يعقد مجلس الأمن اليوم الأربعاء، جلسة مخصصة لبحث الوضع في محافظة حلب شمال سورية، بحسب ما أعلن ديبلوماسيون في الامم المتحدة، فيما ستستضيف برلين اليوم أيضا اجتماعًا مع المعارضة السورية ووزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت، والموفد الأممي ستيفان دي مستورا ، في محاولة لاقناع وفد المعرضة بالعودة الى طاولة جنيف الحوارية.
وسيعقد اجتماع مجلس الأمن بطلب من بريطانيا وفرنسا اللتين أعربتا عن قلقهما إزاء الوضع في هذه مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية ، والتي تحاول موسكو وواشنطن التوصل إلى هدنة فيها.
وكانت فرنسا وبريطانيا دعت إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث الوضع في مدينة حلب السورية، بحسب ما أفاد سفيرا البلدين الثلاثاء، في الوقت نفسه طالب المجلس جميع الأطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية.
ووصف السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر حلب بأنها "مركز لمقاومة الرئيس السوري بشار الأسد"، مؤكداً أن "المدينة الشهيدة تتعرض إلى قصف مستمر منذ 2012.
أما السفير البريطاني ماثيو رايكروفت فقال: إن "حلب تحترق، ومن المهم أن نركز اهتمامنا على هذه القضية التي تعد أولوية رئيسة".
وكان مجلس الأمن طالب جميع الأطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية، وذلك في قرار أشار إلى الزيادة المقلقة للهجمات على العاملين الطبيين في مناطق النزاع في أنحاء العالم.
وبعد أقل من أسبوع على الهجمات الجوية على مستشفى في مدينة حلب أدت إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، تبنى المجلس بالاجماع القرار الذي يدين بشدة استهداف المرافق الصحية الذي وصفه بأنه جريمة حرب.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن "عواقب" ستترتب على عدم التزام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، وخصوصاً في حلب شمال سورية والذي يمكن أن يعلن في الساعات المقبلة.
وصرح كيري للصحافيين في مقر وزارة الخارجية، أنه "في حال لم يلتزم الأسد بذلك فستكون هناك بشكل واضح عواقب يمكن أن تكون إحداها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار والعودة إلى الحرب في سورية.
وأضاف كيري العائد من جنيف حيث حاول أمس، إنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية الذي بدأ تنفيذه نظرياً في 27 شباط/ فبراير الماضي، لكنه بات مهدداً في شكل خطير، "لا أعتقد أن روسيا تريد ذلك. لا أعتقد أن نظام الأسد يمكنه الإفادة من ذلك".
وحيال الانتهاكات المتكررة لهذه الهدنة في الأيام الأخيرة، وخصوصاً في مدينة حلب، وأشار كيري إلى "عواقب أخرى تتم مناقشتها، لكن المستقبل هو الذي سيحددها". وتابع الوزير الأميركي: "حاليا نبذل جهوداً حثيثة في محاولة لتنفيذ هذا الأمر (وقف إطلاق النار) بهدف حماية حلب"، في إشارة إلى مشروع الهدنة الجديدة الذي يتم التفاوض في شأنه حالياً بين واشنطن وموسكو.
وأوضح كيري أن "فريقينا (الأميركي والروسي) سيحاولان إنهاء ما عملنا عليه في الساعات الـ 48 الأخيرة بهدف محاولة إحياء وقف كامل للأعمال القتالية". وأكد أن في حوزته اتفاقاً في شأن حلب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي تدعم بلاده النظام السوري. وعلق كيري على القصف الذي استهدف مؤسسات استشفائية في الأيام الأخيرة.
وفي بون أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، مساء الثلاثاء، أن مدينة برلين ستستضيف اليوم الأربعاء، اجتماعا دوليا مع المعارضة السورية، يجمع بين ستيفان دي ميستورا، والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، ووزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت.
وقال بيان للخارجية الألمانية، إن “النقاشات ستركز على كيفية إيجاد الظروف المواتية لاستمرار مفاوضات السلام في جنيف، وتهدئة العنف وتحسين الوضع الإنساني في سوريا”.
من جانبه، توقع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، استئناف محادثات السلام السورية إذا جرى تمديد التهدئة المتداعية بحيث تشمل مدينة حلب. وقال دي ميستورا في تصريحات الثلاثاء، بعد أن أجرى محادثات مع لافروف في موسكو إنه “يعتقد أن هناك فرصة لوقف الأعمال القتالية عن طريق تعزيز وتمديد عمليات التهدئة المحلية، الأمر الذي قال بشأنه ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه “قد يحدث خلال ساعات”.
وأضاف دي ميستورا في مؤتمر صحفي مع لافروف “لدي شعور وأتمنى أن نبدأ ذلك، كلنا نأمل أن نتمكن في غضون بضع ساعات من استئناف وقف الأعمال القتالية، وإذا تمكنا من فعل ذلك فسنعود إلى المسار الصحيح.”
وعبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، عن أمله في الإعلان عن وقف المعارك في حلب “خلال الساعات القليلة المقبلة”، مضيفاً أن موسكو تتعاون مع واشنطن لتهيئة الظروف من أجل وقف القتال.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع دي ميستورا، “آمل أن يتم الإعلان عن مثل هذا القرار في وقت قريب، ربما حتى في الساعات القليلة المقبلة”، وتابع “نعمل على إنشاء مركز عسكري مشترك لمراقبة الهدنة في سورية، وأضاف الوزير الروسي، "نقيم الموقف في سورية مع شركائنا في الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وقد أجرينا محادثات مع دي ميستورا بشأن سورية، ومواقفنا متطابقة”.
وأكد لافروف، أنه “يجب العمل مع المعارضة والنظام السوري لإيجاد حل للوضع الراهن”، مشددا على أن “مسارات وآليات تسوية الأزمة يجب أن تلتزم بقرار مجلس الأمن رقم 2254”. وانتقد موقف هيئة التفاوض العليا، وأشار إلى أن عدم انسحاب قوات المعارضة المعتدلة من المواقع، التي تتواجد فيها جبهة "النصرة" و"داعش" سيضعها في مرمي النيران
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر