صنعاء - اليمن اليوم
كشف مسؤولون في الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن ملايين اليمنيين معرضون للمجاعة، وأنّ المنظمة تسابق الزمن حتى لا يصل اليمن لتلك المرحلة، جاء ذلك في تصريحات لمسؤولين في برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ومكتب تنسيق الجهود الإنسانية التابع إلى الأمم المتحدة.
وكشف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أمام مجلس الأمن الدولي، أنّ 17 مليونًا من إجمالي عدد سكان اليمن البالغ 28.2 ملايين، يعانون نقصاً في الغذاء، بينهم 6.8 ملايين على حافة المجاعة، وعلقت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي "بتينا لوشر" على ذلك، قائلة إن "ثلث سكان اليمن يعيشون أيامهم دون أن يعرفوا مصدر وجبة طعامهم المقبلة، نحن نتسابق مع الزمن من أجل منع المجاعة في اليمن، لمنع وقوع أزمة المجاعة هناك حاجة لتمويل بقيمة 468 مليون دولار على الأقل خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران الجاري، ونوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
ووصف المتحدث باسم مكتب تنسيق الجهود الإنسانية التابع للأمم المتحدة، يانس لاركيه، اقتراب اليمن من شبح المجاعة بأنه "ناتج عن فعل الإنسان، لولا الاشتباكات لكان بالإمكان منع المجاعة في اليمن بشكل نهائي، الأمم المتحدة طلبت في إطار خطة المساعدة الإنسانية لليمن للعام 2017، مبلغًا قدره 2.1 مليار دولار، لكن لم نوفر منه حتى اليوم إلا 28.5% فقط"، ويوم الجمعة الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداءها الإنساني للمجتمع الدولي للمسارعة بتقديم 2.1 مليار دولار لتغطية تكاليف أنشطتها الإنسانية في اليمن.
وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية "طارق جاساريفيك"، إن "وباء الكوليرا يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً، بنسبة 46%، في حين يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً بنسبة 33%"، موضحًا أنّ "النظام الصحي في البلاد دُمر بشكل كامل تقريباً، بسبب الاشتباكات العنيفة الدائرة في اليمن منذ عامين"، أما الناطق باسم اليونيسيف "كريستوف بوليراك"، فقال إن "7.3 مليون طفل هم خارج المنظومة التعليمية في اليمن، وأن مليوني طفل لم يتمكنوا من الالتحاق في المدارس، منهم 350 ألف جراء الاشتباكات، وأنّ ألف و600 مدرسة في اليمن لا يتم استخدامها للتعليم، و248 مدرسة دمرت بالكامل جراء الغارات الجوية، وألف و164 مدرسة تضررت بشكل جزئي، في حين تحتل الجماعات المسلحة 23 مدرسة".
وبدأ تفشي "الكوليرا" في أكتوبر/تشرين الأول 2016 وتزايد حتى ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، ثم تراجع لكن دون السيطرة الكاملة عليه. وعادت حالات الإصابة للظهور مجددا بشكل واضح في أبريل/نيسان الماضي، والمحافظات الأكثر تضررا من هذا الوباء هي العاصمة صنعاء وحجة وعمران والحديدة الواقعة في شمال وغرب اليمن، وتشهد عدة محافظات يمنية، منذ خريف العام 2014، حرباً بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى؛ مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر