دمشق ـ نور خوام
وصلت القوات النظامية السورية بعد قصف بري وجوي مكثف، الى مسافة نحو 1 كلم من مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، وقوات عملية "درع الفرات" تتقدم في أولى القرى المسيطر عليها من قبل مجلس منبج العسكري في ريف منبج من جهة الباب، وضربات مدفعية وصاروخية مكثفة تواصل استهدافها لشرق دمشق وغارات تستهدف ريف حماة الشرقي.
وأفاد مصدر أمني أن ضواحي ومحيط مدينة تدمر تشهد معارك متواصلة تجري على أشدها بين القوات النظامية المدعومة بمسلحين موالين لها من جنسيات مختلفة من جانب، وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من جانب آخر، تمكنت فيها القوات الحكومية من تحقيق تقدم أكبر والاقتراب بشكل أكبر من المدينة، لتصل إلى ضواحي المدينة. وباتت هذه القوات على مسافة نحو 1 كلم واحد من أطراف المدينة، وباتت تسيطر نارياً على أطراف المدينة الغربية، إضافة الى سيطرتها النارية ورصدها قلعة تدمر (قلعة فخر الدين المعنى الثاني) ومنطقة الفنادق، فيما تشهد المدينة عمليات قصف مكثف بقذائف المدفعية والدبابات والصواريخ، وسط عشرات الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية على المدينة.
جدير بالذكر أن القوات النظامية التي تستميت لاستعادة مدينة تدمر والحقول النفطية الواقعة بباديتها الغربية، خسرت كل هذه المناطق بهجوم عنيف نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" في الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، من تحقيق تقدم واسع على حساب قوات النظام والمسلحين الموالين لها مسيطراً على مدينة تدمر والمدينة الأثرية ومطار تدمر العسكري وقلعة تدمر الأثرية وقصر الحير الأثري وحقل المهر وحقل وشركة جحار وقصر الحلابات وجبل هيال وصوامع الحبوب وحقل جزل ومستودعات تدمر ومزارع طراف الرمل وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية والغربية ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها، وجاء هذه السيطرة عقب وصول تعزيزات إليه قادمة من العراق، ومؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني، والتي أرسلتها قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد اجتماع ضم قائد "جيش الشام"، مع أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" ووزير الحرب في التنظيم، واللذين أكدا لقائد جيوش الشام بأن التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعداً.
وفي محافظة حماة، نفذت الطائرات الحربية ضربات استهدفت مناطق في ناحية عقيربات الواقعة في الريف الشرقي، ما أسفر عن سقوط جرحى. أما في محافظة دمشق فلا تزال عمليات القصف المكثف متواصلة بين القوات النظامية على الأطراف الشرقية للعاصمة، حيث تستهدف القوات الحكومية مناطق في حيي تشرين والقابون وأماكن في بساتين حي برزة، بالقذائف المدفعية والصاروخية، فيما استهدف القصف منذ صباح الاربعاء وحتى الآن، بنحو 30 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، مناطق في بساتين دمشق الشرقية، ويشار إلى أن الاشتباكات أسفرت اليوم عن مقتل 13 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بينهم ضابط برتبة عميد وهو قائد عمليات النظام في برزة والقابون، في حين قضى قيادي محلي في هيئة تحرير الشام ومعلومات عن خسائر بشرية أخرى، جراء الاشتباكات المتواصلة في بساتين برزة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، أيضاً استهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة مناطق في حي الحجر الأسود جنوب العاصمة، ما تسبب في أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر موثوقة، بأن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات مجلس منبج العسكري من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة في "درع الفرات" من جانب آخر، في القرى الواقعة بجنوب غرب مدينة منبج في الريف الشمالي الشرقي لحلب، مترافقة مع قصف متبادل بين طرفي القتال في سعي لقوات عملية "درع الفرات" العاملة في ريف حلب، لتوسعة مناطق سيطرتها في ريف حلب بعد أيام من سيطرتها على مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة وقرى أخرى في محيطها، بعد عملية عسكرية استغرقت عدة أسابيع.
ولاتزال الاشتباكات متواصلة في قريتي تل تورين وقارة بريف منبج الجنوبي الغربي، بين الفصائل العاملة في "درع الفرات" وقوات مجلس منبج العسكري، وتترافق مع قصف عنيف ومكثف على قرى أولاشلي وكورهيوك وجبل البوغاز ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة المجلس العسكري بريف منبج، إضافة للقرى التي تدور الاشتباكات بمحيط بعد تمكن فصائل "درع الفرات" من السيطرة عليها، حيث تهدف عملية "درع الفرات" إلى الوصول إلى العريمة بالإضافة لمحاولتها فصل مناطق سيطرة المجلس العسكري لمنبج عن مناطق سيطرة القوات النظامية.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العملية العسكرية للقوات النظامية في الريف الشمالي الشرقي لحلب، تتواصل على محاور شرق اوتستراد حلب الحسكة المار من منطقة الباب، بعد تمكن النظام أمس الأول الـ 27 من شباط / فبراير من العام الجاري 2017، من رسم حدود تقدم القوات التركية وفصائل عملية "درع الفرات"، عبر تقدم مباشر أوصل قوات النظام إلى تماس مع قوات مجلس منبج العسكري المسيطرة على مدينة منبج وريفها، وقطع طريق التقدم نحو ريف حلب الشرقي أمام القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة منها، وبخاصة بعد التعليمات والأوامر الروسية لقوات النظام والقوى الموالية لها العاملة على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية لـ "درع الفرات"، بعدم الاحتكاك أو الاشتباكات مع الأخيرة لأي سبب كان، وعدم الرد على أية إطلاقات نارية تأتي من طرف قوات عملية "درع الفرات".
وهذا التقدم والوصول إلى تماس مع قوات مجلس منبج العسكري، من قبل قوات النظام، بعد عملية عسكرية طويلة لا تزال مستمرة به بدعم من نخبة "حزب الله" اللبناني والمسلحين الموالين لها وبإسناد من المدفعية الروسية، في محاولة لتحقيق تقدم بمساحة أكبر وتقليص مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في شرق حلب، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تقدم النظام بمساحة نحو 20 كلم مربع، بموازاة حدود سيطرة مجلس منبج العسكري على بعد نحو 16 كلم بجنوب غرب مدينة منبج، سيعيد -ومن طريق آخر- بعد أكثر من عامين العمل بين محافظتي الحسكة وحلب، وستتواصل مجدداً مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والإدارات الذاتية الديمقراطية في كل من "عفرين وكوباني والجزيرة"، دون المرور بمناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" أو القوات التركية والفصائل المدعومة منها، وسيكون اتصال هذه المناطق عبر هذه المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام في ريف الباب.
كذلك فإن عملية توسيع السيطرة من قبل النظام في حال استكملت نحو 20 كلم مربع من المناطق الموازية لحدود سيطرة مجلس منبج العسكري، ستؤمن طريق الانتقال لمن يرغب بالتنقل بين محافظة الحسكة ومنطقة عفرين ومحافظة حلب، كما ستؤمن عملية توسع قوات النظام في مثلث أبو منديل - الخفسة - دير حافر، منطقة التواصل بين مناطق سيطرة النظام والمجلس العسكري لمنبج، من هجمات محتملة لتنظيم "الدولة الإسلامية" مستقبلاً، في حين أن إعادة وصل المناطق بين عفرين وحلب من جهة ومناطق الرقة ودير الزور والحسكة من جهة ثانية، بمناطق خارجة عن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، قد يخفف من صعوبات عملية الانتقال التي عانى منها المواطنون في وقت سابق خلال نحو 3 سنوات مضت، حيث اضطر المئات من المواطنين المتنقلين بين مناطق شمال شرق سورية وبين عفرين، إلى العبور بواسطة مهربين للجانب التركي من الحدود، ومن ثم معاودة اجتياز الحدود نحو الجانب السوري، فيما تشهد مناطق الخفسة وريف حلب الشرقي، نزوحاً من قبل عشرات العائلات نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في منطقة منبج بالريف الشمالي الشرقي لحلب.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في 27 من شباط / فبراير الفائت ما أكدته له مصادر موثوقة عن قيام القوات الأميركية العاملة ضمن صفوف التحالف الدولي، بنشر مقاتلين وآليات تابعة لها ولقوات التحالف في محيط مدينة منبج وفي مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد التطورات الأخيرة التي جرت في منطقة الباب وريفها، وانسحاب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية" من عدد كبير من القرى التي تسيطر عليها بريف الباب الشرقي، بالإضافة لتوسع نطاق خطوط التماس بين القوات التركية والفصائل العاملة في عملية "درع الفرات" وبين مقاتلي مجلس منبج العسكري، إضافة لخطوط التماس الجديدة بين قوات النظام ومقاتلي المجلس على بعد نحو 16 كلم من مدينة منبج. وترافق هذا النشر للقوات والآليات مع ترقب من التطورات في ريف حلب الشمالي الشرقي، عقب تغير خارطة السيطرة، حيث أتاح تقدم قوات النظام لها، توسعة مناطق سيطرتها في ريف حلب الشرقي، في استكمال لعمليتها التي بدأتها في الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، والتي تمكنت خلالها من تحقيق تقدم في عشرات القرى والتلال والمزارع بريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، فيما دخلت قوات النظام المدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية في الـ 26 من شباط / فبراير الفائت من العام الجاري 2017، بلدة تادف الواقعة جنوب مدينة الباب، وذلك عقب انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية" منها منذ يوم أمس الأول، فيما كان المرصد السوري نشر أن القوات النظامية المدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بدأت بالتوجه من ريف دير حافر الشمالي وريف الباب الجنوبي الشرقي، باتجاه بلدة الخفسة الاستراتيجية الواقعة قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات، والتي تحتوي محطة لضخ المياه إلى مدينة حلب، بعد استجرارها من نهر الفرات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر