقاومة المشتركة صوب مدينة الحديدة وصولاً لقرية منظر ومحيط المطار، وكان الحوثي أشبه بالمنتهي وفرغت المدينة من مقاتليهم ، حينها تدخل الغرب لإيقاف المعارك وبدأ غريفيث جولة من أجل السلام.
وأكد بسيم أن الحوثي نجح في مراوغته على أنه سيسلم الميناء وكان على الأرض يتجهز ويحشد لحرب لاتُبقي ولاتذر.
وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي حولت كل شوارع المدينة لخنادق ونشرت المدافع والقناصات وظلت على مدى ثلاثة أشهر تحاول إسترداد قرية منظر ومنصة 22 مايو .
وأردف الجناني "بعد ثلاثة أشهر من سيطرة القوات المشتركة لمحيط المطار ومنظر تقدمت عبر مديرية الدريهمي حتى وصلت لكيلو 10 وقامت بقطع خط الحديدة المؤدي لكيلو 16 . لافتًا إلى أن الحراك الغربي أشتدت وتيرته وعاد غريفيث وأصوات إيقاف التقدم للواجهة بدعوة لحوار جنيف. وأوضح أن الحوثي أوهم غريفيث حينها والأمم المتحدة بالجلوس على طاولة الحوار لكنه تخلف عن الحضور.
وقال بسيم الجناني، إن القوات الحكومية، تقدمت قبل أسابيع مجددًا للمرة الثالثة عبر اتجاهات عدة، شرقًا باتجاه كيلو 14 وشمال المدينة موازي لشارع الخمسين بالقرب من مدينة الصالح وأصبحت على بعد مسافة النظر لميناء الحديدة . مضيفًا " وإزاء هذا التقدم الثالث صوب المدينة تعالت للمرة الثالثة أصوات الغرب لايقاف العمليات ليستمر مسلسل التقاط الأنفاس مجددًا ولكن بصورة تنذر بدمار أكبر مما سبق .
وقال بسيم ،" كل هذه الأصوات التي تحذر من كارثة مدنية تدرك جيدًا أن ممارسات الحوثي هي الكارثة الحقيقية ومايزال يحاول تحقيق انتصار بمعارك ليليلة لإرجاع القوات المشتركة وكلها بائت بالفشل".
وأوضح أن السيناريوهات ستتكرر كل مرة ، لتأجيل المعركة فقط ، وقال الناشط اليمني " كلنا نتمنى الحل السلمي وإنهاء الحرب ولكن حقيقة الجدية في السلام وإيقاف الحرب مؤشراتها تكاد تكون منعدمة لدى الحوثي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر