تجددت المُوجهات المسلحة بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثيين، المدعومة ايرانيًا، في محافظة الحٌديدة غربي اليمن، للمرة الثالثة على التوالي ، منذ اتفاق السويد بالتزامن مع إعلان الحوثيين، تسلمهم رسالة من الامم المتحدة، حددت فيه موعد ايقاف اطلاق النار في المحافظة.
وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية" إنَّ معارك عنيفة اندلعت بين الطرفين بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في حي 7 يوليو جنوب مدينة الحُديدة".
وذكر المصدر أنَّ المعارك استمرت لنحو 3 ساعات ثم توقفت ثم ما تلبث أن اندلعت مرة أخرى.
وأشار المصدر أنَّ الحوثيين يشنون قصفًا بقذائف الهاون على مواقع القوت الحكومية التي التزمت بالوقف الفوري والشامل لإطلاق النار وفق اتفاق السويد.
أقرأ أيضا: مقتل قيادي حوثي وثلاثة من مرافقيه بقصف مدفعي بجبهة دمت الضالع
من جهته، قال سكان محليون "إنَّ القتال ما يزال مستمرًا وإن دوي الانفجارات لم يتوقف في الأحياء الجنوبية والشرقية للمدينة، حيث مناطق التماس بين قوات الطرفين".
وقال أحد السكان "إنَّ الحوثيين يبنون مزيدًا من التحصينات والحفريات في مواقع التماس، ما يعزز من مخاوف السكان بأنَّ المدينة قد تشهد جولة جديدة من القتال العنيف" ، مضيفًا "المعارك لم تتوقف منذ مساء الليلة الماضية، في الأحياء الجنوبية".
وفي سياق متصل، قال رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين محمد علي الحوثي "إنَّ المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث سلم وفد جماعته رسالة تتضمن موعد إيقاف إطلاق النار في محافظة الحُديدة "غربي البلاد".
وأضاف الحوثي في تغريدة على "تويتر" إنَّ مبعوث الأمم المتحدة سلم رسالة لرئيس الوفد الوطني حدد فيها موعد إيقاف إطلاق النار في مدينة ومحافظة الحديدة"، مشيرًا إلى أنَّ هذا الموعد يأتي وفق الاتفاق المُعلن في السويد، دون أن يحدد هذا الموعد.
وتابع الحوثي قوله "نأمل أن يتم الالتزام به ميدانيا في موعده من قبل دول التحالف الأميركي السعودي الإماراتي وحلفاءها في اليمن، وأن تكون بداية لإنهاء العدوان "عمليات التحالف".
وعلى الرغم من الوصول إلى حلول لبعض الملفات ، في مشاورات السويد، إلّا أنَّ الخروقات الحوثية المستمرة، تكاد تطيح بنتائج المفاوضات ، التي حقق فيها المبعوث الأممي مارتن غريفت أول نجاحاته ، منذ توليه مهامه نهاية العام الماضي.
ونص اتفاق السويد على انسحاب القوات العسكرية، التابعة للطرفين من مدينة الحديدة، وابدالها بقوات امنية محلية، تحت اشراف الامم المتحدة.
وقال الوفد المفاوض" إنَّ اتفاق استوكهولم نص على خروج الحوثيين من الحديدة وتولي قوات تابعة لوزارة الداخلية في الحكومة الشرعية مهمة الأمن هناك، إضافة لتولي وزارة النقل في عدن مهمة الإشراف على ميناء الحديدة إلّا أنَّ الحوثيين يؤكّدون أنَّ قواتهم لن تنسحب من المدينة.
وقال القيادي بجماعة الحوثي عبدالملك العجري "إنَّ عملية تسليم ميناء الحديدة من سلطة الحوثيين إلى جهة أخرى وفق ما ذكرته قيادات في الحكومة الشرعية غير صحيح، واصفًا ما تردد بأنَّه شائعات".
وقال العجري "إنَّ اتفاق السويد لم يتضمن تسليم الموانئ لأي طرف، بل كان إعادة ترتيب الوضع لما يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية والمعيشية لليمنيين".
وأوضح العجزي بأنَّ بنود اتفاق السويد نصت على انسحاب قوات الطرف الآخر "الشرعية والتحالف" من أطراف المدينة إلى خارجها، وإعادة تموضع القوات التابعة للحوثيين إلى ما كان عليه الوضع قبيل التصعيد الأخير للتحالف في شهر رمضان الماضي، مؤكَّدًا بأن السلطات القائمة في المحافظة "تابعة كليا للحوثيين" هي من ستتكفل بإدارة الوضع الأمني والمدني للمدينة.
ووصف المحلل العسكري اليمني كريم الحاج، مشاورات السويد بالفاشلة، مؤكّدًا أن جماعة الحوثيين لن تسحب مسلحيها من مدينة الحديدة مهما كان الثمن.
وقال الحاج في تصريح خاص إلى موقع "اليمن اليوم"،" اتفاق السويد انقذ الحوثيين، بعد أن اصبحت القوات الحكومية، على بعد اربعة كيلومترات عن ميناء الحُديدة الاستراتيجي".
واردف الحاج "مليشيا الحوثي تفخخ المنازل، والشوارع، وتفجر المباني، وتنشر مسلحيها في مدينة الحديدة، ما يؤكّد عدم رغبتها بالسلام، وعدم اكتراثها بمخرجات السويد، والوضع الإنساني الذي تعيشه البلاد".
وأكَّد الحاج عدم وجود حل سياسي في اليمن، مشيرًا إلى أنَّ الحرب لن تتوقف إلّا بأمرين إما انتصار الشرعية على الحوثيين أو انتصار الحوثيين على القوات الحكومية".
من جهته، أكّد الكاتب الصحافي نصر الخولاني أنَّ هناك ضغوط دولية كبيرة لا تريد أن يتعافى اليمن ويخرج من غرفة المعاينة إلّا ليدخل غرفة الوصاية.
وأضاف أنَّ الأمم المتحدة تريد السيطرة على ميناء الحديدة، من أجل تأمين طرق الملاحة الدولية، وليس من أجل تخفيف الوضع الإنساني ، مشيرًا إلى أنَّ الفرصة أمام القوات الحكومية لتحرير البلاد، دون الاكتراث لأي طلبات أممية بوقف للقتال حتى تحرير كامل التراب اليمني".
قد يهمك أيضًا:غريفيث يدعو إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة
أطراف النزاع في اليمن يوافقون على تولي الأمم المتحدة مراقبة ميناء الحديدة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر