دمشق - نور خوام
صوّت مجلس الأمن الدولي السبت، بالإجماع لصالح قرار هدنة في سورية، وطالب مندوب دولة الكويت منصور العتيبي، في جلسة مجلس الأمن اليوم السبت، من أجل هدنة في سورية جميع الأطراف بوقف إطلاق النار في كل البلاد لمدة 30 يومًا، مضيفًا أنّهم اعتمدوا قرار الهدنة بمثابة خطوة للتوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة في سورية.
وأكد العتيبي، أنّ القرار يطالب بالسماح بإدخال المساعدات إلى كل المناطق المحاصرة في سورية، وأعلن مندوب السويد من نيويورك أن بلاده قدمت مع دولة الكويت مسودة قرار لوقف الأعمال القتالية في سورية 30 يومًا، مشيرًا إلى أنه تم اعتماد القرار السبت سوف يحد من العنف في سورية، وسيسمح بدخول المساعدات، وأنّ مسودة القرار بشأن سورية تستثني القاعدة والنصرة من الهدنة، وأنّ مسودة القرار تطالب بالسماح بدخول المساعدات إلى المناطق السورية المحاصرة.
وأكّد مراسل "العربية"، في وقت سابق، أنّ مجلس الأمن الدولي يتّجه إلى الموافقة على مشروع قرار وقف إطلاق النار في سورية، وأنّ القرار يطالب كافة الأطراف بوقف الأعمال العدائية، وأنّ هناك توقعات بتمرير مشروع القرار بـ "الأغلبية"، مشيرًا إلى أنّ هناك اتفاقًا على الفقرة الإجرائية الأولى في مشروع القرار الخاص بسورية، وأن مشروع القرار الدولي يتضمّن وقفًا فوريًا لإطلاق النار مدة 30 يومًا، مبيّنًا أنّ هناك توافقا دوليا على التعديلات الروسية حول قرار الهدنة السورية.
وبدأ اجتماع مجلس الأمن للتصويت على وقف لإطلاق النار في سورية، السبت، وشهدت جلسة التصويت على مشروع القرار الكويتي السويدي، سلسلة تأجيلات منذ الخميس في ظل تواصل المفاوضات بين مندوبي دول المجلس دون التوصل إلى قرار نهائي، الخلاف الأساسي الذي أدى لتأجيل الجلسة كان بين الروس والأميركان، حيث لا تريد موسكو وضع موعد محدد لوقف إطلاق النار وجعله في أقرب وقت ممكن فيما يصر الأميركيون على وضع زمن محدد.
ودعت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية نيكي هيلي، مجلس الأمن في جلسته السبت من أجل هدنة في سورية، نظام الأسد وحلفاؤه للالتزام بقرار المجلس وقف إطلاق النار فورا، مضيفة "يجب أن نسعى جميعا لتنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن الهدنة في سورية"، وموضحة أنّ نظام الأسد يجب أن يتوقف عن عملياته في الغوطة الشرقية، كما دعت المندوبة الأميركية روسيا للمساعدة في حل الصراع في سورية. وأكدت هيلي أن تأخر روسيا في الموافقة على مشروع القرار تسبب بوقوع المزيد من الضحايا.
مشيرة إلى أن روسيا قد عارضت مشروع القرار بشأن سورية، يوم الجمعة، وأمل مندوب روسيا في مجلس الأمن السبت، من جميع الأطراف المؤثرة المساهمة بالتوصل لحل في سورية، وأضاف أن بلاده "قلقة" من التهديدات الأميركية تجاه النظام في سورية، مشيرًا إلى أنّ روسيا تعلم بأن الوضع الإنساني في سورية "صعب"، وقال إنّه "يجب أن نسعى إلى إيجاد حلول ملموسة في سورية، يجب العمل بشكل ملموس بدلا من إظهار روسيا بصورة المذنب".
وتعثّرت المفاوضات، بسبب مطالبة روسيا بأن تلتزم الجماعات المسلحة التي تقاتل رئيس النظام بشار الأسد بالهدنة، وفي تنازل لروسيا ينص مشروع القرار على أن وقف إطلاق النار لا يشمل العمليات ضد تنظيم داعش او القاعدة، بالإضافة الى "الأشخاص والجماعات والمنشآت والكيانات" المرتبطة بالمجموعات المتطرّفة، ويطالب مشروع القرار برفع كل شكل من أشكال الحصار، ويشمل ذلك الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا، كما ويطلب من كل الأطراف "وقف حرمان المدنيين من المواد الغذائية والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة"، واستخدمت روسيا حق النقض 11 مرة ضد مشاريع قرار حول سورية تستهدف حليفها النظام السوري في دمشق.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر استخدمت حق النقض لإنهاء تحقيق تقوده الأمم المتحدة حول هجمات بالأسلحة الكيمياوية في سورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر