كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن، أنه خلال الـ 24 ساعة الماضية أصدر 8 تصاريح لسفن متوجهة إلى الموانئ اليمنية، منها سفينة لميناء الحديدة، وقال إنه لا تزال الميليشيات الحوثية تحتجز السفينة "G Muse" في ميناء الحديدة في تعطيل متعمد، كما ذكر أنه في الميناء 5 سفن لتفريغ حمولاتها و6 سفن أخرى بانتظار الدخول، كما أن هناك سفينة بميناء الصليف تقوم بتفريغ حمولتها من القمح.
يذكر أن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية تركي المالكي، كان أعلن أمس الاثنين، في مؤتمر صحافي أن الحوثيين عملوا مرارًا على عرقلة وصول السفن إلى ميناء الحديدة، ولفت إلى أن تحرير مدينة الحديدة ومينائها يجب أن يُستغل من قبل الأمم المتحدة لإيجاد الطرق للوصول إلى حل سياسي، لافتًا إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن أُعطي الوقت والمساحة الكافية، حيث زار اليمن خمس مرات بغرض محاولة جمع الأطراف إلى طاولة الحوار.
وأوضح أن الأمم المتحدة اعتمدت على معلومات مغلوطة في تقريرها الأخير، فيما أعلنت الإمارات العربية المتحدة، وقف مؤقت للعمليات العسكرية، التي أعلنت عنها مطلع الشهر الجاري، وأطلقت عليها اسم "النصر الذهبي"، لإعطاء فرصة للمبعوث الأممي لدى اليمن بإقناع الحوثيين بتسليم المدينة، وقال "إن الجميع يعلم أن هناك مكتبًا وحيدًا للأمم المتحدة في صنعاء"، معتبرًا أن البيئة غير مناسبة لعمل المنظمات الأممية، مشيرًا إلى المعلومات الواردة في التقرير مستقاة من مواقع محلية، موضحا أن الحوثيين يقومون بتجنيد الأطفال في اليمن من سن الثامنة، وأكد أن الحوثيين يعملون على عرقلة وصول السفن إلى ميناء الحديدة.
واستعرض المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية مناطق السيطرة للجيش اليمني والمقاومة بعد المعارك مع الميليشيات، وقال "إن العمليات تستمر لفك الجمود وتليين الحوثيين كجماعة انقلابية"، وبالإضافة إلى ذلك، ذكر أن الحوثيين يستخدمون محافظة صعدة لتخزين وإطلاق الصواريخ، وعرض صورًا للأسلحة التي ضبطها التحالف والقوات اليمنية من الحوثيين، وكان بعضها إيرانيًا، ما يثبت انتهاك إيران للقرار الأممي بشأن اليمن، كما عرض صورًا لطائرات من دون طيار إيرانية الصنع استخدمتها الميليشيات، وضبطتها القوات اليمنية والتحالف، كما بث فيديو لاستهداف شاحنة تحمل صواريخ من نوع "بدر". وكذلك مقطعًا آخر لاستهداف عربة نقل أسلحة في محور ميدي، وفيديو لاستهداف زورق من نوع "شارك" كان يهدد أمن الملاحة.
ومن جانبها قالت حكومة الإمارات "إنها أوقفت العملية العسكرية، لإعطاء فرصة للمبعوث، الأممي مارتن غريفت، لإقناع الحوثيين بتسليم المدينة، من دون قيد أو شرط"، وقد تمكنت القوات الحكومية عقب الانهيارات المتواصلة لمسلحي جماعة الحوثيين، من السيطرة على مطار الحديدة، والتقدم نحو مدينتي زبيد والتحيتا، وأصبحت على بعد كيلو مترات قليلة من مدينة الحديدة غربي البلاد.
وقالت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية، ان بريطانيا ودول أخرى، مارست ضغوطات على القوات الحكومية، ودول التحالف العربي، لوقف العمليات العسكرية، في مدينة الحديدة، غربي اليمن، وأضافت أن الدول العظمى تتعلل بالوضع الإنساني، لوقف تقدم القوات الشرعية، نحو المدينة، الأفقر في البلاد، وتمكنت منظمات الأمم المتحدة، "اليونسيف والصحة العالمية، وهيومن رايتس ووتش، من الضغط على التحالف العربي، وتأخير تقدم القوات الحكومية، نحو المدنية، ومينائها الحيوي، الذي يمثل شريانًا حيويًا، ويدخل عبره نحو 70% من الواردات التجارية" والمساعدات الإغاثية والإنسانية. ورغم بقاء ميناء الحديدة، مفتوحًا، واستمرار تدفق الواردات التجارية، إلى المدينة، الآن أن الأمم المتحدة تتخوف من تدهور الوضع الإنساني في المحافظة.
وتفاءل المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غيريفت، بتحويل مدينة الحديدة، إلى فرصة لإحلال السلام في البلاد، ووقف القتال بشكل كامل، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، أكد أنه يسعى من خلال مشاوراته الأخيرة، إلى وقف القتال بمدينة الحديدة، والعودة بأطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات".
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات، أنور قرقاش أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أعلن "وقف مؤقت" لعملياته العسكرية في محافظة الحديدة غربي البلاد، مضيفًا في سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "إن العمليات العسكرية للتحالف العربي، لتحرير الحديدة تسعى للتقليل قدر الإمكان من عدد الضحايا المدنيين وزيادة الضغوطات على الحوثيين للانسحاب، فيما نجحت حتى الآن في تحرير المطار وإجبار الحوثيين على تقديم تنازلات".
وقال قرقاش "إن التحالف العربي أوقف بشكل مؤقت العمليات العسكرية على المدينة ومينائها في 23 يونيو/ حزيران الماضي لمدة أسبوع واحد للسماح للمبعوث الأممي بتأمين انسحاب غير مشروط للحوثيين من الحديدة"، وتابع "يبقى أن نرى ما إذا كانت جماعة الحوثي جادة في التعاون، أم أنها فقط طريقة لشراء المزيد من الوقت، خصوصًا بعد أن أعلنوا سابقا عزمهم استعادة اليمن بأكمله، في تحد واضح للأمم المتحدة، واتهم الوزير الإماراتي الحوثيين بخرق القوانين الدولية عبر زراعة الألغام، ودس القناصة والقنابل بين المدنيين، وتجنيد المدنيين رغما عنهم، ومن بينهم أكثر من 15 ألف طفل، إضافة إلى عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، واتهم قرقاش المجتمع الدولي بالتهاون مع الحوثيين، وأردف قائلًا "حتى الآن، لم يضغط المجتمع الدولي بشكل كاف على الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات".
وتابع "نأمل أن يزيد الضغط قريبًا وينتج عنه انسحاب كامل من الحديدة ومينائها"، وقال سفير اليمن لدى الأردن علي العمراني إن الإعلان المفاجئ الرسمي من قبل الإمارات "بإيقاف مؤقت "للعمليات العسكرية في الساحل الغربي جاء لمنح الحوثيين فرصة انسحاب غير مشروط من المدينة وإعطاء الفرصة للمبعوث الأممي لتحقيق ذلك".وأضاف العمراني في تصريحات صحفية "إن دوي المدافع قد يخف ولكن بالمقابل أزيز الطائرات قد يزداد متزامنًا مع هرولة الجميع لتحركات سياسية متوقفة منذ نحو عامين في محاولة لتحريك الملف ويحرك المياه الراكدة ".
وقال "إن تحريك الملف السياسي إعادة تموضع لوجستي بالنسبة للحوثي وإعادة تمترس سياسي للشرعية والتحالف في آن واحد، وأوضح ان " الجميع يستعد لجولة جديد سياسية وأن فشلت عسكرية قد تفرض معركة ستكون بالتأكيد قاصمة للحوثي وبداية النهاية"، وأردف "المعارك المفترضة أن تمت فعلًا في غضون أسابيع قليلة ستكون أكثر دموية من سابقتها وبرضى المجتمع الدولي هذه المرة لأنها ستكون بالنسبة للجميع حياة أو موت "، وواصل "إن بيان الحكومة اليمنية الصادر في عدن والذي شدد على أن أي مساعي لوقف إطلاق النار لن يُكتب لها النجاح وستتعرض للفشل في ظل تعنت ميليشيا الحوثي من تنفيذ انسحابًا كاملًا من محافظة الحديدة وباقي المحافظات اليمنية دون قيد أو شرط".
وأكد أن" تطورات الساحل الغربي يعتبر امتحان للجميع الحوثي والحكومة الشرعية ومن ورائها التحالف على حد سواء .مبينًا أن "عشرات الآلاف، من المشردين والنازحين، في انتظار للتسويات، من أجل العودة إلى مدينتهم، وأوضح أن" معركة الساحل التي بدأت قبل أكثر من عام وتعتبر وفقًا لجغرافية المكان أسهل بكثير من المناطق الجبلية التي تختلف اجتماعيًا والطبيعة القتالية"، مؤكدًا أنه إذا فشل التحالف سياسيًا أو عسكريًا في حال طالت المهلة والهدنة المؤقتة في امتحان الساحل الغربي فبداهة ستردد عليه فستكون آخر فرصة للتفاوض المشرف الحوثي"، وأضاف "إن حشد الحوثيين مستمر، فقط تموضع جديد"، موضحًا أن الأسابيع المقبلة حاسمة في إي منحى سلبًا أو إيجابًا وستدخل الحرب منحنى آخر ولن تنتهي لأن استمرار وجود الحوثي مهمًا وقف العالم كله معه ولإنقاذه يختلف مع طبيعة الإنسان اليمني في عدة أوجه مذهبيًا واقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، فهو بحكم المنتهي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر