تقيم جماعة الحوثيين الانقلابية فعالية في ميدان السبعين جنوب العاصمة إحياءً لذكرى مرور ثلاثة أعوام على عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد مسلحي الجماعة، تزامنًا مع قدوم المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غيريفث إلى العاصمة اليمنية صنعاء
وتأتي هذه الفعالية الأولى في ميدان السبعين جنوب العاصمة صنعاء بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي خلال مواجهات بين الطرفين، وتسعى جماعة الحوثيين إلى حشد أكبر عدد من المواطنيين إلى الميدان الذي كان يعد ساحة لحزب "المؤتمر الشعبي" العام جناح الرئيس الراحل .
وشكّلت جماعة الحوثيين لجان تحضيرية في المراكز الحكومية والمكاتب والمؤسسات والجامعات والمدارس لحشد كل موظفي الدولة والطلاب بأي طريقة كانت من أجل إرسال رسالة إلى منظمة الأمم المتحدة عن وجودهم الكبير، في اليمن، وإن كان أغلب الحضور يتعرضون لضغوط كبيرة وتهديد من الفصل من العمل في حال عدم الحضور.
ويقول العشرات من الطلاب والموظفين لـ" العرب اليوم" إن جماعة الحوثيين فرضت لجان وسجّلت أسماء الموظفين والطلاب من أجل جمعهم في باصات النقل الكبيرة إلى ميدان السبعين.
وقالت مديرة إحدى مدارس العاصمة صنعاء إن مشرف الحوثيين في منطقة شعوب هددها إذا لم تحضر إلى ميدان السبعين وسيتم فصلها من وظيفتها ، وأضافت أنها ستحضرالاثنين مضطرة من أجل الحفاظ على وظيفتها.
وكشفت مصادر خاصة لـ" العرب اليوم" اجتماع عقده رؤساء أقسام الكليات في جامعة صنعاء مع مندوبي القاعات بالإضافة إلى حضور ممثلين لجماعة الحوثي في المجلس السياسي الأعلى ، من أجل تحضير كشوف بأسماء الطلاب وتحضيرهم إلى ميدان السبعين، وأضاف المصدر أن الحوثيين وجهوا تهديدًا للطلاب بإسقاط أسمائهم من الكشوف والدرجات إذا لم يحضروا إلى الميدان .
وأكد مصدر مطلع في جماعة الحوثيين ورود توجيهات عاجلة من زعيم المليشيا الحوثية المتمردة عبدالملك الحوثي إلى قياداته في عدد من المحافظات والعاصمة صنعاء.وقال المصدر إن زعيم التمرد هاتف على الأقل عشرة من قيادات الصف الأول في الجماعة موضحًا لهم ضرورة أن يكون الحشد المزمع تنظيمه أكبر حشد تنظمه الجماعة على الإطلاق.
وأضاف أن التعليمات جاءت صارمة جدًا بضرورة اتخاذ السبل والتدابير الممكنة لتحقيق هذه الغاية، وإن الفشل في ذلك لم يعد خيارًا.
وأوضح أن قيادات الجماعة شرعت منذ أكثر من أسبوعين في تشكيل لجان مجتمعية على تدرجات مختلفة تبتدأ من أعلى هرم في السلطة وتنتهي بعقال الحارات، لتأمين أكبر توافد ممكن إلى ميدان السبعين.كما أن مئات من باصات النقل الكبيرة أوكلت اليها مهمة جلب أكبر قدر ممكن من الموظفين من المصالح والمؤسسات الحكومية لحضور الفعالية، ، وبالمثل سيتم التعامل مع طلاب المدارس حيث من المنتظر أن يجلب الآلاف منهم بالترتيب مع مديري المدارس.
وأشار إلى أن السبب وراء هذه التشديدات يعود إلى رغبة جامحة لدى الجماعة في أن يمثل حضور الغد رسالة الى المجتمع الدولي بأن سكان صنعاء تركوا مسألة قتل صالح وراء ظهورهم، وبأن الأوضاع طبيعية ولم تؤثر تلك الأحداث أو الأزمة الراهنة في شعبية المليشيا.
وقالت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء إن شركة "يمن موبايل" للاتصالات تمول وترعى احتفالات مليشيا الحوثي، وكشفت المصادر أن "يمن موبايل" وجهت بصرف مبلغ مالي كبير كدعم للفعالية الخاصة بجماعة الحوثيين، المزمع إقامتها صباح الاثنين، في ميدان السبعين، ووفق المصادر فإن الشركة صرفت بشكل غير قانوني مبلغ 100 مليون ريال يمني لدعم فعالية السبعين.
وأوضحت المصادر أن مدير عام الشركة المهندس عامر هزاع وجه بصرف المبلغ وبشكل مخالف من البند الخاص بالدعاية والإعلان، وفق توجيهات وزير الاتصالات كدعم للفعالية، دون أي إعلانات أو دعاية للشركة.
وتسيطر مليشيا الحوثي على القطاعات الخاصة والحكومية والمختلطة كافة في العاصمة صنعاء، وتنهب مبالغ مالية كبيرة لدعم أنشطتها المختلفة.
وبدأ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن خطواته الأولى لإحلال السلام في البلاد، بعد أربعة أعوام من الصراع، بلقاء قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، لمناقشة خطة السلام التي طرحها إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممي السابق، والتقى حزب المؤتمر الشعبي برئاسة صادق أمين أبوراس، مارتن غريفيث ونائبه وفريق عمله، حيث طرح عليه عدد من النقاط المتعلقة بما حدث في ديسمبر/ كانون الأول ورؤيته للحل.
وأكد رئيس المؤتمر أهمية أن يكون الحل شاملاً ومتزامناً ويتضمن مختلف الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية، مشددًا على أن رؤية المؤتمر تقوم على أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن أولًا.
ورحب المبعوث الأممي الجديد برئيس المؤتمر الشعبي العام ، وأكد مارتن غريفث أن المؤتمر الشعبي سيظل طرفًا رئيسًا في أي مباحثات، مشيرًا إلى حرصه خلال هذه الزيارة على الاستماع لكل الأطراف اليمنية من أجل الخروج برؤية شاملة، وشدد غريفث على أن الحل سيكون يمنيًا وأنه لن يبدأ من الصفر فهناك نقاشات وحوارات سابقة أجريت وسيتم البناء عليها.
وقال غيريفث في وقت سابق أنه سيواصل تطبيق خطة ولد الشيخ في حل الأزمة اليمنية بالإضافة إلى أنه سيوفر حلولًا وفق القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
ووصل المبعوث الأممي السبت إلى العاصمة صنعاء شمالي البلاد في أول جولة له إلى المدينة منذ تعينه، وعقد المبعوث الأممي لقاءات مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والعديد من المسؤولين في الحكومة الشرعية بالعاصمة السعودية، الرياض. ومن المفترض أن يلتقي غيريفث قيادات الحوثيين ومن ثم التوجه إلى العاصمة المؤقتة عدن والإمارات العربية المتحدة للقاء ولي العهد الإمارتي محمد بن زايد ، والعودة إلى الولايات المتحدة الأميركية لطرح إحاطته حول الوضع في اليمن، في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك وما مدى استجابة الأطراف اليمنية لمبادرة إيقاف الحرب وإحلال السلام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر