بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، جولة جديدة، لجمع أطراف الصراع في البلاد، على طاولة المفاوضات، بعد فشل المشاورات التي كان من المزمع عقدها في مدينة جنيف السويسرية، بسبب عدم وصول وفد الحوثيين.
جاءت التحركات الأممية الجديدة، بعد ركود في العملية السياسية، واستمرار المعارك بين القوات الحكومية مسنودة بالتحالف العربي، ومسلحي جماعة الحوثيين، المدعومين من إيران وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى دعوات أميركية، وبريطانية وفرنسية إلى وقف إطلاق النار في اليمن.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الأربعاء، ترحيبه بدعوات استئناف المفاوضات، قائلًا في بيان له حصل "العرب اليوم" على نسخة منه،" لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع"، وجاء بيان غريفيث بعد أيام من إعلان أميركا عبر وزير دفاعها، عن خطة لإنهاء الصراع في اليمن، وكذلك دعوة وزيرة الدفاع الفرنسية، الثلاثاء، الداعية لإنهاء الحرب في البلاد.
وأضاف غريفيث في بيانه إنه سيواصل العمل مع جميع الأطراف للاتفاق على خطوات ملموسة لتجنيب كل اليمنيين، النتائج الكارثية لاستمرار الصراع، وللتعامل على وجه السرعة مع الأزمة السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن.
وحثّ المبعوث الأممي، الأطراف إلى "اغتنام هذه الفرصة للانخراط بشكل بناء مع جهودنا الحالية لاستئناف المشاورات السياسية على وجه السرعة، من أجل التوصل لاتفاق على إطار للمفاوضات السياسية وعلى تدابير لبناء الثقة"، وتتضمن تدابير الثقة بين الحوثيين والحكومة، "تعزيز قدرات البنك المركزي اليمني وتبادل الأسرى وإعادة فتح مطار صنعاء".
وأشار غيريفت إلى "التزامه بجمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، كون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق شامل".
وقال وزير الخارجية خالد اليماني، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيلتقي المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لتحديد أجندة المشاورات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مضيفًا أن الحكومة لا تعلم تفاصيل المشاورات الجديدة، سوى أنها تهدف إلى إجراءات الثقة التي تم الحديث عنها في جولة جنيف السابقة، والتي تعطلت بسبب عدم مشاركة الطرف الانقلابي فيها.
وتابع أن غريفيث تحدث عن الاجتماع دون الرجوع إلى الحكومة اليمنية، وأن الحكومة لم تتلق حتى الآن أي تفاصيل، ولذلك فإن اللقاء الذي سيجمع المبعوث مع الرئيس هادي، سيحدد كل النقاط والاتفاق على أجندة المشاورات ومكان وتاريخ انعقادها.
وأكد اليماني، ترحيب الحكومة بجهود غريفيث من حيث المبدأ، واستعدادها للذهاب إلى جولة أخرى للمشاورات، لكنه شددّ على ضرورة أن تجري الموافقة على أجندة المشاورات ومكانها، من قبل هادي ، قبل تسريبها أو الإعلان عنها.
وكان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، دعا أطراف الصراع اليمني كافة إلى وقف إطلاق النار خلال 30 يومًا، والدخول في مفاوضات جادة، لإنهاء الحرب في البلاد.
ورحبت بريطانيا، الأربعاء، بدعوة الولايات المتحدة الأميركية إلى إنهاء القتال في اليمن، مشيرة إلى أن هناك فرصة لإنشاء ممر إنساني وتفادي "وضع رهيب"، وقال وزير الخارجية، جيريمي هانت، "هذا إعلان مرحب به للغاية، لأننا نعمل من أجل وقف القتال في اليمن لفترة طويلة".
وطالبت الولايات المتحدة الأميركية، بضرورة وقف إطلاق النار للحرب في اليمن، وإمكانية عقد الأطراف المتحاربة مفاوضات جديدة في السويد، فيما أعلنت وزيرة الخارجية السويدية استعداد، بلادها لاستضافة محادثات بين الأطراف المتنازعة في اليمن.
وأوضح وزيرة خارجية السويد، مارغوت فالستروم، أن السويد يمكن أن يكون مكانًا لمبعوث الأمم المتحدة لجمع الأطراف المتشاركة كافة، في هذا الصراع سواء الحكومة اليمنية، أو التحالف بقيادة السعودية أو الحوثيين، مضيفة في تصريحات صحافية، أن"السويد سعيدة بمثل تلك الاستضافة، لكن ليس لدينا أي شيء محدد بعد".
واستطردت، "نؤيد دائمًا مبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، سواء في الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي"، مشيرة إلى أن الحرب الدائرة في اليمن، أكبر أزمة إنسانية تمر في العالم حاليًا.
وانهارت في الشهر الماضي، مفاوضات للتوصل لاتفاق سلام في اليمن في جنيف، بعدما رفض الحوثيون في الشمال المشاركة، ويعيش اليمن أزمة إنسانية، هي الأسوأ في العام، بحسب منظمات الأمم المتحدة، حيث أن أكثر من نصف سكان البلاد، (14مليون شخص ) ، على حافة المجاعة، فيما يحتاج 22مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية.
ويلقى شخص في اليمن حتفه كل ثلاث ساعات، بسبب الحرب، فيما يموت طفل كل 10دقائق، لأسباب يمكن تجنبها لولا الحرب، ويغض الشارع اليمني، النظر لأي مفاوضات مقبلة، برعاية الأمم المتحدة، لإحلال السلام في البلاد، بعد فشل المفاوضات السابقة، وتردي الأوضاع الاقتصادية، والإنسانية يومًا بعد أخر، بل أصبح السكان يتخوفون من الكوارث التي ستلحق فشل المفاوضات المقبلة.
وأكّد الكاتب الصحافي، والمحلل السياسي اليمني، يحي حسن لـ"العرب اليوم"، فشل المفاوضات المقبلة قبل حدوثها، مشيرًا إلى أن تجار الحروب، لم يكتفوا بما جنوه خلال الأيام الماضية، ويريدون استثمار الوضع الإنساني، ومعاناة الشعب اليمني .
وأوضح حسن" جماعة الحوثي تتاجر بمعانة المدنيين في اختلاق الأزمات، ورفع الأسعار، واخذ الإتاوات، ونهب ما تبقى من أموال التجار، بعد نهب خزينة الدولة، وفي الجانب الآخر، تجار الأسلحة، المتمثلين في الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا وغيرها من الدول، التي تورد الأسلحة لدول الخليج، والتي تستعمل في حرب اليمن .
وأشار إلى أن الأمم المتحدة، بذاتها لا تريد وقف القتال، فهي تستثمر معاناة الناس، في جمع التبرعات وصرفها على موظفيها، مؤكّدًا أن الوضع في اليمن، ليس معقدا، كما تصفه الأمم المتحدة، بل أن الدولة الراعية للسلام تعمل على تعقيده، لاستمرار ابتزاز السعودية، والإمارات، لشراء الأسلحة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر