أكد الناطق الرسمي باسم القوات الموالية لمليشيا الحوثي، العميد ركن شرف لقمان، أن الجيش الموالي للرئيس السابق، واللجان الشعبية، التابعة لجماعة الحوثي، أفشلت أوسع عملية عسكرية نفذتها قوات الشرعية، للزحف على حرض وميدي، بغطاء جوي بطائرات الأباتشي، وأوضح العميد لقمان، في تصريح لوكالة سبأ الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، أن طيران التحالف العربي، شنّ أكثر من 30 غارة جوية تزامن مع الزحف لقوات الشرعية، مع محاولات عديدة، وغارات مماثلة، في محافظات صعدة وصنعاء ومأرب وحجة، والجوف.
وأشار ناطق الجيش الموالي للحوثيين، إلى سقوط قتلى وجرحى جراء تلك العمليات والغارات، مشيرًا إلى أن التصعيد العسكري لمن وصفها بـقوى العدوان، خلال الأيام الماضية والساعات الأخيرة يشير إلى عدم مصداقية السعودية في الذهاب إلى السلام وتجاهل مساعي الأمم المتحدة في الكويت في الوصول إلى سلام يفضى إلى إنهاء العدوان ورفع الحصار الجائر، حسب وصفه، وقال "إن قوات التحالف العربي، لن تحقق من هذه العملية، أي مكاسب، كما هو حال العمليات منذ بداية ما وصفه بـالعدوان".
وأشار العميد لقمان، إلى أن استراتيجية الدفاع والهجوم للجيش واللجان الشعبية يتم تغييرها وتحديث وتطويرها بشكل مستمر، لافتًا إلى أنها قادرة على مفاجئة من وصفه بـالعدو، وإفشال كل خططه، وكسر زحوفاته، وكانت قوات الشرعية، بإسناد مكثف من طيران التحالف العربي، أطلقت صباح الخميس، عملية عسكرية واسعة، لتحرير مديرية حرض، بمحافظة حجة، حيث تمكنت خلال الساعات الماضية من تحرير مناطق شاسعة، وتكبيد المليشيات خسائر كبيرة، في الأرواح والعتاد.
وشنّ الجيش اليمني، مدعومًا بغطاء جوي من التحالف العربي أمس، هجوماً واسعاً لتحرير مدينة حرض (شمال) الحدودية مع السعودية التي تقود حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح منذ أواخر مارس العام الماضي. وقالت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني إنها بدأت في وقت مبكّر الخميس عملية عسكرية ضخمة لانتزاع مدينة حرض الحدودية في محافظة حجة (شمال غرب) من مقاتلي جماعة الحوثي التي سيطرت على مناطق واسعة في البلاد أواخر 2014 واستولت على السلطة في العاصمة صنعاء في السادس من فبراير/شباط 2015.
وأوضحت في بيان أن العملية العسكرية التي يقودها قائد المنطقة الخامسة اللواء علي حميد القشيبي، وتشارك فيها مقاتلات التحالف العربي، تهدف إلى "تحرير مدينة حرض من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية" التي صعّدت في الأيام الأخيرة هجماتها الصاروخية والمدفعية على مواقع عسكرية داخل الأراضي السعودية، وذكرت وكالة سبأ الحكومية التي يديرها الحوثيون في صنعاء، أن القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي نفذت زحفًا كبيرًا وواسعًا على جمرك حرض، وهو منفذ حدودي بري رئيسي بين اليمن والسعودية، مشيرة إلى أن الزحف «كان مسنوداً بغارات للطيران الحربي والأباتشي والقصف الصاروخي المكثف.
وشنّت مقاتلات التحالف ومروحيات أباتشي سعودية أكثر من 30 غارة على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة حرض المدمرة، بعد أكثر من عام من الحرب الأهلية التي فجرها انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران على الحكومة الشرعية في البلاد. وتمكنت القوات الموالية للحكومة من تحرير جمرك حرض القديم بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة وفرار الميليشيات الانقلابية في اتجاه المدينة تحت ضغط الضربات الجوية للتحالف العربي.
وأعلن التلفزيون السعودي الإخباري أن الجيش اليمني استطاع السيطرة على منفذ حرض وتحريره من الانقلابيين، وأكدت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية المساندة للجيش اليمني تحرير مبنى الجمرك في حرض، لكنها أشارت إلى أن حقول الألغام التي زرعها الانقلابيون على الطريق المؤدي إلى المدينة تعيق تقدم القوات الحكومية بشكل مؤقت. وأشارت إلى مقتل 50 من عناصر الميليشيات وجرح 150 آخرين في المعارك بمدينة حرض التي أسفرت أيضًا عن مقتل عدد من عناصر الجيش والمقاومة، ودمرت الضربات الجوية للتحالف العربي العديد من آليات المتمردين الحوثيين وقوات صالح، خصوصًا في منطقتي "مفرق المجبر، ووادي بن عبدالله" شمال حرض.
كما استهدفت الغارات مواقع للانقلابيين قريبة من الشريط الحدودي السعودي، وذكر تلفزيون العربية الذي يملكه سعوديون أن طيران التحالف قصف مواقع تابعة للميليشيات قبالة مركز الخوبة الحدودي في منطقة جازان جنوب غرب المملكة، وطال القصف الجوي أيضًا مواقع لميليشيات الحوثي وصالح قبالة مركز الحثيرة القريب في جازان، وقصفت طائرات التحالف مناطق حدودية في محافظة صعدة المعقل الرئيس للانقلابيين الحوثيين في أقصى شمال البلاد، حيث استهدفت ثلاث غارات منطقتي "بحرة وآل قراد في بلدة باقم"، وأصابت ثلاث ضربات مواقع في بلدة مجز، ودمرت غارتين موقعين في منطقة "المليل" في بلدة كتاف.
وبالتزامن هاجمت المقاتلات العربية العديد من مواقع الميليشيات الانقلابية في محافظتي الجوف (شمال شرق) ومأرب (شرق)، حيث تدور منذ شهور معارك بين أنصار الحكومة والحوثيين، واستهدفت الغارات مواقع لميليشيات الحوثي وصالح في بلدتي المصلوب والمطة في محافظة الجوف، وأصابت موقعًا في بلدة صرواح آخر معاقل الانقلابيين في محافظة مأرب، وقصفت المقاتلات أيضًا موقعًا في منطقة "حريب نهم" في بلدة نهم القريبة من العاصمة صنعاء باتت مناطق واسعة فيها تحت سيطرة القوات الموالية للشرعية، كما استهدفت ضربتان جويتان معسكرًا للحرس الجمهوري المنحل والموالي للرئيس المخلوع في جبل الصمع في بلدة أرحب شمال العاصمة.
وتجدّد القصف الجوي الخميس على مواقع وتجمعات للحوثيين وقوات صالح في محافظتي تعز ولحج جنوب غرب البلاد، حيث استهدفت ثلاث غارات منطقة العمري في بلدة ذوباب الساحلية جنوب غرب تعز، وقال الناطق باسم المقاومة الجنوبية في شمال لحج، قائد نصر، لـ"الاتحاد": إن طيران التحالف قصف ليل الأربعاء الخميس تجمعًا للميليشيات في منطقة "الشريجة" الحدودية بين تعز ولحج، مؤكدًا أن الهجوم أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، ودمر عتادًا عسكريًا.
وذكر أن أربعة متمردين قُتلوا الخميس باشتباكات مع مقاتلي المقاومة الشعبية في منطقة «صوفع» شمال كرش. كما قتل عدد من متمردي الحوثي وصالح باشتباكات عنيفة مع رجال المقاومة الشعبية في منطقتي الشعاور والأهمول في بلدة حزم العدين في محافظة إب وسط اليمن، حسبما أبلغ "الاتحاد" مصدر في المقاومة المحلية، وقال بيان صدر عن وزارة الخارجية البريطانية في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، إن "وزراء خارجية السعودية والإمارات وأميركا وبريطانيا، بحثوا تسلسل اتفاق محتمل حول اليمن، من دون أن يفصل في نوعية هذا الاتفاق".
وذكر البيان، أن الوزراء شدّدوا على أنه آن الأوان للتوصل لاتفاق في الكويت، وأكدوا أن الحل الناجح يشمل ترتيبات تتطلب انسحاب الجماعات المسلحة من العاصمة ومناطق أخرى، واتفاقا سياسيا يتيح استئناف عملية انتقال سياسي سلمية وتشمل الجميع، وأعرب الوزراء خلال الاجتماع عن قلقهم بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، وعاودوا تأكيد دعمهم القوي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ولدور الأمم المتحدة بالتوسط لأجل الوصول لحل سياسي دائم للأزمة، بناءً على المرجعيات المتفق عليها بشأن المحادثات برعاية الأمم المتحدة، وتحديدًا قرارات مجلس الأمن – بما فيها القرار (2216)، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأردف البيان بأن الوزراء "اتفقوا على ضرورة ألا يهدد الصراع في اليمن دول الجوار، وعاودوا تأكيد أن إعادة تشكيل حكومة ممثلة للجميع هو السبيل الوحيد لمكافحة جماعات إرهابية كـ(القاعدة) و(داعش) بفاعلية، ومعالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية بنجاح"، كما دعا الوزراء إلى الإفراج غير المشروط والفوري عن جميع السجناء السياسيين.
وأعلن الوفد الانقلابي في الكويت أن هناك مقترحات أممية جديدة لحل الأزمة اليمنية، مبينا أن هذه الأفكار تخضع للدراسة والنقاش في الوقت الراهن وقد يتبلور لديهم ردًا واضحًا خلال الساعات القليلة المقبلة، لحل الأزمة اليمنية، الذي دخلت شهرها الـ16، بعد بدء "عاصفة الحزم" ثم "إعادة الأمل"، وأوضح رئيس الوفد الحوثي إلى الكويت محمد عبد السلام، لـ"الشرق الأوسط"، أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة لليمن عرض عليهم أفكارًا ومقترحات أممية، ولا يزال الوفد يدرس هذه الأفكار والمقترحات للرد عليها.
وأفاد بأنهم التقوا ولد الشيخ مرتين الأربعاء، والخميس على مستوى رؤساء الوفود وعلى مستوى الوفود بالكامل، وكان الطرح حول بعض الأفكار أو المقترحات تبنتها الأمم المتحدة، موضحًا أن الوفد يدرس هذه الأفكار، وقال: "قد يستغرق نقاشها 24 ساعة لتكون لدينا رؤية واضحة"، إلا أن عبد السلام جدد التأكيد على تمسك وفدهم بـاتفاق شامل وكامل وواحد، وما زال النقاش مستمرًا، ولا نستطيع الحسم في الأمر حتى الآن، ولا يمكنه التوضيح أكثر من ذلك، وكذلك لا يرى مصلحة تخدم الحوار في أن نتحدث عن هذه الجزئية الآن".
ويصر الوفد الحوثي، على أنه لا يمكن أن ينفذ شيئًا في الميدان إلا بغطاء سياسي، ويقول متحدث الوفد "كان التوافق في المشاورات السابقة أن يكون هناك حكومة وحدة وطنية وبعض التفاصيل الأخرى السياسية، بما في ذلك الجانبان الأمني والعسكري وغيرهما، وعندما عدنا وجدنا المبعوث الأممي في كلمته الافتتاحية يتحدث عن الحلين الأمني والعسكري وما أسماه الخطة (أ)، ولم يتحدث لا من قريب أو بعيد عن حل سياسي".
وأشار عبد السلام أن ولد الشيخ عاد بالمشاورات إلى نقطة الصفر بحديثه عن اتفاقات مختلفة عما اتفقنا عليه خلال 75 يومًا في الكويت، لكنه استدرك بقوله "بالنسبة لنا إحتاج الأمر إلى مزيد من النقاش والطرح؛ لأننا ذهبنا ونحن نحمل رؤية، وعدنا وناقشنا هذه الرؤية واستكمالها، ثم وجدنا رؤية أخرى غير ما نوقشت في جلسات الكويت"، واستبعد محمد عبد السلام أن يؤثر الإعلان الكويتي بتحديد سقف زمني للمشاورات بأسبوعين في فحوى هذه المشاورات ونتائجها
وكانت الكويت حددت مهلة زمنية لا تتجاوز 15 يومًا لأطراف النزاع اليمني المشاركين في مشاورات السلام، مؤكدة اعتذارها عن مواصلة استضافتها بعد هذه المهلة، بحسب مسؤول في وزارة الخارجية.وقال عبد السلام "هذا الأمر يعود للإخوة الكويتيين والأمم المتحدة، في النهاية الأمر يعود إليهم، ولا نرى أن الوقت قد يمثل بالنسبة لنا ضغطًا ان لم نقبل ببعض الأطروحات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر