يستعرض فيلم "استئصال الشر" الوثائقي لسكاي نيوز عربية، من خلال قصص إنسانية وروايات على ألسنة شهود عيان، معاناة سكان جنوب اليمن من التنظيمات الإرهابية،
وكيف تغيرت حياتهم نحو الأفضل بعد دحرها بدعم إماراتي كبير.ويوضح الفيلم عبر حقائق ومداخلات خبراء أجانب مرموقين خطر فرع تنظيم القاعدة في اليمن على العالم،
وكيف لعبت الإمارات دورا حاسما في درء هذا الخطر العالمي.ويوثق الفيلم بالخرائط والأرقام الدور الإماراتي في دحر التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن، ويستضيف قادة أهم
التشكيلات العسكرية والأمنية الجنوبية، الذين يقدمون شهادات ميدانية عن سير المعارك ولحظات التحرير.وذكر العميد منير التميمي مدير أمن حضرموت، عددا من الانتهاكات
التي لجأ إليها تنظيم القاعدة في حضرموت أثناء سيطرة الإرهابيين على نصف مساحة المحافظة، بينما أشار اللواء الركن فرج سالمين البحسني، قائد النخبة الحضرمية إلى عبث
التنظيم الإرهابي بمرافق الدولة، الأمر الذي جعل المواطنين يعانون كثيرا.وبينت الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلانا ديلوزير، أن بداية أزمة الإرهاب في
جنوب اليمن تعود إلى العام 1994، بعد أن التحق عدد من المقاتلين الذين جندتهم القاعدة في ثمانينيات القرن الماضي، للقتال ضد الجنوب.وبعد انتهاء حرب الجنوب، أطلق فرع
القاعدة في اليمن نشاطه وبدء بشن عمليات إرهابية، كما اندمج فرعا التنظيم الإرهابي في اليمن والسعودية سنة 2009، ليشكلا ما بات يعرف بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
عوامل مساعدة
وذكرت الباحثة في جامعة أكسفورد، إليزابيث كيندل، عددا من العوامل التي جعلت اليمن ملاذا للإرهابيين كالتضاريس، حيث تكثر في اليمن المناطق الجبلية والصحارى، كما أن
التنظيم الإرهابي تجاوز الأخطاء التي وقعت فيها الفروع الأخرى، حيث ركز على القيادات المحلية، بينما شكّل الأجانب "مجلس شورى" يحكم من وراء الستار.
أما ديلوزير فأرجعت تغلغل القادة في اليمن لاستغلال التنظيم الفراغ الأمني الذي كان سائدا في البلاد، وخصوصا عقب سقوط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح في عام
2011.
وبدوره اعتبر السفير الأميركي الأسبق في اليمن، جيرالد فايرستاين، أن غياب المؤسسات والسيطرة الحكومية القوية، قد سمح للقاعدة بمد جذورها.
نهاية الإرهاب
ومع استمرار الانتهاكات التي تمارسها التنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش والحوثيين في جنوبي اليمن، بدأ الأهالي منذ العام 2015 بالتعاون مع التحالف العربي من خلال
تشكيل قوى لمحاربة هذه التنظيمات المتطرفة.ففي عدن ولحج وأبين تشكلت قوات الحزام الأمني بدعم وإسناد إماراتي في شتى المجالات، بينما تأسست في شبوة النخبة الشبوانية
التي شكلت قوة ضاربة ضد الإرهايين، كما لعبت النخبة الحضرمية ذات الدور في حضرموت.وحظيت هذه التشكيلات بدعم إماراتي عال شمل التدريب والتسليح والدعم
اللوجيستي والإسناد البري والجوي، فضلا عن المساعدات الإنسانية الكبيرة.وأثمر الدعم الإماراتي عن تطهير قوات الحزام الأمني محافظة عدن من الإرهاب في عام 2017،
كما سيطرت في فبراير 2019 على آخر مركز للقاعدة في أبين بمعسكر في وادي عمران، بينما دحرت النخبة الشبوانية القاعدة في شبوة حتى دخلت في نوفمبر 2017 الحوطة
آخر معقل للتنظيم الإرهابي في المحافظة، كما أنهت النخبة الحضرمية تحرير المكلا من قبضة الإرهاب من خلال عملية استمرت لعشرين ساعة.
قد يهمك ايضا
الأمير خالد بن سلمان يجري مفاوضات مع الحوثيين والجماعة تكشف أوّل شروطها لحل سياسي
الجماعة الحوثية تسطو على أراضي المواطنين وتحوّلها إلى مقابر لقتلاها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر