صنعاء ـ خالد عبدالواحد
حكمت ميليشيا الحوثي الانقلابية، الثلاثاء، على المعتقل اليمني، حامد بن حيدرة، بالإعدام على خلفية ديانته البهائية، وأقرت إغلاق كل المحافل البهائية، وبهذا لم تسلم الطائفة البهائية من الاضطهاد وممارسات التعسفات بحق المنتميين لهذه الطائفة الدينية في اليمن من قبل الحوثيين، إذ بعد عدم استطاعتهم الإجهاز على الطوائف المسلمة المناهظة لهم اتجهوا نحو البهائيين، ويعتقد الحوثيون بأن الحرب التي يقودونها ضد الحكومة الشرعية والطوائف الدينية المختلفة إنما يحاربون أميركا وإسرائيل حسب شعارهم الطائفي.
وتمارس ميليشيا الحوثي الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب والعزل الاجتماعي وغيرها من الانتهاكات بحق البهائيين الذين يصل عددهم إلى 2000 شخص من إجمالي سكان اليمن، ولا يختلف الحوثيون عن تنظيم "داعش" فهم متفقون في القتل والاختطاف والتعذيب بحق معارضيهم، من المذاهب سواء السنية أو الأديان الأخرى.
وتعود جذور البهائية إلى "البابية" التي نشأت في إيران (السلطنة القاجارية الفارسية آنذاك) في منتصف القرن التاسع عشر (منذ عام 1260 هـ/ 1844م)، أما الديانة البهائية نفسها فأسسها حسين علي النوري المعروف بلقب بهاء الله وأعلن عن دعوته في حديقة النجيبية بنواحي بغداد (ببغداد فإسطنبول فأدرنه فعكا)، وانتشرت في العديد من البلدان العربية والغربية.
وطالبت العديد من المنظمات المحلية والدولية الحوثيين بالكف عن الممارسات التعسفية بحق البهائيين وإطلاق سراح المختطفين، لكن الجماعة تجاهلت كل تلك النداءات ومضت في مشروعها الإيراني الطائفي في اختطاف وإخفاء البهائيين وعدم مساوتهم في المجتمع اليمني رغم تعايشهم واندماجهم في المجتمع واختلاطهم بالمدنيين كجزء منهم لكن الحوثيين لا يتعاملون مع المجتمع إلا على أساس التميز العرقي السلالي أو الانتماء الديني أو الطائفي.
كانت الأمم المتحدة اعتمدت قرارا في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، قدمته مصر نيابة عن المجموعة العربية وبدعم من جميع أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، دعا إلى الإفراج عن جميع المعتقلين البهائيين في اليمن.
وذكر المقرر الخاص للأمم المتحدة والمعني بحرية الأديان، أحمد شهيد، في وقت سابق، أن الاضطهاد الذي يتعرض له البهائيون في إيران انعكس في نمط الاضطهاد الذي تواجهه هذه الطائفة في العاصمة اليمنية صنعاء، التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، المدعومة من إيران.
واختطفت ميليشيات الحوثي 65 شخصاً من أتباع الديانة البهائية بينهم ستة أطفال في أغسطس/آب من العام الماضي، ولا يزال حتى الآن 20 منهم معتقلين.
واعتقلت جماعة الحوثيين حامد حيدرة، وهو من أتباع الديانة البهائية، منذ ديسمبر/كانون الأول 2013، وقد اتهمته بالسعي لتحويل مسلمين إلى أتباع للديانة البهائية والعمل لمصلحة الحكومة الإسرائيلية ولتقويض استقلال دولة اليمن.
وأصدرت المحكمة الجزائية الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الثلاثاء، حكما بإعدام المواطن اليمني البهائي حامد بن حيدرة، كما قضى نص الحكم بمصادرة أموال المواطن حيدرة، وإقفال كل المحافل البهائية في اليمن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر